لماذا عليك تجنب منافذ شحن الهواتف في الأماكن العامة؟

[iMr_L0VE]

• مخاطر منافذ الشحن العامة
  
• كل شيء يعتمد الآن على منافذ USB
  
  
• في الماضي القريب، كانت الهواتف تتضمن عادًة أكثر من منفذ لتلبية احتياجات مختلفة، فهناك منفذ للشحن، وآخر خاص بتوصيل كابل لنقل البيانات، وثالث لتوصيل السماعات. أما اليوم، فقد تم دمج كل هذه الوظائف في منفذ واحد متعدد الاستخدامات، غالبًا ما يكون من نوع USB-C. هذا التطور، رغم ما يقدمه من فوائد جمة من حيث البساطة وسهولة الاستخدام، قد فتح الباب على مصراعيه أمام مخاطر أمنية لم تكن في الحسبان. فالمنفذ الذي نستخدمه لشحن هواتفنا قد يكون هو نفسه الذي تم استغلاله للاختراق وسرقة المعلومات أو الملفات أو حتى تثبيت تطبيقات خبيثة بشكل صامت، مما يعني أن أي اتصال بمنفذ شحن غير موثوق به قد يعرض خصوصيتك وأمن بياناتك الحساسة للخطر.
  
  
• صحيح أن مقابس الشحن العامة لا تزال فكرة جديدة، واستخدامها لا يزال محدودًا كذلك وبالأخص في الأماكن العامة، إلا إن أخبارها لا تنتشر عادة. وغياب المعرفة بكونها قابلة للاستغلال الخبيث لا يعني أنها آمنة، حيث هناك عدة حالات مسجلة أثبتت أن منافذ الشحن العامة يمكن أن تتحول إلى أداة فتاكة في أيدي الهاكرز لاختراق أجهزتنا وسرقة بياناتنا الشخصية كما نوضح في الفقرات التالية.
  
  
• كيف يتم استغلال منافذ الشحن العامة؟
  
• العديد من الطرق يمكن من خلالها استغلال هذه المنافذ في الأماكن العامة، ولعل أخطرها ما يعرف بهجمات الـ Juice Jacking. في هذا النوع من الهجمات، يتم تعديل منفذ الشحن بحيث يقوم بنقل البيانات من الجهاز المتصل دون علم المستخدم. يمكن للمهاجم في هذه الحالة سرقة الصور، وجهات الاتصال، الرسائل، وحتى كلمات المرور وغيرها من المعلومات الحساسة حتى وإن كان الهاتف مقفل برمز مرور او كلمة سر. ولا يقف الأمر عند حد سرقة البيانات فحسب، بل يمكن لبعض المنافذ المعدلة تثبيت تطبيقات ضارة على هاتفك بمجرد اتصاله. هذه التطبيقات قد تظل كامنة لفترة من الوقت قبل أن تبدأ في جمع البيانات أو التجسس على أنشطتك في الخلفية، مما يجعل اكتشافها أمرًا بالغ الصعوبة.
  
  
• ومن بين الأساليب الأكثر تعقيدًا كذلك ما يعرف بهجمات الـ Man-in-the-Middle. في هذه الحالة، يقوم الهاكر باعتراض الاتصالات بين جهازك وأي خدمة تتصل بها أونلاين، مما قد يؤدي إلى سرقة معلومات حساسة مثل بيانات تسجيل الدخول أو البيانات المصرفية.
  
  
• ربما الحديث عن المخاطر النظرية يبدو بعيدًا عن الواقع للبعض، لكن التاريخ يشهد على العديد من الأمثلة على الاختراقات التي تتم عبر منافذ الشحن العامة وخطورتها. ففي مؤتمر Black Hat الشهير عام 2013، تم عرض شاحن مزيف لهواتف آيفون قادر على تثبيت برمجيات خبيثة على الهاتف المتصل في غضون ثوانٍ معدودة، مما أثار ذعرًا في أوساط الخبراء الأمنيين، وبالطبع قامت آبل بمعالجة الثغرة فورًا. لكن سُجلت هذه كأولى الحالات المعروفة لاختراق الهواتف عبر منافذ الشحن، فمع ان الشاحن يبدو طبيعيًا تمامًا إلا انه في الواقع يفتح الباب أمام استغلال جهاز الضحية لغايات مختلفة.
  
  
• لاحقًا، وفي عام 2015، قدم الباحث الأمني الشهير "Samy Kamkar" ابتكارًا مثيرًا للقلق أطلق عليه اسم "Key Sweeper". هذا الابتكار عبارة عن أداة تبدو للعين المجردة كشاحن عادي تمامًا يمكن استخدامه لشحن بطاريات الهواتف، إلا إنها في حقيقة الأمر قادرة على سحب وتخزين البيانات المرسلة من لوحات المفاتيح اللاسلكية القريبة، بما في ذلك كلمات المرور وأسماء المستخدمين، ثم إرسالها للهاكر، وحتى أن الأداة تتضمن بطارية داخلية تعمل لبعض الوقت حتى عند فصل الأداة من الكهرباء.
  
• وأزيدك من الشعر بيتًا، توجد العديد من الأدوات المصممة لاختراق الهواتف الذكية وفتح قفلها وسرقة محتوياتها بشكل تلقائي. هذه الأدوات قد تتخفى على هيئة شاحن هاتف تُرك عن قصد في مكان مثل فندق، أو توضع بدلاً من الشواحن المدمجة في المقابس الكهربائية الحديثة لتبدو وكأنها غير ضارة تمامًا.
  
  
• كابلات الـ USB أيضًا تشكل تهديدًا خفيًا
  
  
• منافذ الشحن العامة ليست الخطر الوحيد الذي يجب أن نحذر منه، فمن الممكن أن تعرض كابلات الـ USB المستخدم للاختراق في الواقع وتكون مصدر للأضرار التي تهدد حماية هاتفك. ولعل خير مثال على ذلك هو الابتكار الذي تم عرضه في مؤتمر DefCon لعام 2019، وهو عبارة عن كابل يُسمى "O.MG Cable". هذا الكابل، الذي يبدو ككابل USB عادي تمامًا، يحتوي في داخله على شريحة متطورة تسمح للمهاجم بالتحكم عن بعد في الجهاز المتصل، مما يفتح الباب أمام إمكانيات لا حصر لها من الاختراق والتجسس، بحيث عند توصيل الكابل بجهاز كمبيوتر، قد يُظهر الكابل نفسه كأداة إدخال، مما يتيح للهاكر التحكم في الجهاز عن بُعد باستخدام فأرة ولوحة مفاتيح افتراضية. من هنا، يمكن القيام بأي شيء، بدءًا من سرقة الملفات وصولاً إلى تثبيت برمجيات خبيثة لاستغلالها لاحقًا.
  
  
• على الرغم من أن الكابل المذكور لا يزال في نطاق الـ Prototype ولا توجد معلومات مؤكدة عن كونه مستخدمًا بالفعل، إلا أنه يمثل دليلاً واضحًا على أن الكابلات ليست آمنة تمامًا. إذ يمكن لجهاز لابتوب حديث يشحن عبر منفذ USB-C، على سبيل المثال، أن يتعرض للاختراق من خلال كابل موبوء أو منفذ شحن مُصمم خصيصًا لاستهدافه.
  
• كيف تحمي نفسك من هذه المخاطر؟
  
  
• الحقيقة أن الأمر يبدأ بالوعي والحذر، فالقاعدة الذهبية الأولى هي تجنب استخدام أية شواحن أو منافذ شحن جدارية متاحة للعامة كلما أمكن ذلك. احرص على حمل الشواحن والوصلات التي تحتاجها معك أينما ذهبت تحسبًا للأسوأ. صحيح أن هذه الهجمات لا تزال قليلة اليوم لكنها تمتلك مستقبلاً كبيراً للغاية مع ازدياد شعبية منافذ الشحن العامة وكون معظم المستخدمين لا يعون مخاطرها، فضلًا عن احتمالية وجود الكثير من الخروقات الأمنية التي لم تكتشف بعد. من المهم أيضًا أن تنتبه للمقابس الكهربائية المتاحة في حال كنت نزيلاً في فندق مثلًا، حيث قد تتنكر أدوات الاختراق على شكل شاحن يُعتقد أنه تركه نزيل سابق، مما يجعله مغريًا للاستخدام، أو قد تكون أداة خفية متصلة بمقبس غير مرئي أو بعيد عن الأنظار.
  
  
• إذا وجدت نفسك مضطرًا لاستخدام هذه المنافذ، ففكر في استخدام ما يعرف بـ "حاجز البيانات" Data Blocker. هذه الأداة الصغيرة تعمل كدرع واقٍ، تسمح بمرور التيار الكهربائي فقط، مانعة أي محاولة لنقل البيانات. كما أن معظم الهواتف الذكية الحديثة توفر خيارًا يسمى "الشحن فقط" عند توصيلها بمنفذ USB. تفعيل هذا الخيار يمنع أي تبادل للبيانات، مما يجعل عملية الشحن أكثر أمانًا.
  
  
• وبالطبع، ليست منافذ الشحن العامة وحدها ما يجب أن تحذر منه، فالشبكات اللاسلكية المتاحة في العديد من المطاعم والمقاهي والأماكن العامة تشكل أيضًا خطرًا.
  
  
• في النهاية، أصبح الوعي الأمني حاليًا ضرورة ملحة لا يمكن تجاهلها. فبينما توفر منافذ الشحن العامة حلاً سريعًا ومريحًا لمشكلة نفاد البطارية، فإن المخاطر المرتبطة بها قد تكون باهظة الثمن إلى حد لا يمكن تصوره. تذكر دائمًا أن الحذر خير من الندم، خاصة عندما يتعلق الأمر بأمن بياناتك الرقمية وخصوصيتك الشخصية.