15-03-2023, 11:04 AM
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
لم يقم أي دليل على أن بنود صلح الحديبية كانت وحياً بل نستطيع الجزم بعكس ذلك، إذ لو كان الأمر وحياً لأخبر النبي الصحابة به فما تثاقل منهم أحد كما قد وقع، وغاية ما في الأمر أن الرسول تلقى إشارة (بروك الناقة) من الله تعالى فهم منها أنّه لن يعتمر هذه السنة وأن الأمر سينتهي باحتكاك معين سلمي أو قتالي مع قريش فتمّنى أن يكون الاحتكاك سلميّاً وأعلن أمام أصحابه عن استعداده لإبرام صلح مع العدو وقال “لا تدعوني قريش اليوم إلى خطّة يسألونني فيها صلة الرحم إلاّ أعطيتهم إيّاها”، وأظهر تفاوضه مع وفود قريش عبقرية كبيرة حيث تنازل عن بعض الجزئيات والأشكال ليحقق مقاصد عظيمة أهمها استتباب الأمن في الجزيرة وشيوع الحرية بين الناس.. وهذا يدلّ مرّة أخرى على قدرات رسول الله العقلية وحنكته كداعية إلى الله، وهو ما ينبغي توريثه للعاملين للإسلام إلى جانب التزوّد اللازم بهدي الوحي المنزّل ليحدث التوازن الإيجابي الّذي ينتج الفعالية ويتيح للأمّة أن تقطع بمشروعها الحضاري أشواطاً، وهي لا تتغذّى بالعنصر الغيبي وحده بل وكذلك بالجهد البشري المدروس الموزون وبذلك تتكامل في المسلم آية سورة الكهف “إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ” وآية سورة الإسراء “قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ” [آية: 93]، فالمسلم إنسان وإذا لم يعد الوحي يتنزّل على الأرض فإنّما هو متوفّر في الكتاب والسنّة الخالدين.
لم يقم أي دليل على أن بنود صلح الحديبية كانت وحياً بل نستطيع الجزم بعكس ذلك، إذ لو كان الأمر وحياً لأخبر النبي الصحابة به فما تثاقل منهم أحد كما قد وقع، وغاية ما في الأمر أن الرسول تلقى إشارة (بروك الناقة) من الله تعالى فهم منها أنّه لن يعتمر هذه السنة وأن الأمر سينتهي باحتكاك معين سلمي أو قتالي مع قريش فتمّنى أن يكون الاحتكاك سلميّاً وأعلن أمام أصحابه عن استعداده لإبرام صلح مع العدو وقال “لا تدعوني قريش اليوم إلى خطّة يسألونني فيها صلة الرحم إلاّ أعطيتهم إيّاها”، وأظهر تفاوضه مع وفود قريش عبقرية كبيرة حيث تنازل عن بعض الجزئيات والأشكال ليحقق مقاصد عظيمة أهمها استتباب الأمن في الجزيرة وشيوع الحرية بين الناس.. وهذا يدلّ مرّة أخرى على قدرات رسول الله العقلية وحنكته كداعية إلى الله، وهو ما ينبغي توريثه للعاملين للإسلام إلى جانب التزوّد اللازم بهدي الوحي المنزّل ليحدث التوازن الإيجابي الّذي ينتج الفعالية ويتيح للأمّة أن تقطع بمشروعها الحضاري أشواطاً، وهي لا تتغذّى بالعنصر الغيبي وحده بل وكذلك بالجهد البشري المدروس الموزون وبذلك تتكامل في المسلم آية سورة الكهف “إنّما أنا بشر مثلكم يوحى إليّ” وآية سورة الإسراء “قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا ” [آية: 93]، فالمسلم إنسان وإذا لم يعد الوحي يتنزّل على الأرض فإنّما هو متوفّر في الكتاب والسنّة الخالدين.