26-07-2023, 11:46 PM
قد كنتَ أعدى أعاديها فصِرتَ لـها
بنعمةِ اللـهِ حِصناً من أعاديها
خَرَجتَ تَبغي أذاها في محمَّدها
وللحَنيفةِ جَبّارٌ يُواليها
فلم تَكَدْ تَسمَعُ الآياتِ بالِغةً
حتى انكَفَأْتَ تُناوي من يُناويها
سَمِعْتَ سُورَةَ طّه من مُرَتِّلِها
فزلزلت نِيَّةً قد كنتَ تَنويها
وقُلتَ فيها مَقالاً لا يُطاولُه
قَولُ المُحِبِّ الذي قد بات يُطرِيها
ويومَ أسلَمتَ عَزَّ الحَقُّ وارتَفَعتْ
عن كاهِلِ الدِّينِ أثقالٌ يُعانيها
وصاحَ فيه بِلالٌ صَيحَةً خَشَعَتْ
لـها القُلوبُ ولَبَّتْ أمرَ بارِيها
فأنتَ في زَمَن المُختارِ مُنجِدُها
وأنتَ في زَمَنِ الصِّدِّيقِ مُنْجِيها
كم استَراكَ رَسُولُ اللـهِ مُغتَبِطاً
بحِكمَةٍ لكَ عند الرَأْيِ يُلْفيها
ومَوقِفٍ لكَ بعد المصطفى افَتَرقَت
فيه الصَّحابةُ لمّا غابَ هاديها