• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
ألبرت أينشتاين
#1
[صورة: 251px-Einstein_1921_by_F_Schmutzer_-_restoration.jpg]






ولد ألبرت أينشتاين في أولم، في مملكة فورتمبيرغ في الرايخ الألماني في 14 مارس 1879 لعائلةٍ علمانيةٍ من اليهود الأشكناز. والداه هيرمان أينشتاين مهندس وتاجر، وبولين كوخ. انتقلت العائلة في عام 1880 إلى ميونخ حيث أسس والد أليرت وعمه ياكوب شركة Elektrotechnische Fabrik J. Einstein & Cie لصنع المعدات الكهربائية على أساس التيار المستمر.
التحق ألبرت بمدرسةٍ ابتدائيةٍ كاثوليكيةٍ في ميونخ في سن الخامسة لمدة ثلاث سنوات، ونُقل في سن الثامنة إلى Luitpold-Gymnasium (المعروفة الآن باسم Albert-Einstein-Gymnasium) حيث تلقى تعليمًا ابتدائيًا وثانويًا متقدمًا حتى غادر ألمانيا بعد سبع سنوات.
في عام 1894 خسرت شركة هيرمان وياكوب عقدًا لتزويد مدينة ميونخ بالإنارة الكهربائية لافتقارهم لرأس المال اللازم لتحويل معداتهم من معيار التيار المستمر (DC) إلى معيار التيار المتردد (AC) الأكثر كفاءة، وأجبرتِ الخسارة على بيع مصنع ميونخ، فانتقلت العائلة إلى إيطاليا بحثًا عن عمل؛ أولًا إلى ميلانو وبعد بضعة أشهرٍ إلى بابية. بانتقال العائلة إلى بابية بقي أينشتاين -البالغ 15 عامًا- في ميونخ لإكمال دراسته في Luitpold Gymnasium. قصد والده أن يتابع في دراسة الهندسة الكهربائية، لكن أينشتاين اصطدم مع السلطات واستاء من نظام المدرسة وطريقة التدريس، وكتب لاحقًا أن روح التعلم والتفكير الإبداعي ضاعت في طريقة التعليم الصارم عن ظهر قلب. نهايةَ ديسمبر 1894 سافر إلى إيطاليا للانضمام إلى عائلته في بابية مستخدمًا مذكرةً من الطبيب كعذرٍ لإقناع المدرسة بالسماح له بالسفر، وخلال تلك الفترة في إيطاليا كتب مقالًا قصيرًا بعنوان «حول التحقيق في حالة الأثير في مجال مغناطيسي».
برع أينشتاين في الرياضيات والفيزياء منذ صغره، ووصل إلى مستوىً رياضي عالٍ قبل سنواتٍ من أقرانه. تعلم أينشتاين ذو الاثني عشر عامًا الجبر والهندسة الإقليدية في صيفٍ واحد. اكتشف أيضًا بشكلٍ مستقلٍ برهانه الأصلي على مبرهنة فيثاغورس بعمر 12 عامًا. ذكر معلم العائلة ماكس تالمود إنه خلال وقتٍ قصيرٍ بعدما أعطى أليرت البالغ اثني عشر عامًا كتابًا في الهندسة: «عمل أينشتاين على الكتاب بأكمله. ومن ثم كرّس نفسه للرياضيات العليا... سرعان مابدأتِ الرحلة، كانت عبقريته في الرياضيات عاليةً لدرجة أنني لم أتمكن من متابعته». أدى شغفه بالهندسة والجبر إلى اقتناع الطفل ذي الاثني عشر عامًا بأن الطبيعة يمكن فهمها على أنها «بنية رياضية». بدأ أينشتاين بتعليم نفسه حساب التفاضل والتكامل في سن الثانية عشرة، وعندما بلغ الرابعة عشرة قال إنه «أتقن حساب التفاضل والتكامل».
في سن الثالثة عشرة بعدما غدا أكثر اهتمامًا بالفلسفة (والموسيقا) تعرف على كتاب كانط نقد العقل الخالص، وأضحى كانط فيلسوفه المفضل، وقال معلمه: «في ذلك الوقت كان لا يزال طفلًا يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا فقط، لكن أعمال كانط -غير المفهومة للبشر العاديين- بدت واضحةً له».
في عام 1895 في سن 16 خضع أينشتاين لامتحانات القبول في مدرسة الفنون التطبيقية الفيدرالية السويسرية في زيورخ (فيما بعد Eidgenössische Technische Hochschule ETH)، إلا أنه فشل في الوصول إلى المعيار المطلوب في الجزء العام من الامتحان، لكنه حصل على درجاتٍ استثنائيةٍ في الفيزياء والرياضيات، وبناءً على نصيحة مدير مدرسة الفنون التطبيقية التحق بمدرسة كانتون أرجوفيان (جمنازيوم) في أراو-سويسرا في عامي 1895 و1896 لإكمال تعليمه الثانوي. أثناء إقامته مع عائلة جوست وينتلر وقع في حب ماري ابنة وينتلر. (تزوجت شقيقة ألبرت الصغرى مايا في وقتٍ لاحقٍ من بول نجل وينتلر). في يناير 1896 وبموافقة والده تخلى أينشتاين عن جنسيته في مملكة فورتمبيرغ الألمانية لتجنب الخدمة العسكرية. وفي سبتمبر 1896 اجتاز شهادة الماتورا السويسرية بدرجاتٍ جيدةٍ في الغالب، بما في ذلك أعلى درجة (6) في الفيزياء والمواد الرياضياتية، على مقياس من 1-6. في سن 17 التحق ببرنامج دبلوم تدريس الرياضيات والفيزياء لمدة أربع سنواتٍ في مدرسة الفنون التطبيقية الفيدرالية بينما انتقلت ماري وينتلر -التي كانت تكبره بعامٍ- إلى أولسبيرج-سويسرا للعمل كمدرسة.
كانت زوجة أينشتاين المستقبلية الصربية ميلفا ماريك تبلغ من العمر 20 عامًا عندما التحقت بمدرسة الفنون التطبيقية ذلك العام، وكانت المرأة الوحيدة بين الطلاب الستة في قسم الرياضيات والفيزياء في دورة دبلوم التدريس. تطورت -على مدى السنوات القليلة التالية- صداقة أينشتاين وماريك إلى قصة حب، وقضيا ساعاتٍ لا حصرَ لها في المناظرة وقراءة الكتب معًا حول الفيزياء اللاصفية التي كانا مهتمين بها. كتب أينشتاين في رسائله إلى ماريك إنه يفضل الدراسة بجانبها. في عام 1900 نجح أينشتاين في اجتياز امتحانات الرياضيات والفيزياء وحصل على دبلوم التدريس الفيدرالي. هناك أدلة شهود عيانٍ والعديد من الرسائل على مدى سنواتٍ عديدةٍ تشير إلى أن ماريك ربما تعاونت مع أينشتاين في أوراقه التاريخية لعام 1905، المعروفة باسم أوراق العام المعجزة، وأنهما طورا بعض المفاهيم معًا خلال دراستهما مع أن بعض مؤرخي الفيزياء ممن درسوا هذه القضية لا يوافقون على أنها قدمت مساهماتٍ جوهرية.
بعد تخرجه في عام 1900 أمضى أينشتاين ما يقرب من عامين بحثًا عن وظيفة تدريس. حصل على الجنسية السويسرية في فبراير 1901، لكنه لم يُجنّد لأسبابٍ طبية. وبمساعدة والد مارسيل غروسمان حصل على وظيفةٍ في برن في مكتب براءات الاختراع السويسري، كممتحن مساعد-المستوى الثالث.
قام أينشتاين بتقييم طلبات براءات الاختراع لمجموعةٍ متنوعةٍ من الأجهزة بما في ذلك فارز الحصى والآلة الكاتبة الكهروميكانيكية. في عام 1903 أصبح منصبه في مكتب براءات الاختراع السويسري دائمًا، على الرغم من أنه تجاوزه للترقية إلى أن «أتقن تمامًا تكنولوجيا الآلات».
يتعلق الكثير من عمله في مكتب براءات الاختراع بأسئلةٍ حول نقل الإشارات الكهربائية والتزامن الكهربائي-الميكانيكي للوقت، وهما مشكلتان تقانيتان تظهران بشكل واضح في التجارب الفكرية التي قادت أينشتاين في النهاية إلى استنتاجاته الجذرية حول طبيعة الضوء وصلةٍ أساسيةٍ بين المكان والزمان.
بدأ أينشتاين مع عددٍ قليلٍ من الأصدقاء ممن التقى بهم في برن مجموعة نقاشٍ صغيرةٍ في عام 1902 أطلق عليها اسم «أكاديمية أوليمبيا» ساخرًا، والتي كانت تجتمع بانتظامٍ لمناقشة العلوم والفلسفة. في بعض الأحيان انضمت إليهم ميليفا التي استمعت باهتمامٍ لكنها لم تشارك. تضمنت قراءاتهم أعمال هنري بوانكاريه وإرنست ماخ وديفيد هيوم، والتي أثرت على نظرته العلمية والفلسفية.
عامَ 1900 نُشرت ورقة أينشتاين البحثية بعنوان («استنتاجات من ظاهرة الشعيرات») في مجلة حوليات الفيزياء. وفي 30 أبريل 1905 أكمل أينشتاين أطروحته تحديد جديد للأبعاد الجزيئية مع ألفريد كلاينر بصفته مستشارًا مبدئيًا. قبلت أطروحته في يوليو 1905، وحصل على درجة الدكتوراه في 15 يناير 1906.
في عام 1905 أيضًا -والذي أطلق عليه اسم العام المعجزة- نشر أربع أوراقٍ بحثيةٍ رائدةٍ حول التأثير الكهروضوئي، والحركة البراونية، والنسبية الخاصة، وتكافؤ الكتلة والطاقة، والتي كان من شأنها أن تلفت انتباه العالم الأكاديمي إليه وهو في سن السادسة والعشرين.
بحلول عام 1908 اعترف بأينشتاين كعالمٍ رائدٍ وعُين محاضرًا في جامعة برن، وفي العام التالي -وبعدما ألقى محاضرةً عن الديناميكا الكهربائية ومبدأ النسبية في جامعة زيورخ- أوصاه ألفريد كلاينر في الكلية بالحصول على درجة أستاذٍ في الفيزياء النظرية، وعيّن أستاذًا مشاركًا في عام 1909.
أصبح أينشتاين أستاذًا متفرغًا في جامعة تشارلز فرديناند الألمانية في براغ في أبريل 1911، ووافق على الحصول على الجنسية النمساوية في الإمبراطورية النمساوية المجرية للقيام بذلك. وخلال إقامته في براغ كتب أحد عشر عملاً علميًا؛ خمسة منها في الرياضيات الإشعاعية ونظرية الكم للمواد الصلبة.
في يوليو 1912 عاد إلى جامعته في زيورخ، وما بين عامي 1912 و1914 عمل أستاذًا للفيزياء النظرية في ETH زيورخ حيث قام بتدريس الميكانيكا التحليلية والديناميكا الحرارية، كما درّس ميكانيكا الأوساط المتصلة والنظرية الجزيئية للحرارة ومشكلة الجاذبية التي عمل عليها مع عالم الرياضيات وصديقه مارسيل غروسمان.
عندما نُشر «بيان الثلاثة والتسعين» في أكتوبر 1914 -وثيقة موقعة من قبل مجموعة من المفكرين الألمان البارزين والتي علّلت عسكرة ألمانيا وموقفها خلال الحرب العالمية الأولى- كان أينشتاين أحد المفكرين الألمان القلائل الذين دحضوا محتوياتِها ووقّع على «البيان السلمي للأوروبيين».
ربيعَ عام 1913 أغريَ بالانتقال إلى برلين بعرضٍ تضمن عضويةً في الأكاديمية البروسية للعلوم، ومنصب أستاذٍ جامعيٍّ مرتبطٍ بجامعة برلين، مما مكنه من التركيز حصريًا على البحث. وفي 3 يوليو 1913 أضحى عضوًا في الأكاديمية البروسية للعلوم في برلين. قام ماكس بلانك وفالتر نيرنست بزيارته في الأسبوع اللاحق في زيورخ لإقناعه بالانضمام إلى الأكاديمية، بالإضافة إلى عرضهم عليه منصب مدير جمعية القيصر فيلهلم للفيزياء، والتي كانت سندشن قريبًا. تضمنتِ العضوية في الأكاديمية راتبًا مدفوعًا وأستاذية بدون واجباتٍ تدريسيةٍ في جامعة هومبولت في برلين. انتخب رسميًا للأكاديمية في 24 يوليو، وانتقل إلى برلين في العام التالي. أثر أيضًا على قراره بالانتقال إلى برلين احتمال العيش بالقرب من ابنة عمه إلسا التي بدأ معها علاقة غرامية. تولى أينشتاين منصبه في الأكاديمية وجامعة برلين بعد انتقاله إلى شقته في داهلم في 1 أبريل 1914. ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى في أغسطس من ذلك العام عانت خطة إنشاء جمعية القيصر فيلهلم للفيزياء من التأخير، فلم يؤسس المعهد إلى 1 أكتوبر 1917، وعُيّن أينشتاين مديرًا له. في عام 1916انتخب أينشتاين رئيسًا للجمعية الفيزيائية الألمانية (ما بين 16-1918).
في عام 1911 استخدم أينشتاين مبدأ التكافؤ لعام 1907 لحساب انحراف الضوء عن نجمٍ آخرَ بواسطة جاذبية الشمس. وقام بتحسين تلك الحسابات باستخدام "هندسة ريمان" للزمَكان لتمثيل مجال الجاذبية في عام 1913، وبحلول خريف عام 1915 أكمل بنجاحٍ نظريته غي النسبية العامة، والتي استخدمها لحساب هذا الانحراف، ومداورة الحضيض من عطارد. ثم أكد السير آرثر إدينغتون هذا التنبؤ في انحراف الضوء أثناء كسوف الشمس في 29 مايو 1919، وأتاح نشر هذه الأرصاد والملاحظات في وسائل الإعلام الدولية لأينشتاين شهرةً عالمية، فنشرت صحيفة ذا تايمز البريطانية الرائدة في 7 نوفمبر 1919 عنوانًا عريضًا كتب فيه: «ثورة في العلوم -نظرية جديدة للكون- أطاحت بالأفكار النيوتونية».
وفي العام 1920 غدا عضوًا أجنبيًا في الأكاديمية الملكية الهولندية للفنون والعلوم. وفي العام 1922 حصل على جائزة نوبل في الفيزياء لعام 1921 «لخدماته في الفيزياء النظرية، وخاصة لاكتشافه قانون التأثير الكهروضوئي». وفي حين إن النسبية العامة كانت لا تزال تعتبر مثيرةً للجدل إلى حدٍّ ما، فإن الاستشهاد أيضًا لا يتعامل مع العمل الكهروضوئي المذكور كتفسيرٍ، ولكن مجرد اكتشافٍ للقانون فحسب، إذ اعتبرت فكرة الفوتونات غريبةً، ولم تحصل على قَبولٍ عالميٍّ حتى اشتقاق عام 1924 من طيف بلانك بواسطة ساتيندرا ناث بوز.انتخب أينشتاين عضوًا أجنبيًا في الجمعية الملكية (ForMemRS) في عام 1921. كما حصل على وسام كوبلي من الجمعية الملكية عام 1925.
استقال أينشتاين من الأكاديمية البروسية في مارس 1933. تضمنت إنجازات أينشتاين العلمية أثناء وجوده في برلين الانتهاء من صياغة نظرية النسبية العامة، وإثبات التأثير الجيرومغناطيسي، والمساهمة في نظرية الكم للإشعاع، وإحصاءات بوز-أينشتاين.
زار أينشتاين مدينة نيويورك لأول مرةٍ في 2 أبريل 1921 حيث لقيَ ترحيبًا رسميًا من قبل العمدة جون فرانسيس هيلان، تبع ذلك ثلاثة أسابيع من المحاضرات وحفلات الاستقبال. جال لإلقاء العديد من المحاضرات في جامعة كولومبيا وجامعة برينستون، وفي واشنطن، ورافق ممثلين عن الأكاديمية الوطنية للعلوم في زيارةٍ إلى البيت الأبيض. وعند عودته إلى أوروبا نزل ضيفًا على رجل الدولة والفيلسوف البريطاني ريتشارد هالدين في لندن، حيث التقى بالعديد من الشخصيات العلمية والفكرية والسياسية المشهورة، وألقى محاضرةً في كلية كينجز لندن.
نشر أيضًا مقالًا بعنوان «انطباعي الأول عن الولايات المتحدة الأمريكية» في يوليو 1921 حاول فيه بشكلٍ وجيزٍ وصف بعض خصائص الأمريكيين، تمامًا مثل ألكسيس دو توكفيل الذي نشر انطباعاته الخاصة عن الديمقراطية في أمريكا (1835). بالعودة لبعض ملاحظاته كان أينشتاين متفاجئًا بشكلٍ واضحٍ: «ما يُذهل الزائر هو السلوك المبهج والإيجابي في الحياة... الأمريكي ودود، واثق من نفسه، ومتفائل، وبدون حسد.»
في عام 1922 قادته أسفاره إلى آسيا ثم فلسطين في وقت لاحق كجزءٍ من رحلة استكشافية وجولة محاضراتٍ لمدة ستة أشهر، حيث زار سنغافورة وسيلان واليابان. ألقى سلسلةً من المحاضرات أمام آلاف اليابانيين. والتقى بالإمبراطور والإمبراطورة في القصر الإمبراطوري بعد محاضرته العامة الأولى حيث قدم الآلاف للمشاهدة. وفي رسالةٍ إلى أبنائه دوّن انطباعه عن اليابانيين بأنهم متواضعون، وذكيون، ومُراعون، ولديهم إحساس حقيقي بالفن. في مذكرات السفر الخاصة به من زيارته إلى آسيا في الفترة (22-1923) أعرب عن بعض الآراء حول الصينيين واليابانيين والهنود، والتي وُصفت بأنها أحكام عنصرية وكراهية للأجانب عندما أعيد اكتشافها في عام 2018.
وبسبب رحلاته إلى الشرق الأقصى لم يكن قادرًا على تلقي جائزة نوبل للفيزياء شخصيًا في حفل توزيع الجوائز في استوكهولم (ديسمبر 1922). وألقى خطاب المأدبة دبلوماسي ألماني بدلًا منه، وأشاد بأينشتاين ليس فقط باعتباره عالمًا ولكن أيضًا كصانع سلامٍ وناشطٍ دولي.
في رحلة العودة زار فلسطين لاثني عشر يومًا، وهي زيارته الوحيدة لتلك المنطقة. استُقبِل كما لو كان رئيس دولةٍ وليس فيزيائيًا، ومن ذلك تحية مدفعٍ عند وصوله إلى منزل المفوض السامي البريطاني السير هربرت صموئيل. وخلال إحدى حفلات الاستقبال اقتحم المبنى أشخاصٌ رغبوا برؤيته وسماعه. وفي حديثه للجمهور أعرب عن سعادته لأن الشعب اليهودي بدأ يُعترَف به كقوةٍ في العالم.
زار أينشتاين إسبانيا لأسبوعين في عام 1923 حيث التقى لفترةٍ وجيزةٍ سانتياغو رامون إي كاخال، وتلقى أيضًا دبلومًا من الملك ألفونسو الثالث عشر الذي عينه عضوًا في الأكاديمية الإسبانية للعلوم.
ما بين عامي 1922 و1932 كان أينشتاين عضوًا في اللجنة الدولية للتعاون الفكري التابعة لعصبة الأمم في جنيف (مع توقف لبضعة أشهرٍ في 1923-1924)، وهي هيئة أنشئت لتعزيز التبادل الدولي بين العلماء والباحثين والمعلمين والفنانين والمثقفين. كان مقررًا في الأصل أن يعملَ كمندوبٍ سويسري، وقد أقنعه الناشطون الكاثوليكيون أوسكار هاليكي وجوزيبي موتا والأمين العام إريك دروموند بأن يصبح المندوب الألماني بدلاً من ذلك، مما سمح لغونزاغو دي رينولد أن يحتلَّ المقعد السويسري والذي روّج منه للقيم الكاثوليكية التقليدية. كان أستاذه السابق في الفيزياء هندريك لورنتس، والكيميائية البولندية ماري كوري عضوين في اللجنة أيضًا.
في شهري مارس وأبريل من عام 1925 زار أينشتاين أمريكا الجنوبية، حيث أمضى حوالي شهر في الأرجنتين، وأسبوعًا في الأوروغواي، وأسبوعًا في ريو دي جانيرو في البرازيل. بدأ أينشتاين زيارة خورخي دوكلوت (1856-1927) وماوريسيو نيرنشتاين (1877-1935) بدعم من العديد من الباحثين الأرجنتينيين، بما في ذلك خوليو ري باستور، وجاكوب لوب، وليوبولدو لوجونس. مُوّلت زيارة أينشتاين وزوجته بشكل أساسي من قبل مجلس جامعة بوينس آيرس وAsociación Hebraica Argentina (الجمعية العبرية الأرجنتينية) وبمساهمةٍ أقل من المؤسسة الثقافية الأرجنتينية الجرمانية.
في ديسمبر 1930، زار أينشتاين أمريكا للمرة الثانية، وكان الهدف في الأصل أن تكون زيارة عمل لمدة شهرين كزميل باحث في معهد كاليفورنيا للتقنية. بعد الاهتمام الوطني الذي حظي به خلال رحلته الأولى إلى الولايات المتحدة، سعى هو ومنظموه إلى حماية خصوصيته. على الرغم من أنه غارق في البرقيات والدعوات لتلقي الجوائز أو التحدث علنًا، إلا أنه رفضها جميعًا.
بعد وصوله إلى مدينة نيويورك، اصطحب أينشتاين إلى أماكن ومناسبات مختلفة، بما في ذلك الحي الصيني، ووجبة غداء مع محرري صحيفة نيويورك تايمز، وأداء كارمن في أوبرا ميتروبوليتان، حيث شجع من قبل الجمهور عند وصوله. خلال الأيام التالية، أعطاه العمدة جيمي ووكر مفاتيح المدينة والتقى برئيس جامعة كولومبيا، الذي وصف أينشتاين بأنه «ملك العقل». قام هاري إيمرسون فوسديك، القس في كنيسة ريفرسايد بنيويورك، بإعطاء أينشتاين جولة في الكنيسة وأظهر له تمثالًا بالحجم الكامل صنعته الكنيسة لأينشتاين، يقف عند المدخل. أيضًا أثناء إقامته في نيويورك، انضم إلى حشد من 15000 شخص في ماديسون سكوير غاردن خلال احتفال حانوكا.
سافر أينشتاين بعد ذلك إلى كاليفورنيا، حيث التقى برئيس معهد كاليفورنيا للتقنية والحائز على جائزة نوبل روبرت ميليكان. كانت صداقته مع ميليكان «محرجة»، حيث كان ميليكان «يميل إلى النزعة العسكرية الوطنية»، حيث كان أينشتاين من دعاة السلام. خلال خطاب وجهه لطلاب معهد كاليفورنيا للتقنية، أشار أينشتاين إلى أن العلم يميل في كثير من الأحيان إلى إلحاق الضرر أكثر مما ينفع.
هذا النفور من الحرب دفع أينشتاين أيضًا إلى إقامة صداقة مع المؤلف أبتون سنكلير والنجم السينمائي تشارلي تشابلن، وكلاهما اشتهر بسالميتهما. كارل لايملي، رئيس يونيفرسال ستوديوز، أخذ أينشتاين في جولة في الاستوديو الخاص به وقدمه إلى تشابلن. كان لديهم علاقة فورية، حيث دعا تشابلن أينشتاين وزوجته إلسا إلى منزله لتناول العشاء. قال تشابلن إن شخصية أينشتاين الخارجية، الهادئة واللطيفة، بدت وكأنها تخفي «مزاجًا عاطفيًا للغاية»، تنبع منه «طاقته الفكرية غير العادية».
كان من المقرر عرض فيلم تشابلن، أضواء المدينة، بعد أيام قليلة في هوليوود، ودعا تشابلن أينشتاين وإلسا للانضمام إليه كضيوف مميزين. وصف والتر إيزاكسون، كاتب سيرة أينشتاين، هذا بأنه «أحد أكثر المشاهد التي لا تنسى في عصر المشاهير الجديد». زار «تشابلن» أينشتاين في منزله في رحلة لاحقة إلى برلين وتذكر «شقته الصغيرة المتواضعة» والبيانو الذي بدأ فيه كتابة نظريته. تكهن تشابلن بأنه «ربما استخدمه النازيون كحطب لإشعال النار».
في 17 أبريل 1955، تعرض أينشتاين لنزف داخلي ناتج عن تمزق تمدد الأوعية الدموية الأبهرية البطنية، والذي عزز جراحيًا من قبل رودولف نيسن في عام 1948. أخذ مسودة خطاب كان يعده لظهور تلفزيوني في الذكرى السابعة لدولة إسرائيل معه إلى المستشفى، لكنه لم يعش لإكمالها.
رفض أينشتاين الجراحة، قائلاً: «أريد أن أذهب وقتما أريد. لا طعم لإطالة الحياة بشكل مصطنع. لقد قمت بنصيبي؛ حان وقت الذهاب. سأفعل ذلك بأناقة.» توفي في المركز الطبي بجامعة برينستون في بلينسبورو في وقت مبكر من صباح اليوم التالي عن عمر يناهز 76 عامًا، بعد أن استمر في العمل حتى قرب النهاية.
أثناء تشريح الجثة، أزال عالم الأمراض توماس هارفي دماغ أينشتاين لحفظه دون إذن من عائلته، على أمل أن يتمكن علم الأعصاب في المستقبل من اكتشاف ما جعل أينشتاين ذكيًا للغاية. حرق رفات أينشتاين في ترنتون، نيو جيرسي، وتناثر رماده في مكان غير معروف.
في محاضرة تذكارية ألقيت في 13 ديسمبر 1965 في مقر اليونسكو، لخص الفيزيائي النووي روبرت أوبنهايمر انطباعه عن أينشتاين كشخص: «لقد كان كليًا تقريبًا بدون تعقيد وبالكامل تمامًا بدون دنيوية... كان دائمًا معه نقاء رائع. في آنٍ واحدٍ طفولي وعنيد للغاية».



التوقيع


[صورة: image.png]



[صورة: image.gif]
أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِهَا تُكَذِّبُونَ (105) قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا ضَالِينَ (106) رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107) قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108) إِنَّهُ كَانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبَادِي يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ (109) فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُون (110) إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ (111) سورة المؤمنون
  مشاركة الموضوع


التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم