عيون أطفالنا
أزرار قمصانكم
أصابع أطفالنا
ملاعق
اشربوا بها حبركم
وامضغوا الورق
أوشكت تدق ساعةُ حائط الغرق
وانظروا
إن قطرة الدم الفلسطيني
تكبر الآن
تصير سفينةً
تملأ الأفق
اشربوا حبركم
وابتلعوا الورق
وعلِّقوا على حبل الغسيل برقياتكم
وعلِّقوا الخطب
وقولوا أي شيء لنا
اكتبوا أي شيء لنا
ادهنوا أصواتكم
بدهان الغضب
ضعوا على وجوهكم أقنعة اللهب
ولا تقولوا
شيئاً واحداً
لا تقولوا
إننا عرب
يا قلعة الشقيف
لم يرفع الراية البيضاء
لا كيسٌ من الرمل ولا حجر
قاومت الشمس وقاوم القمر
وقاومت الجذور والصخور
وقاوم الشجر
وقاوم موج البحر في صيدا
وصارت كلُّ موجة متراس
وقاوم الشباك في النبطية
ألفَ تحيةٍ لكم
أرسلتمُ لنا برقية
ما الذي سوف تقولونه لأطفالكم
حينما يسألونكم
كيف قاتلوا وحدهم
كشجر الأرز والزيتون
وكيف سقطوا وحدهم
مثل صخرة في جبل القسطل العظيم
أو صنين
كيف قاتلت صور
وقاتل الدامور
وكيف قاتلت بيروت
بعلبة من الكبريت
وكيف هذا الفلسطيني
شقَّ لبنانُ صدرَهُ له
يذبحونه من يديه
ومن عينيه
فلا يموت
وكيف على رقابكم
كيف على أفواهكم
كيف على سيوفكم
قد عشّش العنكبوت
ماذا تقولون لأطفالكم
حينما يسألون
أين طائراتُكم
وأين دباباتُكم
إنني نيابةً عنكم أقول
إنها واقفة
مشبوكة بالدبابيس
مشدودة بالحبال
إلى يد المروّض الكبير
في انتظار المشهد الأخير
والكفن الأخير
سيداتي سادتي
لا تحسبوا أنه المنظر الأخير
وأن الستار سوف يسدل الآن
على المنظر الأخير
كأن كيس الرمل
يلفظ الآن من يديه
النفس الأخير
إن بيغن الآن
يهدي لكم أحجار قلعة الشقيف
ملفوفةً بأقماط أطفالنا
فاقبلوا الهدية
واذكروا
اذكروا
اذكروا
أن حجراً لم تزلْ
تصعدُ النيران منه
ويصعدُ الدخان
يكتبُ الآن
قصيدةَ الطوفان
أزرار قمصانكم
أصابع أطفالنا
ملاعق
اشربوا بها حبركم
وامضغوا الورق
أوشكت تدق ساعةُ حائط الغرق
وانظروا
إن قطرة الدم الفلسطيني
تكبر الآن
تصير سفينةً
تملأ الأفق
اشربوا حبركم
وابتلعوا الورق
وعلِّقوا على حبل الغسيل برقياتكم
وعلِّقوا الخطب
وقولوا أي شيء لنا
اكتبوا أي شيء لنا
ادهنوا أصواتكم
بدهان الغضب
ضعوا على وجوهكم أقنعة اللهب
ولا تقولوا
شيئاً واحداً
لا تقولوا
إننا عرب
يا قلعة الشقيف
لم يرفع الراية البيضاء
لا كيسٌ من الرمل ولا حجر
قاومت الشمس وقاوم القمر
وقاومت الجذور والصخور
وقاوم الشجر
وقاوم موج البحر في صيدا
وصارت كلُّ موجة متراس
وقاوم الشباك في النبطية
ألفَ تحيةٍ لكم
أرسلتمُ لنا برقية
ما الذي سوف تقولونه لأطفالكم
حينما يسألونكم
كيف قاتلوا وحدهم
كشجر الأرز والزيتون
وكيف سقطوا وحدهم
مثل صخرة في جبل القسطل العظيم
أو صنين
كيف قاتلت صور
وقاتل الدامور
وكيف قاتلت بيروت
بعلبة من الكبريت
وكيف هذا الفلسطيني
شقَّ لبنانُ صدرَهُ له
يذبحونه من يديه
ومن عينيه
فلا يموت
وكيف على رقابكم
كيف على أفواهكم
كيف على سيوفكم
قد عشّش العنكبوت
ماذا تقولون لأطفالكم
حينما يسألون
أين طائراتُكم
وأين دباباتُكم
إنني نيابةً عنكم أقول
إنها واقفة
مشبوكة بالدبابيس
مشدودة بالحبال
إلى يد المروّض الكبير
في انتظار المشهد الأخير
والكفن الأخير
سيداتي سادتي
لا تحسبوا أنه المنظر الأخير
وأن الستار سوف يسدل الآن
على المنظر الأخير
كأن كيس الرمل
يلفظ الآن من يديه
النفس الأخير
إن بيغن الآن
يهدي لكم أحجار قلعة الشقيف
ملفوفةً بأقماط أطفالنا
فاقبلوا الهدية
واذكروا
اذكروا
اذكروا
أن حجراً لم تزلْ
تصعدُ النيران منه
ويصعدُ الدخان
يكتبُ الآن
قصيدةَ الطوفان
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018