أهلاً بك , ضيف
يجب عليك التسجيل حتى تتمكن من المشاركة في المنتدى .

إسم المستخدم
  

كلمة المرور
  





البحث في المنتدى



(البحث المتقدم)

إحصائية المنتدى
» الأعضاء : 8,693
» آخر عضو : SaSa_ElBalad
» مواضيع المنتدى : 21,702
» مشاركات المنتدى : 67,648

الإحصائية الكاملة

المتواجدون الآن
يوجد حالياً 6072 مستخدم .
» 18 عضو | 6054 ضيف
Pro_hajwala, YoucefX, _Abdullah, TheRussian, _Ammar, Pringo, BaaHi, Alexcander, Abdrahman, _Black, SNAP, KFC, 3NAD, Ayoub, N17eeF

آخر المواضيع
رد حاسم من فينيسيوس على ا...
المنتدي : المنتدى الرياضي
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 1
» المشاهدات : 9
عداد المجتمع
المنتدي : المواضيع العامة
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 7,825
» المشاهدات : 2,223,852
Keybind Fix Plus Mod (1.2...
المنتدي : Minecraft
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 1
Honda Civic 1.6 Sİ Berlin...
المنتدي : GTA San Andreas
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 1
KIA K5 GT'24 X SQUID GAME
المنتدي : MTA San Andreas
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 2
Cad Spinner
المنتدي : GTA IV
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 1
Spider-Man Symbiote Suit ...
المنتدي : GTA V
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
منذ 3 ساعة مضت
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 1
Chevrolet Caprice 2012 Sa...
المنتدي : GTA IV
آخر تعليق بواسطة : Pringo
امس, 06:03 AM
» التعليقات : 1
» المشاهدات : 21
Karin Rebel 6x6 [Add-On|F...
المنتدي : GTA V
آخر تعليق بواسطة : Pringo
22-01-2025, 08:27 PM
» التعليقات : 2
» المشاهدات : 49
Alfa Romeo 4C i4 Engine S...
المنتدي : GTA V
آخر تعليق بواسطة : BaaHi
22-01-2025, 07:55 PM
» التعليقات : 0
» المشاهدات : 21

 
  » محمد الشوكاني » دعي لومي على فرط الهواء
بواسطة : _Ammar - 03-06-2024, 12:24 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

دعِي لَوْمِي عَلَى فَرْطِ الهَواءِ

وَداوي إِنْ قَدَرْت عَلَى الدواءِ
وكُوني عَنْ سُلُوِّي في سُلُوٍّ
إِذا أَنْوَى الْحَبيبُ عَلَى النَّواءِ
أَبانُوا يَوْمَ بانُوا عَنْ فُؤادي
عُرَى صَبْري فَبَاتُوا بالعَرَاءِ
فَلا حَمَلَتْ هوادِجَها الهوادي
ولا سَمِعَت تراجِيعَ الحدَاءِ
تَخُبُّ بِكلِّ عامِرَةٍ وقَفْرٍ
وتَخْتَرِقُ الْمَوامِي للتَّنائي
فأنْحَى جازِرّ يَوْماً عَلَيْها
وضرج قاديهما بالدماء
وَناشَتْها السِّباعُ ومَزَّقَتْها ال
قَشاعِمُ بَيْنَ أَدْراجِ الفَضَاءِ
ويا حَادِي الْمَطيِّ ألا رِثاءّ
وشَرُّ النّاسِ مَعْدومُ الرِّثاءِ
حَدَوْتَ فَكَمْ عُقولٍ طائِشاتٍ
وأَرْواحٍ تَروحُ إلى الفَناءِ
فَلا رَفَعَتْ يَداكَ إليكَ سَوْطاً
ولا نَقَلَتْكَ مُسْرِعَةُ الخُطاءِ
تُروِّعُني بِبَيْنٍ بَعْدَ بَيْنٍ
طويلٍ في قَصيرٍ مِنْ لِقائي
أَمّا بسوَى الفِراقِ لَقيتَ قَلْبي
لِتَعْلَم في الحوادِثِ ما غنائي
فإنّي إنْ أَلَمَّ الْخَطْبُ يَوماً
وَضاقَ بحَمْلِهِ وَجْهُ الثَّراءِ
وَطاشَتْ عِنْدَهُ أَحْلامُ قَوْم
وَحادَ الآخَرونَ إلى الوَراءِ
أَقُومُ بِهِ إذا قَعَدُوا لَدَيْهِ
وأَدْفَعُهُ إذا أَعْيا سِوائي
وَمَا الْمرءُ الْمُكَمَّلُ غَيْرُ حُر
لَهُ عِنْدَ العَنَا كُلُّ الغَنَاءِ
تَسَاوَى عِنْدَهُ خَيْرٌ وشَرٌّ
يَرَى طَعمَ الْمَنِيَّةِ كالْمُنَاءِ
يَحُوزُ السَّبْقَ في أَمْنٍ وخَوْفٍ
ويُكْرِمُ عِنْدَ فَقْرٍ أو غِناءِ
تَراهُ وَهُوَ ذو طِمْرَيْن يَمْشِي
بِهِمَّتِهِ عَلَى هَامِ السَّماءِ
تُقَدِّمُهُ فَضائِلُهُ إذا ما
تَفَاخَرَ بالمَلا كُلُّ المَلاءِ
ألا إِنَّ الفَتَى رَبُّ المَعالِي
إذا حَقَّقْتَ لا رَبُّ الثَّراءِ
ومَنْ حازَ الفَضائِلَ غَيْرَ وان
فَذاكَ هُوَ الفَتَى كُلُّ الفَتاءِ
فَما الشِّرَفُ الرَّفيعُ بِحُسْنِ ثَوْبٍ
ولا دارٍ مُشَيَّدَةِ البِناءِ
ولا بِنُفُوذِ قَولٍ في البَرايا
فإنَّ نُفوذَهُ أَصْلُ البَلاءِ
فَرأْسُ الْمَجْدِ عِنْدَ الحُرِّ عِلْمٌ
يَجُودُ به عَلَى غادٍ وجَائِي
إذا ما المرْءُ قامَ بكُلِّ فَن
قِياماً في السُّمُوِّ إلى السَّماءِ
وَصارَ لَهُ بمَدْرَجَةٍ صُعُودٌ
إلى عَيْنِ الْحَقِيقَةِ والْجَلاءِ
وَهامَ لِدَفْعِن مُعْضَلَةٍ وحَلٍّ
لِمُشْكِلَةٍ ورَفْعٍ للخَفاءِ
فَذاكَ الفَرْدُ في مَلإِ الْمَعالي
كما الفَرْدِ ابن يَحيَى في الْمَلاءِ
فَتىً يَهْتَزُّ عِطْفُ الدَّهْرِ شَوْقاً
إِليْهِ لأنَّهُ رَبُّ العَلاءِ
إذا ما جَالَ في بَحْثٍ ذَكاهُ
تَنَحَّى عنهُ أَرْبابُ الذّكاءِ
وإِنْ ماراهُ ذُو لَدَدٍ أتاهُ
بِما يُنْبِتهِ عَنْ سَوْطِ المِراءِ
تَقاصَرَ عَنْ مَداهُ كُلُّ حَبْرٍ
لما يَلْقَاهُ مِنْ بُعْدِ الْمَداءِ
فَيا مَنْ صَارَ في سِلْكِ الْمَعالي
هُوَ الدُّرُّ النَّفيسُ لكُلِّ رائي
وضَمَّخَ مَسْمَعَ الأيّامِ طيِباً
كما قَدْ طابَ مِنْ حُسْنِ الثَّناءِ
وقامَ بِغَيْرةِ الآدابِ يَدْعُو
وفي يُمْناهُ خافِقَهُ اللّواءِ
بَلَغْتَ منَ العَلُوِّ إِلى مَكانٍ
تمكَّنَ في السُّمُوِّ وفي السّناءِ
فَعُدْتَ مِنَ البَلاغَةِ في مَحَلٍّ
بِهِ الصّابي يَعُودُ إلى الصّباءِ
وصُغْتَ مِنَ القَريضِ بَناتِ فِكْرٍ
دَفَعْتَ بِها الوَرَى نَحْو الوَراءِ
وَجِيهَ الدينِ دُمْتَ لِكُلِّ فَنٍّ
يُبَهْرِجُ فيهِ أَهْلُ الإدِّعاءِ
تَذودُ الشَّائِبِينَ لَهُ بِجَهْلٍ
فيَصْفُوا العِلْمُ عَنْ شَوْبِ القَذاءِ
عُلوُمُكِ زَانَها سَمْتٌ بَهِيٌّ
وحُسْنُ السَّمْتِ مِنْ حُلَلِ البَهاءِ
أَتَانِي يا بنَ يَحْيَى منكَ نَظْمٌ
تَعَالَى عَنْ نِظامِ أبي العَلاءِ
على نَمَطِ الأَعارِب في لُغاتٍ
وفي حُسْنِ الرَّوِيَّ وفي الرُّواءِ
تَحدّى مَنْ تعاورُهُ هُمُومٌ
يَعُودُ بِها الجَلِيُّ إلى الْخفَاءِ
يُعاني مِنْ خُصومٍ أو خِصامٍ
خُطُوباً في الصَّباحِ وفي المساءِ
فَحِيناً في صُرَاخٍ أَوْ عَويلٍ
وحِيناً في شَكاءٍ أَو بُكاءِ
وَإِنْ يَصْفُو لَهُ وَقْتٌ تَراهُ
يُوقِّعُ في رِقاعِ الإدّعاءِ
ويُمْضِي اللّيلَ في نَشْرٍ وطَيٍّ
بِأَسْجالٍ قَديماتِ البِنَاءِ
وقَفْنا يا بْنَ وُدِّي في شَفِيرٍ
ومِنْ رَادَ الشّفيرَ عَلَى شَفاءِ
بذَا قَدْ جاءَنا نَصٌّ صَرِيحٌ
فما ذَاكَ السبيل إلى النجاء
فإِنْ قُلْتَ النُّصوصُ بِعَكْسِ هَذا
أَتتْنا بالأُجورِ وبالرّجاءِ
كما في أَجْرِ مَنْ يَقْضي بحقٍّ
ويَعْمَلُ باجْتِهادٍ في القَضَاءِ
ويَعْدِلُ في حُكومَتِهِ برِفْقٍ
ويَلْتَفُّ الْمَكاره بالرِّضاءِ
ويَلْبَسُ بالقُنُوعِ رِدَاءَ عِزٍّ
يُطَرِّزُهُ بِوَشْيِ الاِتّقاءِ
ويَدَّرِعُ التَّبَصُّبرَ إِنْ دَهاهُ
مِنَ الخَصْمَيْنِ داهِيَةُ البَلاءِ
فَذاكَ كما يَقُولُ وأَيْنَ هَذا
هُوَ العَنْقاءُ بَيْنَ أُولِي النُّهاءِ
قُصارَى ما يَراهُ بِغَيْرِ شَكٍّ
مِرَاءٌ أَوْ فُضُولٌ مِنْ مِراءِ
ومَنْ لَمْ يَعْقِلِ البُرْهَانَ يَوْماً
فَأَنَّى تَنْتَحِيهِ في القَضاءِ
إِذا لَمْ يَفْطَنِ التركيبَ قَاضٍ
فَقُلْ لِي كَيْفَ يَفْطَنُ بالْخَطاءِ
ومَنْ خَفِيَت عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْماً
فكَيْفَ تَراهُ يَظْفَرُ بالسُّهاءِ
ومَنْ أَعْياهُ نُورق مِنْ نَهارٍ
فكَيْفَ يَرُومُ إدْراكَ الهَبَاءِ
وَهَذِي نَفْثَةٌ مِنْ صَدْرِ حُرٍّ
أَطالَ ذُيلَها صِدْقُ الإخاءِ
وأبْرَزُ ما يَبُوحُ بهِ شجِيٌّ
إلى أَحْبابِهِ بَثٌّ الشَّجَاءِ
وأعْظَمُ مُسْتَفادٍ مِنْ عِهادٍ
تَواصُلُنا بأَصْنافِ الدُّعاءِ
ودُمْ يا بنَ الأكارِمِ في نَعِيمٍ
عَظِيمٍ في الصِّفاتِ وفي الصَّفاءِ


  » المتوكل طه » لوحات
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:26 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

طباعة
(1)
شجرٌ لَيْليٌّ يتخلَّلُهُ الثلجُ
كأن العتمةَ قد رسمت حَقْلاً
فوق حليبٍ يدْفقُ في الضوضاءْ.
***
وامرأةٌ، واسعةُ العينين،
ستحملُ، مثلَ الجّرةِ،
قريتَها النائمةَ على الرأسِ،
وقد وقفتْ!
إذ أنّ عيوناً تنظرها،
أو كاميرا تصطادُ ملابسَها،
لكنّ الأقراطَ الفضيّةَ تتراقصُ.. دون حياءْ.
***
ورجالٌ منحوتون من الصمتِ،
وبين الأقدامِ سنابلُ قمحٍ فارِعةٌ..
قد يتراءى فوقَ رؤوسِ القومِ يمامةُ بيتٍ
تَرْقُبُ أحجاراً،
أخَذَتْ شكلَ الناسِ المتروكينَ
بلا أسمالٍ أو أسماءْ.
***
وامرأةٌ أخرى تغفو،
والوردةُ تصحو في يدِها،
تحضن ضوءاً رَنَّقَ نهرَ مفاتِنها النائمةِ..
وما فتِئَ المشهدُ،
من ذَهَبٍ، يسعى
بين سفوح القريةِ،
في أُفُقٍ لا حدَّ لَهُ في الأرجاءْ.
***
وفي قلبِ العتمةِ يمشي رجلٌ
مِنْ زَرَدٍ يتصادى،
هل كان سجيناً أم أنَّ سلاسلَهُ صَدِئَتْ
وهو يدورُ بها في الصمتِ الملغومِ،
وقد جعّدَهُ الأسوَدُ، فمضى..
دون دليلٍ في الأرضِ الخرساءْ.
***
جدارٌ خطّ عليه الأطفالُ رسوماً قانيةَ اللونِ،
تسيلُ من الحيطانِ،
ولم يتبقَّ سِوى النافذةِ المرشوقةِ بدمِ الطيرِ،
فضاعَ الأزرقُ
أو غابَ الصوتُ
ورَسْمٌّ من فَرحِ الحِنّاء.
***
وأما عازفةُ النّايِ
فقد غَفَلتْ عن صوتِ الدّيكِ..
لقد غطّى ما قالته أصابعُها للريحِ..
وخلفَ البابِ الموصَدِ وجهٌ ذو عينٍ واحدةٍ
تتلهّى بالظُلْمَةِ!
لا أنفَ ولا وجهَ..
ظلالٌ تتلاشى مثلُ الأشباح المفزوعةِ،
والنائمُ طفلٌ، يُمْسِكُ ممحاةً سقطتْ من يدهِ،
وحروفٌ غامضةٌ دون نقاطٍ تَسْقُطُ مثل لحافٍ
ليُغَطّي عُرْيَ براءَتهِ،
وقريبٌ منه هلالٌ يعلو،
وغيومٌ مثلُ الأطيارِ الوحشيةِ،
والموجةُ طاميةٌ، ستطيحُ براقصةٍ رعناءْ.
***
وهل هذا كِيْسٌ ممتلئٌ بصفائح تِبْرٍ
أم خيمةُ غرباءٍ؟
أم فُسطاطٌ لعَزاءٍ مفتوحٍ؟
ولماذا يصرخ ذاك الوجهُ الغائمُ؟
.. وبعيداً، خلف الالوانِ الكابيةِ، الرُّمّانةُ تركبُ
سَرجَ البَرْقِ فتكشفُ زهَرَته السوداءْ..
***
ومَن هذا؟
ولماذا يتلعثمُ؟
هل يحملُ منجلَه أم آلةَ قتلٍ؟
ويَرِفٌّ بجانبه صقرٌ يتوهّجُ!
مَنْ هذا الثائرُ؟
هل قتلَ أَمْ اصطادَ؟
وهل ينوي مجزرةً أخرى للغرباءْ؟
***
وامرأةٌ ثالثةٌ تستلقي فوق بساطٍ
طرّزهُ النسّاجونَ بكلِّ زُهورِ الغابةِ..
وهنالك مَن يمشي نحو البابِ،
ولم يظهرْ منه سوى الكفيّن المعقودين وراءَ الظَهْرِ..
وأقواسٌ هائلةٌ، يبدو أن القومَ أقاموها،
لتكون القصرَ الأكبرَ،
لكنَّ الأحجارَ العاليةَ تضجّ فراغاً..
أو ثمة ما يتراءى خلفَ الألوانِ الباهتةِ،
هل هُمْ بشرٌ؟!
كيف لهم أن يبقوا في هذا البَهْوِ الفارهِ!
فالدَرَجُ تحطّم وتآكَلَ وتهاوى..
والشجرُ تكسَّرَ من ريحٍ عاتيةٍ
ما زالت تعوي في الأنحاءْ.
***
وله أسجدُ، وأُقَبّلُ تلكَ الأحرفَ،
تشرحُ لي صدري،
وتُيَسِّرُ أَمْري،
وأكادُ أذوبُ بها ولها،
ويقيني أن الضوءَ الأزليَّ سيحفظني
من آثامي وشروري،
والدمعةُ ساخنةٌ تلمعُ
وتُناجي الأسماءَ الأسماءْ.
لكنَّ امرأةً تتسلّقُ جدراني وتنامُ على صدري،
وتناغي عصفوري..
ماذا أفعلُ، والقبّةُ بيضاءْ.
أكادُ أُجنّ بهذا العاجِ..
ارحمني يا مَنْ ترحمُ مفتوناً هامَ..
وما عاد مع القُطْعانِ،
وقالوا؛ ارحمْ أشعارَكَ،
يا مَنْ ضيّعكَ الحُسْنُ،
وغادِرْ كُثبانَ العشقِ عسى
أن تمنحَ قيسَ الصوفيينَ الماءْ..
***
وما زال المشهدُ مفتوحاً لمزيدٍ من ألوانٍ
تُوقِظُ فينا المُبْهَمَ
أو تبعثَ ناراً في الأشياء.
(2)
العجائبُ لا تتكررْ!
فانتَبِهْ!
إنْ تبصَّرْتَ فيما يُمَثِّلُه الطينُ،
واحرِصْ على أنْ ترى المُتَشابهَ في كلِّ شيءٍ،
ولا تتبأّر عميقاً بنرجسةٍ في الشتاء،
ولا تركب الأرضَ ريحاً.. فتخسرْ!
إنّ العجائبَ ما كان خلفَ الوجوهِ.. وأَكثرْ!
(3)
قطيفةُ لحمٍ،
أصغرُ من كفِّ صبيٍّ،
ذات فراءٍ،
تكمنُ بين عمودين من النورِ،
فكيف لهذا المتكلِّسِ منذُ مئاتِ الأعوامِ،
وقد هَرّ اللحمُ عن العظمِ
لأنْ يبعثَ عينيه هنالك، حيثُ الموقدةُ الصغرى؟
تحنَّطَ، وتغضّنَ، وتلاشى،
لكنَّ النار ستوقظه، فتحرَّكَ،
أو حاولَ أنْ يمشي.. فتهدّمَ وتناثرَ
والجمرةُ لا تُلقي بالاً للأغراب.
***
أساورُ في رُسْغِ البنتِ،
وأفعى ترعشُ في الصدرِ،
وصوتُ هَسيسٍ للخُلخالِ..
ولا موسيقى كي تُوقِعَها في الموجِ،
ولا كفٌّ تشحذُ أردافَ الغزلان،
لها نهرٌ يتدفّق فيها،
وحصانٌ يصهلُ،
وشتاءٌ رعديٌّ يملأ أحشاءَ الميزاب.
***
الصورةُ فوقَ الحائطِ؛
جدٌّ يجلسُ، وفتاةٌ تحدسُ، وصغير ينبسُ..
والبلّورُ وفيّاً للألوانِ،
ولمّا ينظرُ أيُّ منهم للصورةِ!
قد غابَ الجَمْعُ،
تفرّق شَملُ المرصوفين،
وعادوا من خلفِ الأبوابْ.
***
أنيابٌ شائخةٌ صفراءُ،
وثمّةَ خيطٌ دمويٌ،
يتقاطرُ من شَفةٍ سوداءٍ..
والنارُ ستندلعُ قريباً في الرُّعبِ المهجورِ،
لتحرقَ سكّانَ الليلِ..
ويبقى هذا البيتُ خرابْ.
***
كيف ستكتبُ فوق السّبّورةِ؟
بيضاءُ تماماً، والطبشورُ تناثَرَ..
والذرّاتُ ستُعشي عينيكَ!
وكيف ستقرأُ؟
وعلى مَن سَتُردّدُ أحرفَكَ المَمحوّةَ؟
هل بقيَ الحِبرُ؟
وهل أرجعتَ دَواةَ الدمعِ؟
وهل ما زال لديكَ كتابْ؟!
(4)
هل لَهُمْ خبرٌ في الحكايةْ..
وأنا المُبتَدأ.
لقد شاءَ مَنْ أبدعَ السابحاتِ المجرّاتِ أنْ أتجلّى..
وما زال جبريلُ يفردُ ريشَ الشروقِ،
ولكنَّ مَنْ أوغلوا في الحجارةِ
قالوا؛ "صَبَأ"!
تَقَوَّلَ شِعراً..
أو مَسَّهُ اللهبُ البابليُّ..
وقالوا؛ لقد تاهَ طيرُ السماءِ
وَحُقَّ له أنْ يَجيءَ إلى آخرٍ.. بالنبأْ!
لقد جحدوا..
ليَ السِبْطُ من قمرٍ فاطميٍّ
ليَ الصِّهرُ، من شرقِ نخلِ الحجازِ
إلى كَرْمَةٍ في سبأْ..
وليس لِكِسْرَى دمٌ في وريدي..
ولستُ النبيَّ الخَطأْ.
(5)
سفنُ الصحراءِ استشراقٌ فوقيُّ، في الغالبِ..
لكنَّ القافلةَ هنا ستسيرُ بكلّ حمولتها،
والحرّاسُ يخبّون، وفيهم ينتبه النسرُ
إذا ما فحّ العربيدُ ولاحَ غبارْ..
وقافلةٌ أخرى تَتْرى، دون ملامحَ،
قد ضاعت في العاصفةِ،
وإنْ هبّت منذ الفجر،
فقد آن لها أن تَصِلَ الآنَ مع الإعصارْ..
ونورٌ خَشِنٌ بين الطبقاتِ
يُباعِدُ بين الريح وبين النارْ..
وثمّة ما غاب عن اللوحةِ؛
كلبُ القافلةِ اللاهثُ،
والحزنُ على وجهِ الحادي،
وضياءُ نَبيٍّ يتَخَفّى
خلفَ الأستارْ.
***
بركانٌ يصّاعدُ أم تلك جدائلُها الحمراءُ؟
ومَن زاوجَ بين الحِمَمِ الذائبةِ وهذا الشَعرِ الوحشيِّ؟
وأين الجسدُ الجبليُّ،
لماذا غابَ وراء ضفائرِهِ الناريةِ؟
كيف احتملَ ضراوةَ هذا المنعوفِ المَوّار؟
أراني مثلَ الرّسامِ.. أحارْ!
***
أسماكٌ ذاتُ قوائمَ تمشي في الطرقاتِ،
لها ذيلُ عروسِ البحرِ، وعينُ غزالْ،
وأُخرى ذاتُ جناحين تطيرُ،
وتخفقُ بالقوسِ على الأدغالْ..
ويبدو أن الريشةَ قد أربكها الحالْ،
فقد جاءتْ بالبحرِ
لتكشفَ بالموجِ الأسرارْ.
***
امرأةٌ تتمطّى مثلَ التمساحِ،
على جُرْفٍ صخريٍّ،
وذراعٌ تعبثُ بالماءِ المغرورِ،
وتُوقِفُ بأصابعِها القاربَ،
وتخطُّ طريقاً وسط الزُّرْقةِ..
والنورسُ حطَّ على ظَهْرِ المرأةِ..
هذا نصفُ اللوحةِ،
أما النصف الثاني؛
فارتفع الماءُ
وغَرِقَ القاربُ
واهتاجَ الطائرُ.. والتيّارْ.
***
وجهانِ بِفَمٍّ واحد!
سمراءُ وشقراءُ..
وإلّا قُلنا هذي لُعْبَةُ مرآةٍ..
فالحاجِبُ غيرُ الحاجِبِ،
والرمشُ صقيلٌ، وقصيرٌ،
فلماذا أطبقتا بشفاهٍ تتوَثَّبُ؟
هل نسيَ الرسّامُ البارعُ أنْ يُغلقَ عَينيّ الرّغبةِ؟
أم أنَّ القُبْلةَ تُضْمرُ ثلجاً في الأزهار؟
***
صورةُ جدّي ما فَتِئَتْ في البيتِ،
وما زال فتيّاً، يبتسمُ،
ويبدو مَلِكاً ريفيّاً.
تجرّأتِ الأعوامُ عليهِ؛ فَماتَ..
ولم تهرمْ صورتُهُ!
..هاجَرَ، واشتعلَ الرأسُ هموماً،
شاخَ وناخَ..
وما عادَ إلى الدارْ!
.. وما زال اللاجيءُ فوق جدارْ.
***
عاريةٌ فارعةٌ واقفةٌ،
تحملُ ثَدْيَيْها بيديها،
وملامِحُها لا تُنْبئُ عن شئٍ،
لكنَّ مُرُوجاً ممرعةً تنهضُ خلفَ الصَّدْرِ،
ويسير الجدولُ بحليبٍ بين الأشجارْ..
وأسألُ: مَن هذي الرَّبَّةُ؟
فيقولُ اللونُ: أنا عشتارْ!
***
السُّبْحةُ سِلْسِلَةٌ من خَرَزٍ أملَسَ،
والمرأةُ تعبثُ بالحَبّاتِ،
وتُلْقيها مثلَ الأفعى حول أصابعِها،
وتلفّ بها، تُحصيها، وتطقطقُ..
وتعيدُ المَشْهدَ؛ كيف انهدمتْ في الليلِ الأسوار!
***
النُوتَةُ نَملٌ حَطّ على ورقٍ،
والعازفُ ينظرُ، يطوي الصفحاتِ، ويلهج بأصابعه،
فيفورُ اللّحنُ من الجيتارْ.
والنوتةُ ما تركتهُ النَّحلةُ للجَوْقَةِ؛
كيف سترسمُ دربَ العودةِ للأوتارْ.
والنوتةُ نبضُ الأبْكمِ..
لم يعرفْ كيف يقولُ؛ "أُحِبّكِ" يا امرأةً..!
.. فاسَّاقطَ من فَمهِ النَّوّارْ.
(6)
حبّتانِ من الزجاجِ الأشقرِ البُنّيِّ
في وَسطِ المسافةِ، تسكُنانْ!
لكنّ عنقودَ البياضِ يقولُ: لا..
هذا زبيبُ النارِ، يدْفقُ بالِّلباءِ
إذا ترنّمَتِ الشفاهُ على سواحِلِهِ..
وفَزَّ النائِمانْ.
ويقولُ مخمورٌ برائحةِ الحليبِ؛
أنامُ في نَهرِ الخطيئةِ،
ثمّ أصحو كَي أُقبِّلَ قُبَّتينِ؛
وحينَ ألْمَسُ نبتةَ الكافورِ أرجعُ..
إذ أُحِسُّ بأنَّ تمثالَ العذوبةِ قد يذوبُ،
وإنْ ظَلِلْتُ فَسوفَ أقضِمُها..
ويبقى وَمْضُها بين الثَّنيَّةِ واللسانْ.
وأعودُ، أنظرُ.. يا لها من جَمْرةٍ!
لكنّها لم تُشْعلِ الثوبَ الذي
غطّى جهنّمَ بالحَنانْ.
(7)
كأنّ لها الآنَ عشرَ أيادٍ،
وخمسينَ عيناً،
وفيها جداولُ تنبعُ من قلبِها،
أو سهولٌ من القمحِ والزّيتْ!
لم أَرَها آكِلَةْ..
لم أَرها ساهِمةْ!
فهيَ كلُّ الذي كان في البيتْ!
والبيت..
حين أعودُ أرى كلَّ ما فيه مَيْتْ!
لا صوتَ، لا نارَ، لا ماءَ، لا طيرَ، لا وجهَ،
لا إخوةً حول مائدةِ العيدِ، لا أخواتٍ..
فأرجعُ..
يسألني بعضُ دمعي: لماذا أتيتْ؟
أقولُ: لعلّي أرى ولداً كان يغفو
وتحضنُه أُمُّهُ النائِمةْ.
(8)
ما زالت الأشجارُ تُلقي ظِلَّها وغصونَها
حولَ الصغيرَينِ اللذيْن تعانقا.. ولرُبّما ناما!
ولم يستيقظا،
إلّا على صوت المُؤَذِّن للعِشاءْ.
ولرُبّما هربَ الصغيرُ،
فكان أن فُتِحَتْ شبابيكُ السماءْ.
ولرُبّما عادَ الرّعاةُ، ولم يَزَلْ
في النّايِ قنديلٌ يَحِنُّ إلى المساءْ.
ولرُبّما لمّا أَمُرُّ؛
أشمُّ رائحةَ البنفسجِ في الهواءْ.
(9)
كان يُؤْنِسُ الطريقَ،
مُطرِقاً بما مضى،
أو شاخِصاً بنجمةِ النهارِ،
أو يردُّ ألفَ "مرحباً" أو السلامْ.
لا يحبُّ أن يَرى الرجالَ عابسينْ،
بلْ عائدينَ من حقولهِمْ،
وفي جبينهِمْ يَراعةٌ.. والطينُ في الأكمامْ.
ويكرهُ التشبيهَ في الكلامْ..
لكنّه..
يتوقُ للقصائدِ التي تذوبُ كالغمامْ
وتقتلُ اليمامْ..
ويعشقُ الغَزَلْ.
وقد يتابعُ الطيورَ في مشوارهِ،
وربّما بكى لضَيْعةِ القطوف!
والشايُ ساخنٌ أمامَه.
"تفضّلوا" يقولُ للذين يقطعون دربَه،
كأنه مُكرّسٌ لدعوةِ الوجوهِ،
كي يَصُبَّ في كاساتِها أيامَه!
وكَمْ سَمِعْتُه يقولُ: هل أنا.. أم أنتمُ الضيوفْ؟
فالضيوفُ يشربون شايَهُم على عَجلْ،
ويضرِبُ المَثَلْ.
ويكرهُ الصغارَ حين يلعبونَ حولَه،
كأنه يريد أن يرى ما لا يُرى في الصمتِ،
أو يُبادِلُ الأحزانَ بالأَمَلْ.
وكلّما مررتُ قُرْبَه، أُقبِّل اليدين،
ثمّ أنحني لأَشرَبَ العَسَلْ!
يداه نحلتان..
يهشُّ بعضَ ما يطِنّ قُرْبَ رأسِه،
ويَلعنُ الظروفْ..
ولم أعدْ أرى إبريقَه ووجهَه
وعنبراً يفوحُ في الكفوفْ!
لقد مضى!
يقول شارعٌ يبكي على صديقهِ..
قد راح آخرُ الإيقاعْ..
وماتتِ الدُّفوفْ.
(10)
الصّيادُ على مَهَلٍ يضحكُ..
إذْ أَطْلَقَ طائِرَهُ الباشقَ ليجيءَ بِكلِّ الصُّورِ..
وعادَ سعيداً مثل الماردْ.
كان يُصَفِّرُ مبتهجاً..
فلدَيْهِ الآنَ حكاياتٌ للناسِ،
إذا ما اجتمعوا حول مَجامِرِه في الليلِ الباردْ.
.. وارتَعدَ الشاعرُ!
مزّقَ كشكولَ الإيقاعِ،
وأيقنَ أنّ المشهدَ قد ضاعَ!
فَلم يبقَ له في الناسِ سوى الوَحْشَةِ.. ولهذا؛
إنْ كَتبَ فراغاً.. فَسَيقْرأُ للعَدَمِ الشّاهِدْ.
(11)
ننظرُ من فَتحةٍ،
ثم نسمعُ شَرْحاً عن الحربِ؛
والفارسُ الفذُّ ذو شاربٍ من غَضَبْ!
لم يكن "الزِّيرُ" فَحْلاً
ولَكِنْ لهُ سيفُهُ.. من ذَهَبْ.
كانت الخيلُ باهتةَ الشكلِ،
تركضُ عرجاءَ،
أو أنّ إيقاعَها ضاعَ
ما بين حِبْرٍ قديمٍ وترنيمةٍ من خَبَبْ.
ولمّا كَبِرنا اكتشفنا بأنّ الحروبَ التي حولنا
مِنْ تصاويرَ صندوقِ وَهْمٍ..
وما من عَجَبْ!
فكلُّ المشاهِدِ من حركاتِ الرُّسومِ،
وصندوقُنا من خَشبْ.
(12)
ليس لدى الشمس غير الذي في يديَّ
من العطرِ..
من زهرةِ الكستناءْ.
وليس لنا في الرياحِ
سوى ما تصادى من الإنكسارِ
وعودتِنا للهَباء.
وليس لنا الآنَ
إلاّ التبصُّرُ في الهاوياتِ،
لنحفظَ بعضَ الذي ظَلَّ من دَمِنا
في العراءْ..
وأنّ نكسر الغولَ والصمتَ والمحفلَ البابليَّ..
لتبقى لنا الأرضُ قُدْساً ومهداً ومملكةً للضياءْ.
(13)
يُمَسِّدُ أوراقَ التِّينةِ،
يلثمُ بُرْعُمَها،
ويُعانِقُها حتى يتَّحِدا..
في الصيفِ؛
سيحملُ سَلّةَ قَشٍّ تشهقُ بالحَبِّ العسليِّ،
ويمضي بِغرورٍ هشٍّ..
فتَضِجُّ البلدةُ بالأيتامْ.
***
خمسُ بناتٍ أمضينَ الليلةَ في السَّكَنِ المهجورِ،
وأحضرنَ نَباتاً سِرّياً وشراباً يحرقُ،
وخَلَعنَ غلالاتِ الغيمِ..
ولمّا أصبحنَ؛
تذكَّرنَ أصابعَ سَفّودٍ،
وشفاهاً وصلتْ لنخاعِ الظَهْرِ..
وأَجْمَعْنَ على تكرارِ الّلُعبةِ..
دون كلامْ.
***
العبثُ ضروريٌ حتى نَصِلَ إلى بستانِ الشيطانِ،
ونخرجَ دونَ التفّاحةِ،
ونرى آدمَ في الفردوسِ،
يُراقِبُ مَنْ راحتْ، دون أفاعيها، للأحلامْ.
(14)
يمضي نحو الأشجارِ العاريةِ،
تماماً مثلَ أميرٍ مهزومٍ، دون حصانٍ..
لم نلْحظْ منه سوى الأكتافِ،
وخيطِ دمٍ يتبعُهُ..
والدائرةُ السوداءُ هي الصوتُ الباقي
من معركةٍ خاسرةٍ أو رابحةٍ..
فسواءٌ بسواءْ..
فالنصْرُ هزيمتُهُ الحمقاءْ.
(15)
امرأةٌ تبحثُ عن "إيغون شيلي" كي يرسُمَها!
ترغبُ أن تبدو عاريةً،
ولهذا أبْقَتْ عانتَها في البَرِّ،
وجاءتْ بطيورٍ تحتَ الإبِطَيْنِ،
وألقتْ بالحمّالةِ في الريحِ..
و"شيلي" ينظرُ، ثانيةً، في لوحاتٍ ناقصةٍ..
ما الناقصُ يا "إيغون"؟!
ثمّةَ ألمٌ.. لا يظهرُ
في العينين!
***
سبايا بسلاسلَ..
عاريةٌ لا تخجلُ من كَشْفِ الصدرِ أو الفَخِذَين!
والفنانةُ؛ عيناها السوداوان تغطّي فتحةَ نهديها..
ولهذا؛ لم يَنْتَبِهَ الرّائي
أن الرّغبةَ في الشفتين.
(16)
لا أجملَ من جسدٍ عارٍ!
فلماذا تتكوّمُ أجسادُ النسوةِ،
دون حراكٍ، وتخبّئُ أقبيةَ الأموات؟
ولماذا تُصْلَبُ إحداهنَّ
وتبدو حَلماتِ المذبوحَةِ مثلَ مناقيرِ الحَيّات؟!
وكيف لهذا العابثِ أنْ يذهبَ للعاداتِ السرّيةِ،
وله أكثرَ من عشرين عرايا؟!
ولماذا تُخْجِلُنا الّرغباتْ؟


  » المتوكل طه » الحكواتي ..حضور الغياب
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:22 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

ماذا يقولُ ؟
إسمَعوا !
(وقد هَجَمَ السبعُ، لكنَّ عنترةَ الفارسَ الشَهمَ، ردَّ الغضنفَرَ بالسيفِ..)
الله أكبر!
(عاد وفي سرْجِهِ رأسُ سَبْعٍ )
إذاً، عاد بالمَهْرِ
لا، ليس بعد، اسمَعوا
(قد هبّت الريحُ، عاصفةً إثرَ أُخرى ، ومادَ بهِ الرملُ، غاصَ، ورانت عليهِ السوافي،
وظنَّ أخوه، الذي لاعبَ القوْسَ، شيبوبُ، أنَّ التلالَ أخذْنَ أبا الشِعرِ والسيفِ للقاعِ،
ماتَ أخي فارسُ البيدِ، قال، وأنثالَ من بينِ كَفيّهِ دمعٌ .. وماذا أقولُ لها)
***
(غداً، سادتي، سوفَ نُكملُ )
أَكْمِل
لا تَتْرُك الفارسَ، الآن، تحتَ الرمالِ.
يموت
.. ولكنهُ سوف يترُكُهُ في حِراكِ الهبوبِ،
وقال لنا :
( سادتي ، لنرى ما يجيءُ به الغدُ) .
وارتشفَ الكأسَ، أو ما تبقّى بها .. ثم قامَ بقمبازِهِ والكتاب
***
وقال لنا في ليالي الشتاءِ الحكايا ؛ عن الزيرِ والملكِ السيفِ، والذات ِ في حُسْنِها والصعاليكِ ، عن تُبَّعٍ في الأنامِ ، وتغريبةٍ لا تنام ، وعن أشْوَسٍ لا يُضام ، وقِصَّةٍ مملوكةٍ في الخِيام، وعاشقةٍ مثل بَدرِ التمام، وقصَّة ِ ذاك الإمامِ الذي قطعوا رأسَهُ لكنه َظلَّ يمشي على هَدْيِ شريانِهِ في الظْلام ، وعن شهريارَ وسفْك العذارى وحدّ الزؤام ، وعن راهبٍ ، في البعيدِ، أذابَ أناجيلَهُ لليمامِ ، وعن حاملِ الماءِ حين هوى في مناديلِ شُبّاكِها.. والغُلامُ ذوى حسْرَةً ! يا غيومَ الشجونِ أُذْكُري جُثةً في الغمام.
***
وقال لنا الحكواتي صحائِفَهُ كُلَها، مثلما شاءَ لها أن تكونَ؛ بالشِعْرِ والقَصِّ والجِرْسِ والمدِّ والشَدِّ والوَقْفِ والسَرْدِ ..أو مثلما عاشَ مع أهلِها..
ثُمَ غاب.
***
إلى أينَ، يا أيُها الحكواتي، الذي عَبَّأ الناسَ بالنارِ، جِئتَ لنا بالرجالِ الرجال، والحقِ والعدلِ، والعشقِ والشهواتِ الثقال، بالجانِ والسِحرِ، والموتِ َ والبحرِ والخيلِ والبدرِ، والماءِ والجمرِ، والرَجْفَةِ الخوفِ والرُمحِ والصَدْرِ، وإرتِعاشاتِ أشجارِ مَن ذَهبوا في السؤالِ ..
إلى أينَ ، يا أيها الحكواتي، تروحُ، وتَترُكُ مَقعَدك المُتعال؟
تعالَ، فمن يجمعُ الأهلَ بعدَ التروايحِِ، منْ يصهرُ الثلجَ في مرجلِ الشمسِ، إنْ رَهَجَتْ في الليالي الطوال؟
ومَنْ يجمعُ الطيرَ ثانيةً للنبيِ، ويُطلِقُهُ في نداء ِالجبال؟
ومَنْ يغسل القلبَ من طينه، إنْ أتى ناعيا نبضه في الرمال؟
ومَنْ يستعيد الموازين للناس، إنْ ظلمت كفُ من فصلوا في المقال؟
ومَنْ ينشرُ السَّلْمَ في كلِّ بيتٍ، ويفرِدُ في الأرضِ بردَ الظلال؟
تعالَ، فقد هَرقوا ما بهم .. واستعانوا بِمَنْ سرقَ الحقلَ .. والحيَُ منشغلٌ بالقتال!
تعالَ، فمنْ يُشْعِلُ الحَربَ، بعد العشاء، ويخْمِدُها كي تنامَ رماداً، إذا جاء وقتُ السحورِ، لكي لا يفورَ الحضورُ، وتبقى عَجَاجَتُها في الديارِ..
تعالَ، لتجلوَ هذي المرايا، وتنعفَ في مَسْكَبِ السامعينَ النَثار،وتبقى المداركُ كارهةً للضلالاتِ، والروحُ على عرشِها في الحصار..
تعالَ !
فلا طعمَ للسّحْلَبِ الشّهدِ في جَمْعَةِ السامرِ الدافئ المُستكين، بلا قِصَةٍ تَأخُذُ الشمْسَ للدارِ، لا لونَ للسُّوسِ والتَّْمْرِ والشايِ والزنجبيلِ بلا ساق تلكَ المليكةِ إنْ كَشَفت بَرْقَها للنهارِ، ولا ريحَ فوقَ الخوان المُرَصّعِ بالعسلِ المُسْتَطاب إذا أنكسرَ اللحنُ في فضّةِ الانتظار..
إلى أينَ تمْضي، وتَتْرُك هذا الزمانَ بلا قِصَّةٍ أو غِناء؟
لا بُدّ من حكواتي يجيءُ ليملأَ هذا الفضاءَ ، ويَقْسِمُنا ، إنْ أضاءت تفاصيلُهُ وجهَ مَن قَتلوا بَعْضَهُم في العراءِ،
فتلقى وجُوهاً تُناصِر" جَسّاسَ" في حَرْبِهِ ضِدَ من أثْخَنَ القطْعَ في الحَبْلِ ..أو تَجِدوا مَنْ يُظاهِرُ " الزيرَ" في أخْذِ ثَأرِ الأخوّّةِ – قد خاتلوا القائدَ الفَذَّ لا بُدَّ مِنْ دَمِهِم ، فإذا ما أُبيدوا.. وقد رَنَخَ الطينُ .. فالصُّلْحُ رايتُنا نرْفَعُها للسماءِ.
ولا بُدَّ من حكواتي يُعَلّمُنا الحُبَّ، يَجمَعُنا بالوحوشِ الأليفةِ، حتى يَظَلَّ بنا الطفلُ طِفلاً، وقد شَفَّ فينا الرُخامُ المُخَبَّأُ، أو نعتلي شَهْقَةَ النَّحْلِ، إنْ سالَ تِرياقُ تيجانِها في الرضابِ.
ولا بُدَّ من حكواتي، يُعيد لنا كَرْمَنَا، يسترد الدوالي الثياب، ويُرجِعُ للرُمحِِ لَمْعَتَهُ في الضباب ..
ويا أَيُها الحكواتي !
إلى أيْنَ تمضي، وتَتْرُك هذا الزمانَ بلا صَفْحَةٍ أو كِتاب ؟
لماذا تقومُ، وتَتْرُكنا هكذا ...
في حضورِ الغياب ؟!


  » المتوكل طه » حوار بسيط قبل الحرب
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:22 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

يضحكُ متّكِئاً لا يرى غيرَ صورتِه في الطفولةِ..
كانت يدٌ في يدٍ،
وأبوهُ يقودُ خُطاهُ على الليلِ
والحربُ تقدَحُ في الرأسِ،
والنازحون يخبُّونَ نحوَ الجنوبِ،
إلى أن توسَّدَ كابوسَهُ كاملاً في العراءْ.
يذْكُرُ أنَّ المخيَّمَ لم يتَّسِعْ قمَراً،
فمشوا في الرمالْ،
والوحْلُ مأكَلُهُم في الصباحِ مع الحسراتِ،
ومشرَبُهم في العِشاءِ.
وصادَفَ أنَّ الربيعَ رمادٌ لبعضِ العيونِ،
وقد يسرقُ الجَفنُ عينَ الغزالِ،
وقد يتوقَّفُ في عتمةٍ من عَماءْ.
لم يتزوّجْ إلى أن تجرّأَ بعد الثلاثينَ، من جارةٍ
فقدت ساقَها بالشظايا،
فكانت بعكّازها تذرعُ الغرفتَينِ،
فيعرف، بالصوت، أين تروحُ وأين تجيءُ،
كأنَّ المواجعَ بُوصلةٌ للنداءِ.
وصارَ له صِبْيَةٌ صاخبونَ،
فيهجسُ: يكبرُ أولادُنا، فنعودُ إلى البيتِ.
هذا الصفيحُ المؤقَّتُ، لن يحجبَ الدربَ
عن قريةٍ بقيَتْ بين أشجارِها للغناءِ.
وقد كَبروا كلُّهم،
غير أن الدروبَ توزِّعُ مَن هاجَروا في البعيدِ،
فظلَّ وحيداً، إلى جانب امرأةٍ في الخواتيمِ،
باتَ لهم منزلٌ في الضواحي،
وما عادَ يَرْفَعُ فوقَ المآذِنِ صوتَ البلابلِ،
قد هدَّموا الجامعَ اللبنيَّ بآخر حربٍ،
فصار يُصَلّي وحيداً،
وثمَّةَ دمعٌ نبيٌّ يُبَلِّلُ لحيتَهُ بالدعاءِ.
وقبل الحروب الثلاثِ؛
تراهُ يُفَكِّكُ أخبارَ مذياعِهِ، ثم يبكي،
فقد أدركَتْهُ الرؤى،
فالرُعاةُ يبيعونَ أغنامَهم للذئابِ،
ولم يبْقَ غيرُ النّباحِ المدجَّجِ،
إنْ طاشَ فوق السرابِ على كَذِبٍ،
بالعواءِ.
يُنادي على كلِّ أبنائِهِ الغائبينَ،
فتبكي العجوزُ على خَرَفٍ هَفَّ في عقْلِهِ،
غيرَ أنَّ النداءَ اشتياقٌ،
ورغبةُ جَدٍّ ليحضِنَ أحفادَه الغامضين،
قُبَيْلَ الذَّهابِ إلى غفوةٍ في الفناءْ.
تقولُ العجوزُ لجاراتها، ذات عصرٍ،
وشَهدُ الغروبِ يذوبُ على أُفُقٍ في الفضاءِ:
تزوَّجْتُ، وانتَظَرَ الزوجُ تفاحةَ الرَّحِمِ المشتهاةِ،
ولكنها سقَطَتْ في الطريقِ،
وبعد ثلاثِ سنينَ، سمِعْتُ مع الفجر زوجي يناجي الإلهَ..
انكسرتُ، ولكنني رُحْتُ للبحر، خاطَبْتُهُ،
وانغمَسْتُ بأزرَقِهِ،
وارتميتُ على شاطئ النخلتينِ،
غفوتُ،
ومرّتْ شهورٌ تكوّرْتُ فيها،
ابتهجتُ،
فَرَبَّتَ زوجي على أمِّ رأسي،
وحين تفاجأتُ بالوضْعِ جاءَ المخاضُ بطفلٍ
له طلعةُ الشمسِ
ما بينَ ماءٍ وماءْ.
وقالت: شهدتُ بعينيَّ،
في ليلةٍ ذاتِ نجمٍ يتيمٍ،
بأنّ غريباً تسلّل للدارِ، قلتُ: سأمنَعُهُ،
كان زوجي مريضاً، ويكتُمُ آهاتِهِ في المواقدِ،
فتّحتُ بابي، فطالَعَني البحرُ يحملُ باقةَ وردٍ
ويضحكُ..
ساءلتُه، فأجاب: لقد جاء سرّاً يعودُ المريضَ،
وينْثُرُ سُكّرَهُ للمساءِ.
وتسألُ: يا مَن ترى العشبَ بين الأصابعِ،
كيف تبرْعَمَ رُمّانُ ناصيةٍ في الجحيم؟
وبستانُ نارٍ تجلّى شقائقَ ضوءٍ؟
وسالَتْ على فضّةِ النورِ أرواحُ مَن صعدوا للخلودِ،
وظلّوا على صخرةٍ في السماءْ؟
كان لنا مقعدان من القشِّ،
نشربُ شاياً،
ويأتي العديدُ من الأصدقاء،
نردُّ السلامَ على الذاهبينَ،
ويفترشُ البدرُ شارعَنا،
ثم نعبرُ في آخرِ الليلِ للنومِ،
والصبيةُ اللاعبون على ملعبِ الحربِ..
حتى ترى بينهم قاتلاً لا يموتُ،
وبضعةَ مَن سقطوا بالرصاصِ..
ولا زال ليلُ المخيَّمِ يحملُ عصفورَهُ للدماءْ.
وأذْكُرُ أني شَغُفْتُ بإحدى الليالي،
فألصقْتُ خَدّي على صدْرِهِ،
فانثنى مثلَ فَحْلِ الحَمامِ، وفَحَّ على لَفحةٍ من غواءْ..
وتمتَمَ: هل أنتِ سمراءُ مثلُ القرنفُلِ؟
أمْ مثلُ بدرِ التمامِ وصحنِ اللباءْ؟
ضحكتُ، ونِمْتُ، ولمّا يَزَلْ سائلاً عن ملامحِ وجهي،
وينْفُثُ فضَّتَهُ في الهواء.
أقولُ لَهُ: إن كفّيكَ تعرِفُ خارطَتي، في طرائقها للحنانِ،
وتقرأُ ما تحت جلدي، فَصِفْني إذا ما استطعتَ،
فقال: أيا عسلاً قد تجمَّدَ في جرّةِ الطّينِ،
يا بابَ قلبِ السجينِ،
أحبُّكِ من أول الشهرِ حتى بلوغِ الثلاثينَ،
إنْ كنتُ داءً فأنتِ الدواءُ.. ويضحكُ،
قلتُ: كفى، أنتَ شيخٌ كبيرٌ، وليس لنا فسحةٌ في الشقاءْ..
فيهزأُ منّي: أنا حاصدُ السنبلاتِ
اللواتي أمَلْنَ قلوبَ السِّباعِ،
وصائدُ قُبّرةِ الأشقياءْ.
وكنتُ زرعتُ على مدخل الدار داليَةً،
كي يكونَ المخيّمُ أخضرَ، ينقلني للبلادِ،
وأنْبَتُّ ريحانةً كي تكونَ الوسائدُ عابقةً بالحَبَقْ.
كان زوجيَ يَشْتَمُّ رائحةً حين يعبرُ،
ثم يمدُّ يداً في الفراغ، ليقطفَ أوراقَها،
غير أنّ الأصيصَ تمرَّغَ في كفِّه أو نَطَقْ.
ربّما اختَلَجَ الشيخُ، أو هزَّ رأساً،
فقلتُ؛ لقد غصَّ بالمِلْحِ من دمْعِهِ واختَنَقْ.
ظلَّ يرمقُني ثمّ عاتَبَني أنّني عُدْتُ،
حيثُ الممرُّ الطويلُ إلى بيتِهِ،
حين كان يُلاحِقُ بعضَ الفراشاتِ،
حتى إذا هبَطَتْ فوق غصنٍ،
سترجِعُ كفّاهُ مثل اللهيب..
فَثمّة ما مسَّهُ، فاحتَرَقْ.
وألحَظُ أن الكبارَ يموتون،
إن سقطوا تحت سُلَّمِهم في البكاء.
لقد حرَّمَ البرتقالَ على نفسِهِ،
ثمّ أقسم ألّا نُعاقِرَهُ، فأقول له: إنّ أطفالَنا يرغبونَ بِهِ،
ثم قد لا نعودُ إلى قريةٍ هدّموها..
فيصرخ، مثل الذي لدّغَته الأفاعي: تقولينَ ماذا؟
.. جنونٌ أصابَكِ، أمْ لوثةٌ مِن هراءْ..!
عشرُ حروبٍ، وما فتئَ الشيخُ يصدَعُ نحو الشمالِ،
ليجمَعَ أنفاسَ زهرٍ يجنّحُ بين البيوتِ،
ويعبُرُ زفّةَ طيرٍ،
وتحمِلُهُ ضِحْكَةُ الكَستناء..
كانَ يسألُ عن عَدَدِ الطائراتِ،
وعمّا تُسَوّيهِ بالقاعِ،
ثمَّ يصيحُ؛ لماذا تغيبُ النياشينُ عن صدْرِها؟
إنّ هذا المقدَّسَ ليس لنا وحدنا!
إنه قُبّةٌ للرباط كما كان محرابَ بَسملةِ الأنبياءْ.
لا بأسَ من هدمِ بيتٍ وسجنٍ،
لكي لا نكون عبيداً،
فلا دربَ غير الخيول لنبلغَ ما شاءتِ الأرضُ،
أو ما يشاءُ السَناءْ.
عشْرُ حروبٍ، ويبقى على مقعدِ الانتظارِ،
وإن قصَفوا كلَّ شيءٍ، فلا يتزحزحُ عن مطرحٍ ثابتٍ..
إنْ وصْلتَهُ القنابلُ يبقى على شُرْفَةِ البحْرِ،
لا شيءَ في بالِهِ غيرُ عودَتِهِ، أو يموتُ كما الآخرين..
وتبقى العجوزُ.. تقول: سنبقى معاً، أو نروحُ معاً،
فليس لديهِ، وليس لديَّ، سوى أن نُعانِقَ في لحظةٍ
ما يُجمِّعُنا للبقاءْ.
ويوم انتهى القصفُ؛ كان هنالك رأسانِ يحترقانِ،
وبعضُ عظامٍ،
وعكازتانِ،
وشيءٌ كثيفٌ ترمَّدَ وسْطَ الرُّكامِ،
وصوتٌ ينادي على الغائبين: تعالوا لغزّةَ،
ثم احملونا لنُدْفَنَ حيثُ ولِدْنا،
أو احتَشِدوا..
جمِّعوا ما تبقّى من اللحمِ مُحتَرِقاً،
وانثروهُ على الموجِ،
حتى يُضَفْضِفَ للساحلِ الجبليّ،
وتبقى لنا وردةٌ في العَزاء.


  » المتوكل طه » كان جيماً
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:21 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

"والحرفُ يسري حيث القَصْدُ: جِيمٌ جَنّة، جِيمٌ جَحيم"
"لا تكن عنيداً كالألف، ولا تكن كالباء برأسين، كُنْ كالجيم"
***
هنا أوّلُ الصمتِ،
وآخِرُ ما أنْطَقَ الشُعراءَ ،
وما ظَلَّ في الماء .
تَراهُ ، فأنتَ ترى عَدَماً في الهواءِ !
تمدّ لسانكَ ؛ لا طَعْمَ في طَبَقِ الياءِ،
ليستْ بِجِيمٍ !
فكيف ستعرفُ أنّ السَفَرجَلَ حَرفٌ تَكوَّر للحَلَماتِ ،
وفاضَ على شهوةٍ بالِّلباء !
وتلمسهُ ؛
قد تعودُ الأصابعُ من لهبٍ في المرايا!
ولا شيءَ من عَبَقٍ يملأ الرأسَ،
كلّ الذي كان، قد كان .. لكنّه غيرُ ما قد تظنُّ،
فليس له جسدٌ أو رِداء .
وليس لرائحةِ الغَيْبِ نَشْرٌ يعبّئُ وجهَكَ ،
ليس لشَهْدِ الغموضِ مَذاقٌ ،
فكيف ستعرفُ هذا الذي يحملُ الأرضَ طيراً ،
وينبض في عالياتِ الخَفاء ؟
تمَعَّنْ قليلاً ، لسوف تراهُ إذا كنتَ في رحلةِ النارِ،
أو لن تراهُ إذا بِتَّ في منزلِ النائمينَ ..
وقد غابَ عن بابهِ الأنبياء .
***
هنا أوّلُ الجِيمِ،
منتصفُ النَّصْلِ،
آخرُ ما كسّرَ الرّعدَ في ظَهرِ غيمتِه
في السماء .
وأجملُ جِيْدٍ تَعَطَّلَ بالشَمعِ
حتى أضاءَ الكواسِرَ في بحثِها
عن حَريرِ العَشاء .
وخامسُ إخوتِه القادرينَ على سَكْبِ أوتارِه ..
للغِناء .
وثالثُ مَن فتحوا كهفَ عُزْلَتِنا
كي نرى في المَجَرَّةِ ما لم يكن حولَنا
من جُنونٍ حكيمٍ ..
لندخلَ في دمعةِ الأولياء .
***
جسدٌ أو جمادٌ ..
وَثَمّةَ ما يجمعُ الثلجَ والجَمْرَ،
أو أنَّ ذاك الجدارَ تعمَّدَ أن يحملَ الجِهَتَيْنِ
إلى جَبلِ العارِفينَ ،
فكانت مُلوحَةُ موجِ المحيطِ ،
وسُكَّرُ نهرٍ يدورُ ، ويبحث عن أُمِّهِ .. بالبكاء .
ولو أدركَ الجِيمَ وَزّعَ سُكَّرَه للغصونِ ،
وصعَّدَ أحلامَه في الِّلحاء .
ولكنَّه دون جِيمٍ،
لهذا سيتعبُ من صخرةٍ أو سفوحٍ،
ويبحثُ عن مَسْربٍ للهروبِ ..
إلى أنْ يُقدّمَ أنفاسَه للشواطئِ،
ثم يعودُ ...
وهل سيعود الذي ذوّبته التجاعيدُ في عَينِها ؟
ليتَه كان جِيماً،
ويا ليتَ أمواجَه للعطاشى الذين يموتون
من ظمأٍ في الرِّواء .


  » المتوكل طه » الماشطة؛ أم الريحان
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:20 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

***
أتذكّرُ كَحلاءَ العينينِ،
السمراءَ،
المملؤةَ،
ملساءَ القدمينِ ودَرْماءَ الكعبينِ،
وحالِكةَ الشَعْرِ الأكْرتِ،
عبلاءَ الأردافِ،
الباسمةَ طوالَ الوقتِ،
ومَنْ تُلقي أظْرفَ ما تحفظُ من نُكَتٍ للنِسْوَةِ..
تلك المرأةُ ؛ كانت تأمرُ كلَّ عَروسٍ أنْ تأكلَ فاكهةً
وخضاراً ، قبل العُرْسِ بأسبوعينِ ...
وأنْ تشطفَ فَمَها بالمِلْحِ الخَشِنِ،
لِتَلْمعَ مِرآةُ الأسنان...
وتمضغَ، ليلةَ دُخْلَتِها ، الزعترَ والحَبقَ الرّيانَ ...
وأن تضعَ قُرُنْفُلَها الفوّاحَ على التلَّيْنِ ،
وتحتَ الإبْطَيْنِ، وفوق النَّهرِ المُخْضلِّ
لتعبرَ مثلَ البستانِ العابقِ ، فوقَ
سريرِ الأَخْذِ...
وَتُقْبِلَ مثلَ الموجةِ في بحرِ الرُّبانِ ...
وأنْ تَتَفتَّحَ مثلَ الزهرةِ ، بين أصابعهِ العشرينَ،
إلى أنْ يتقاطرَ منها اللَبنُ السَائِغُ ،
وَيُغَرِّدَ عصفورُ الأحضان.
وما فتئتْ في ليلِ الأفراحِ ؛
تُزَجِّجُ،
تجلو،
وتُطَيّبُ قمصانَ السوسَنَةِ،
تُعلّمها الرّقصَ،
وتدْلُقُ في أُذنيها جَمْرَ الوَعْدِ،
وكيف سيأخذُها القنّاصُ إلى الرَّعدِ،
وكيف ستخلعُ عنها أثوابَ البَرْدِ،
وتلبسُ ألسِنَةَ الصَّهْدِ..
وتبقى معها في غرفتِها بضعَ ليالٍ،
لتكونَ الأحلى في الأقمارْ..
ومنذ ليالٍ.. رحلتْ تلك المرأةُ ،
فبكتْ كلُ بناتِ البلدةِ،
وتَحَسَّسْنَ الصبّارَ الموعودَ ..
فَمَنْ ينزعُ أشواكَ الوردةِ؟
مَنْ يسكبُ ناراً في الرّئةِ الظمآنةِ؟
مَنْ سيعلّمُ تلكَ الفَرسَ تعاليمَ المِزمار؟
ومَنْ سيَفُضُّ الخَفَرَ عن الجسدِ الرّنان؟
وقد رحلتْ سيّدةُ الحَبَقِ المرشوشِ
على الأنهارْ؟
سلاماً يا أفراحَ الحُزْنِ،
سلاماً يا باعثةَ الحُسْنِ،
سلاماً يا أُمَّ الرّيحان


  فليك يحارب تسريبات برشلونة
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:19 PM - المنتدي : المنتدى الرياضي - لا يوجد تعليقات

دخل هانز فليك، المدير الفني الجديد لبرشلونة، في حالة حرب من أجل التخلص من التسريبات التي طاردت البارسا في الموسم السابق.

ووفقا لصحيفة "سبورت" الإسبانية، يشتهر فليك بحماية غرفة الملابس، لذا فإنه سيحارب أي نوع من التسريبات حول حالة اللاعبين أو كيفية عملهم.

وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن فليك سيحذر المجموعة، من أنه لا يجب أن تخرج أي معلومات من غرفة الملابس، بهدف ألا تكون هناك الكثير من التكهنات والشائعات حول عمله.

وأوضحت أن فليك معروف بأنه ليس مدربا يتصدر العناوين الكبرى في الصحافة، وعادة ما يكون باردا في تصريحاته.

وذكرت أن فليك يتحدث الإنجليزية بطلاقة، لكنه في الوقت الحالي لا يمنح مقابلات، حتى لأكثر وسائل الإعلام تأثيرا في ألمانيا.

وقالت "سبورت"، إن علاقة فليك بالصحافة في ألمانيا جيدة، لكنه لا يشتهر بوجود أصدقاء له في وسائل الإعلام.

وأضاف: "هناك بالكاد ماكس بيليفلد، مساعد وكيله بيني زاهافي، الذي كان واجهة لبرنامج تلفزيوني عن الانتقالات في سكاي ألمانيا، وهو برنامج شعبي هناك، لكنه تركه قبل 3 سنوات".


  لا تفوت الموسم الأسطوري رونالدو يتصل بنجم ريال مدريد للانضمام إلى النصر
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:18 PM - المنتدي : المنتدى الرياضي - لا يوجد تعليقات

اتصل البرتغالي كريستيانو رونالدو، نجم النصر، بأحد نجوم ريال مدريد، لإقناعه بالانتقال إلى الدوري السعودي للمحترفين.
وينتهي عقد ناتشو فيرنانديز مع ريال مدريد في الصيف المقبل، ولا توجد مفاوضات بشأن التجديد بين الطرفين حتى الآن.
ووفقا لصحيفة "ماركا" الإسبانية، يحاول رونالدو نقل عناصر ريال مدريد إلى النصر، لذا عمل على تعاقد النادي الأسطورة فرناندو هييرو ليكون جزءا من الإدارة الرياضية للعالمية.
وذكرت أن رونالدو يحاول أيضا أن يحاوط نفسه بالكثير من نجوم ريال مدريد السابقين.
وكشفت أن نانشو كان آخر لاعب من ريال مدريد اتصل به رونالدو لإقناعه بالانتقال إلى النصر.
وقالت "ماركا" إن الاتصال حدث في الأيام الأخيرة، وجعل ناتشو يتخلى عن فكرة الانتقال إلى الدوري الأمريكي التي كانت تسيطر على رأسه في الأسابيع الأخيرة.
وأضافت "يعمل رونالدو أيضا على نقل كاسيميرو نجم مانشستر يونايتد الحالي والريال السابق إلى النصر، وتواصل معه بالفعل من أجل ذلك".


  أنشيلوتي: أفكر في اللقب 16.. وهذا مفتاح ريال مدريد
بواسطة : _Ammar - 02-06-2024, 01:17 PM - المنتدي : المنتدى الرياضي - لا يوجد تعليقات

أكد الإيطالي كارلو أنشيلوتي المدير الفني لريال مدريد، أنه بدأ التفكير في الفوز بلقب دوري الأبطال رقم 16 في تاريخ ريال مدريد، بمجرد الانتصار بثنائية دون رد على بوروسيا دورتموند، أمس، والتتويج للمرة 15.

وقال أنشيلوتي، خلال تصريحات نقلتها صحيفة "ماركا" الإسبانية: "مفتاح هذا الفريق هو الجودة، لقد قدمنا موسما رائعًا، وتقييمي للفريق 10 من 10، أنا سعيد جدا وفخور بما أنجزناه."

وعن التغييرات بين الشوطين، كشف: "حاولنا تصحيح الأمور، بوروسيا قدموا أداءً جيدًا، لم نتمكن من إيقاف الهجمات المرتدة. فكرنا أن تغيير النظام سيكون مفيداً لنا".

وأوضح: "كان التغيير جيدا وبدأنا نجد مساحات أكثر، ولكن الأهم أننا كنا أكثر تركيزا واندمجنا في المباراة، تمتعنا بالهدوء رغم كل شيء".

وحول وداع كروس، علق: "كان ممتنا لما حققناه، كان سعيدا جدا لأنه لا يمكن إنهاء المسيرة بشكل أفضل، لم يفشل يوما واحدا في هذه السنوات مع ريال مدريد".

وعن نجله ومساعده دافيد، علق: "لدي ابن مساعد، وهذا شيء جيد من الناحية العاطفية، لكن ريال مدريد هو عائلة بحد ذاته، العمل في عائلة أفضل بكثير، نشعر وكأننا في المنزل".

وحول التتويج باللقب العام المقبل، علق: "أعرف المتطلبات وما سيأتي في المستقبل، سيغادر البعض، وسيأتي آخرون مهمون جدا وسنعود للقيام بنفس الشيء، التكيف مع ما سنحصل عليه، سيتعين علينا تغيير بعض الأمور، نحن نفكر في ذلك بالفعل".

وأتم: "كان من الصعب تخيل الفوز بدوري الأبطال مرتين في 3 سنوات، في فريق يتغير، كانت العودة لريال مدريد هدية وأنا أستمتع بوجودي هنا".
 


  » المتوكل طه » أبجدية الأرض
بواسطة : _Ammar - 01-06-2024, 12:36 PM - المنتدي : القسم الثقافي - لا يوجد تعليقات

أَلِفي بُحوري والقصائدُ بائي

والتاءُ تكتبُ والبدايةُ لاءي
وعلى يدي نَقشَ الملائِكُ أحرفاً
فتناسخَ العُشاقُ من أعضائي
وتوزّعتْ ريحُ الصّبا بأصابعي
فتطيَّبت بشمولِها أشيائي
طفلٌ أنا تحت الغمامةِ.. نرجسٌ
ما بين صخرٍ رائقٍ ورُواء
طيرٌ أنا في القدسِ مثلَ بُراقِها
يسري ليعرجَ سيّدُ الإسراءِ
هذا سبيلُ الصاعدين لِقُدْسِهم
بقوادمٍ شقّت على العنقاءِ
وترنّمت ريحُ اللظى بأصابعٍ
وتقاطرَ الماوَردُ في الأنداءِ
وعلى القميصِ دمُ اجتراحِ هبوبِه
فتعالت الراياتُ في الأنواءِ
نجمٌ على نارِ الغمامة ، نثرهُ
وهجٌ يحرّقُ عتمةَ الغَطشاءِ
جمعَ الجَمالَ بِجيمِ جُبَّتِه التي
فتحتْ حدودَ اللهِ في الأرجاء
حتى دنا أو قابَ عندَ المُنتهى
وأضاءَ خلفَ حِجابِه في الحاءِ
وخلا مع المولى وعاد مُشَفَّعاً
نوراً يُضَوّعُ طاهرَ الأجواء
داري هنا دالُ الدروبِ وعودةٍ
لسواحلي ومجامري وهوائي
والذالُ تُذكي نارَ عِزّي كلّما
تعدو أُسَعِّرُها بِذَوْبِ ندائي
رابطتُ في أقصى البهاءِ ورايتي
لوّاحةٌ في خافقاتِ لوائي
وزها دمي في الأرضِ يوم توزَّعتْ
كِسَفاً على مَن يستحلُّ دمائي
ولذا يصحُّ زُحافُ شِعري كلّه
ويجوزُ عكسُ الحَرفِ في إقوائي
سنكونُ في سِين البقاءِ ، وسرُّها
رَجْعُ السجينِ وهمسةُ السَرّاء
وإذا تهبُّ رياحُنا وخيولُنا
فسِهامُنا في جَبهةِ الجوزاء
والشينُ شَعبي والشبابيكُ التي
لاحتْ بوجهِ الشمسِ للشُعراء
شُرفاتُها حَبَقُ اليدين وما لها
إلّا أزقّةُ عُرْسِها في الهاء
فهنا يعودُ الميّتون لبيتِهم
وهنا يَشبّ العُشبُ في الصحراءِ
وكأنها الشامُ التي في خاطري
عِطرُ الإلهِ ونخلةُ الزوراءِ
وتظلّ فينا مثلَ صادِ صخورِها
حرفاً يُجَنِّحُ نجمُها أضوائي
والضادُ بستانُ السماءِ وكلّما
عبقتْ يُرنّقُ وَردُها إملائي
طابتْ ، ففيها كان جنّةُ آدمٍ
قبلَ النزولِ لكوكبِ الإعياءِ
وأتى اليها طاهراً ومُطَهّراً
مَن لم تَنلْهُ النارُ بالإيذاءِ
وهنا تظاهرَ أخوةٌ كذبوا.. وقد
قالوا الذئاب تروغُ بالأبناءِ
وهناك تُلقي أُمُّ موسى ابنَها
وهنا حرائقُ زهرةِ الأثداءِ
لا طائرٌ يأتي ليحكيَ قصةً
عن موقدٍ للدمعِ في الزَهراءِ
أو إنْ تلعثمتِ المليكةُ عندما
ارتبكتْ مياهٌ من رُخامِ الماءِ
وأنا هنا مِن قبلِ أنْ حلموا بها
فعَشاءُ عيسى كان بعدَ عَشائي
ولقد شهدتُ على يهوذا يوم أنْ
باعَ المسيحَ بحفنةٍ سوداءِ
وأنا الذي أبكيتُ مريمَ يومَها
وتعلَّقتْ، من حُزنِها ، برِدائي
بكتِ الفواطمُ فوقَ رأسِ شقيقتي
ورأتْ حِرابَ القاتلين .. ورائي
ويكونُ أنْ غَدَر الضِّباعُ ، وكلّما
شربتْ شراييني يفيض إنائي
فاءُ الفلاةِ أنا وقافُ قيامةٍ
والياءُ تَنْدهُ في البعيدِ .. النّائي
والكافُ إنْ كفَّ الصليبُ جعلتُه
عَرشاً لداليةِ الندى الخضراءِ
لامُ البلادِ لنا وميمُ جذوعِها
والنونُ نَسْغُ جذورِها ولُحائي
وغداً سيهربُ حوتُ بحرٍ غامرٍ
والنونُ تقدحُ في عروقِ الباءِ
فهنا هوى قلبُ الشهيدِ وهالَه
ما هزّ أعطافي وهاءَ بهائي
ولها يقالُ الشِعرُ ليس لغيرِها
فهي السماءُ تنامُ تحتَ سماءِ
ويجوز أنْ ألقى المَعرّي نظرةً
فأَرَتْهُ كيف يجودُ بالإيحاءِ
ولربّما لو جاءها قيسٌ سَلا
مَن ألبَسَتْهُ قلائدَ الرمضاءِ
وبها الهداهدُ أكملتْ أخبارَها
عن أمّهاتِ القيدِ والشُهداءِ
عن سوسنِ الجرحى ودُفلى لاجئٍ
وعن الرّدى في أضْلُعِ الآباء