31-03-2023, 06:43 AM
عن أبي سلمة أنه سأل عائشة رضي الله عنها: «كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت: يا رسول الله! أتنام قبل أن توتر؟ فقال: إن عيني تنامان ولا ينام قلبي» متفق عليه. وقول عائشة رضي الله عنها (فلا تسل عن حسنهن وطولهن) إشارة إلى كمال حسن ركعات النبي صلى الله عليه وسلم وطولهن، فهن مستغنيات عن السؤال عن وصفهن. وروى مالك في ” موطئه ” عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال: “خرجنا مع عمر بن الخطاب في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون؛ يصلي الرجل لنفسه، ويصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: والله إني لأراني لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد؛ لكان أمثل. فجمعهم على أبي بن كعب. قال: ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، فقال: نعمت البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون”[4]. وهذا كان اجتهادا من الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو للسنة التي أقرها النبي صلى الله عليه وسلم حيث صلى الناس خلفه ليلتين ثم ترك، خشية أن تصير شرعا مفروضا على الأمة، وهذا كان إشفاقا منه لأمته صلى الله عليه وسلم. وقد سماها عمر بن الخطاب بدعة لأنها لم يسنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: نعم البدعة هذه، ليدل على فضلها، وأن من البدع ما هو مستحسن ومقبول، إن كان يندرج تحت مستحسن في الشرع[5].