25-06-2023, 07:02 AM
سيريز أو سيريس (بالإنجليزية: Ceres، الرمز: )، هو كوكب صغير يعتبر أكبر الأجرام الموجودة في حزام الكويكبات الرئيسي الذي يقع بين مدار كوكب المريخ ومدار كوكب المشتري. يعتبر سيريس الذي يبلغ قطره 945 كيلومترًا أكبر الكويكبات وأكبر كوكب قزم معروف ضمن مدار الكوكب نبتون. يحتل سيريس المرتبة الخامسة والعشرين لأضخم الأجرام الموجودة بالنظام الشمسي ضمن مدار الكوكب نبتون أيضًا.
يعتبر سيريس الجرم الكروي الوحيد الموجود في حزام الكويكبات بفعل جاذبيته، وهذا بعد إجراء بعض الدراسات التحليلية لاستبعاد الكوكب الصغير «فيستا». يتراوح القدر الظاهري لسيريس عند رصده من الأرض بين 6.7 إلى 9.3، ويكون سيريس في وضع مقابلة مع الأرض مرة كل 15 إلى 16 شهرًا وهي فترته المدارية. ولهذا، فحتى عندما يكون في أشد فترات لمعانه، يكون خافتًا جدًا لِأن يُرى بالعين المجردة، إلا في بعض الحالات الاستثنائية التي تكون فيها السماء مظلمة بشكل كبير.
كان سيريس أول كويكب مُكتشف، واكتشف بواسطة «جوزيبه بيازي» بمرصد «باليرمو» الفلكي في الأول من يناير عام 1801. اعتبر سيريس كوكبًا في البداية، ثم أُعيد تصنيفه إلى كوكب قزم في خمسينيات القرن التاسع عشر بعد اكتشاف أجرام أخرى عديدة في مدارات مشابهة.
يتكون سيريس من وشاح طيني (صخري-ثلجي)، وقشرة تتكون من 60% صخور و40% أو أقل من 30% ثلوج. ومن المحتمل أن المحيطات الداخلية أو المياه السائلة لم تعد موجودةً هناك، ولكن توجد بعض المياه السائلة شديدة الملوحة (الأجاج) التي يمكن أن تتدفق عبر طبقة الوشاح الخارجي وصولًا إلى السطح. يتكون سطح سيريس من مزيج من الثلوج المائية ومختلف هيدرات المعادن المختلفة مثل معادن الكربونات ومعادن الصلصال. تتشكل البراكين الباردة هناك مثل «أهونا مونس» بمعدل مرة كل 50 مليون سنة. رُصدت انبعاثات لبخار الماء من عدة مناطق على سيريس في يناير 2014. كانت هذه الظاهرة غير متوقعة، فالأجرام الكبيرة بحزام الكويكبات لا تُصدر البخار، وهي سمة مُميِّزة للمذنبات. يمتلك سيريس غلافًا جويًا رفيعًا يعرف بالمتكور الخارجي أو «الإكسوسفير».
دخلت المركبة الفضائية «دوون» التابعة لناسا في مدار حول سيريس في السادس من مارس عام 2015.
الاكتشاف
كان عالم الفلك «يوهان إليرت بودي» هو أول من افترض وجود كوكب غير مُكتشَف بين مداري كوكب المريخ وكوكب المشتري، وذلك في عام 1772. لاحظ العالم كيبلر وجود فجوة في المساحة بين مداري المشتري والمريخ منذ عام 1596. كانت أفكار بودي قائمةً على قانون تيتيوس-بودي، والذي أصبح الآن فرضية فاقدة لمصداقيتها، ووُضع هذا القانون عام 1766. لاحظ بودي وجود نمط منتظم في حجم مدارات الكواكب المعروفة، وكان يكمن الشذوذ الوحيد عن هذا النمط المنتظم في وجود فجوة كبيرة بين مداري كوكب المشتري وكوكب المريخ. وتنبأ وفقًا لهذا النمط بوجود كوكب غير مكتشف يقع في مدار نصف قطره 2.8 وحدة فلكية. أدى اكتشاف «ويليام هيرشيل» لكوكب أورانوس عام 1781 بالقرب من المسافة المتنبأ بوجود كوكب عندها بعد زحل إلى زيادة الاعتقاد في صحة قانون تيتيوس-بودي، وأرسل فريقًا يرأسه المحرر «فرانز زافير فون زاك» بجريدة «المراسلات الشهرية» عام 1800 إلى 24 عالم فلك من الخبراء يطلبون منهم أن يوحدوا جهودهم ويبدؤوا البحث بشكل مُمنهج عن هذا الكوكب المتوقع وجوده بين المشتري والمريخ. وبالرغم من عدم اكتشافهم للكوكب القزم سيريس، فإنهم اكتشفوا عدة كويكبات ضخمة فيما بعد.
كان «جوزيبه بيازي» واحدًا من علماء الفلك القائمين بالبحث عن هذا الكوكب، وكان كاهنًا كاثوليكيًا بأكاديمية باليرمو بمدينة «صقلية». اكتشف بيازي الكوكب القزم سيريس في الأول من يناير عام 1801 قبل انضمامه للفريق. كان يبحث بيازي عن النجم رقم 87 لفهرس نجوم الأبراج الفلكية الخاص بعالم الفلك «نيكولاس لويس دو لكيل»، ولكنه بدلًا من أن يجد هذا النجم، وجد بيازي جرمًا شبيهًا بالنجوم يتحرك في السماء، ما جعله يظن أنه كان مذنبًا.