12-08-2023, 11:32 PM
الغائية (بالإنجليزية: Teleology أو finality) هي استنباط منطقي أو تفسير للشيء بوصفه تابعًا وظيفيًا لنهايته أو غايته أو هدفه، والكلمة مشتقة من المفردتين اليونانيتين: «telos» (النهاية أو الهدف أو الغاية) و«logos» (السبب أو التفسير). تسمى الغاية التي يفرضها استعمالٌ بشري، مثل الغاية من شوكة الطعام، «غاية غير جوهرية» (أو علائقية). وتؤكد الغائية الطبيعية -التي شاعت في الفلسفة الكلاسيكية لكنها باتت نقطة خلافية اليوم- أن الكيانات الطبيعية لديها أيضًا غايات جوهرية، منفلتة من عقال الاستعمال أو الرأي البشريين. على سبيل المثال، زعم أرسطو أن الغاية الجوهرية لجوزة بلوط تتمثل في أن تصبح شجرة بلوط تامة النضج.
على الرغم من رفض الذريين القدامى لمفهوم الغائية الطبيعية، فلطالما خاضت مدارس الفلسفة القديمة والقروسطية في السرديات الغائية حول الطبيعة اللاشخصية أو اللابشرية، وغالبًا ما صادقت عليها، بيد أن هذه المواضيع باتت محط ازدراء خلال العصر الحديث (1600-1900). في أواخر القرن الثامن عشر، استخدم إيمانويل كانت مفهوم الغاية مبدأً ناظمًا في كتابه «نقد ملكة الحكم»، وكذلك كانت الغائية حجر أساس في فلسفة ج. ف. ف. هيغل.
ما تزال النقاشات تدور وسط الفلاسفة والعلماء المعاصرين حول فائدة المسلّمات الغائية ودقتها من عدمهما في طرح الفلسفات والنظريات العلمية الحديثة. يتجلى أحد أمثلة إعادة إدخال الغائية في اللغة الحديثة بمفهوم «الجاذب»، وكذلك ظهر مثال آخر في عام 2012، إذ اقترح توماس ناغل -وهو ليس اختصاصي علم الأحياء- سرديةً غير داروينية للتطور تدمج بين القوانين الغائية الطبيعية واللاشخصية كي تفسر كينونة الحياة والوعي والعقلانية والقيمة الموضوعية. وبغض البصر عن ذلك، من الممكن أيضًا ألا تُربط الدقة بالمنفعة إذ تفيد الخبرة الشائعة في البيداغوجيا أن حداً أدنى من الغائية الظاهرية قد يكون نافعاً للتفكير في التطور الدارويني وشرحه حتى لو لم يكن التطور مسيّرًا بدوافع غائية صحيحة. وبذلك يكون الأسهل أن يقال إن التطور «منح» الذئاب أنيابًا حادة؛ لأن هذه الأسنان «تخدم غاية» الافتراس بصرف النظر عما إذا كان ثمة واقع لا غائي مضمَر لا يكون فيه التطور فاعلًا له مقاصد. وبصياغة أخرى، لأن عمليات المعرفة والتعلم لدى البشر تعتمد عادةً على البنية السردية للقصص (من فاعلين وأهداف وسببية قريبة أكثر من البعيدة)، فمن شأن سويةٍ دنيا من الغائية أن تُعَد مفيدةً -أو ممكنة التقبل على الأقل- من أجل أهداف عملية، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرفضون اعتبارها دقيقة على المستوى الكوني.
على الرغم من رفض الذريين القدامى لمفهوم الغائية الطبيعية، فلطالما خاضت مدارس الفلسفة القديمة والقروسطية في السرديات الغائية حول الطبيعة اللاشخصية أو اللابشرية، وغالبًا ما صادقت عليها، بيد أن هذه المواضيع باتت محط ازدراء خلال العصر الحديث (1600-1900). في أواخر القرن الثامن عشر، استخدم إيمانويل كانت مفهوم الغاية مبدأً ناظمًا في كتابه «نقد ملكة الحكم»، وكذلك كانت الغائية حجر أساس في فلسفة ج. ف. ف. هيغل.
ما تزال النقاشات تدور وسط الفلاسفة والعلماء المعاصرين حول فائدة المسلّمات الغائية ودقتها من عدمهما في طرح الفلسفات والنظريات العلمية الحديثة. يتجلى أحد أمثلة إعادة إدخال الغائية في اللغة الحديثة بمفهوم «الجاذب»، وكذلك ظهر مثال آخر في عام 2012، إذ اقترح توماس ناغل -وهو ليس اختصاصي علم الأحياء- سرديةً غير داروينية للتطور تدمج بين القوانين الغائية الطبيعية واللاشخصية كي تفسر كينونة الحياة والوعي والعقلانية والقيمة الموضوعية. وبغض البصر عن ذلك، من الممكن أيضًا ألا تُربط الدقة بالمنفعة إذ تفيد الخبرة الشائعة في البيداغوجيا أن حداً أدنى من الغائية الظاهرية قد يكون نافعاً للتفكير في التطور الدارويني وشرحه حتى لو لم يكن التطور مسيّرًا بدوافع غائية صحيحة. وبذلك يكون الأسهل أن يقال إن التطور «منح» الذئاب أنيابًا حادة؛ لأن هذه الأسنان «تخدم غاية» الافتراس بصرف النظر عما إذا كان ثمة واقع لا غائي مضمَر لا يكون فيه التطور فاعلًا له مقاصد. وبصياغة أخرى، لأن عمليات المعرفة والتعلم لدى البشر تعتمد عادةً على البنية السردية للقصص (من فاعلين وأهداف وسببية قريبة أكثر من البعيدة)، فمن شأن سويةٍ دنيا من الغائية أن تُعَد مفيدةً -أو ممكنة التقبل على الأقل- من أجل أهداف عملية، حتى بالنسبة إلى الأشخاص الذين يرفضون اعتبارها دقيقة على المستوى الكوني.