10-04-2023, 09:08 PM
حكى الطبري عن مسألة الروح في تفسيره لآية 85 من سورة الإسراء (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي)، فقال: إن السائلين عن الروح هم قريش، قالت لهم اليهود: سلوه عن أصحاب الكهف وعن ذي القرنين وعن الروح، فإن أخبركم عن اثنيتن وأمسك عن واحدة، فهو نبي؛ فأخبرهم خبر أصحاب الكهف وخبر ذي القرنين، وقال في الروح: قل الروح من أمر ربي، أي من الأمر الذي لا يعلمه إلا الله.
الإنسان منذ أن بدأ يعي ما حوله، وهو في تساؤل واستفسار وبحث مستمر عن ماهية الروح التي بين جنبيه، لا يدري كنهها ولا سرها، وهل كانت قبل الجسد أم خُلقت معه، ثم ماذا بعد فناء هذا الجسد، إلى غير ذلك من أسئلة كثيرة متنوعة، تداولها الفلاسفة وعلماء الأديان قديماً، وانضم إليهم حديثاً مفكرون وعلماء نفس وأطباء وغيرهم كثير.
لأن المجهول والخفي والغامض، أمور تثير فضول الإنسان وتدفعه لكشف الغامض وفك الألغاز والأسرار، ولأن الروح من تلك الأشياء المجهولة أو الألغاز التي لم يصل العلم إلى فكها بعد، تجد المرء منا لا يتوقف عن التساؤل والبحث عن هذا المجهول، وهو أمر جيد ومطلوب، باعتبار أن التفكر في خلق الله لا يقوم به إلا أولو الألباب، أصحاب العقول المفكرة الباحثة.
المصدر (هنا)