31-05-2024, 11:05 AM
مَن أنتَ؟
فاجَأَني الهواءُ!
وكانَ صدري حقلَ قمحٍ
فاستوى طيرُ الشُّروقِ على الغصونْ..
مَن أنتَ؟
هل لي بِضْعُ ساعاتٍ لأعْرِفَ مَن أنا،
وأسيرَ نحو البابِ حتى لا تُبْعْثِرَني الظُنونْ!
مَن أنتَ؟
دعني كي أرى غيري،
وأمسحَ زئبقَ المرآةِ..
قد أبدو كما تبدو الخرافةُ،
أو أكونُ كما الأساطيرِ البليغةِ،
أو أكونُ حكايةً للمهدِ،
أو خيطانَ ثوبٍ،
أو مواويلَ الحصادِ،
وقد أكونُ كما أنا في صورةِ الآباءِ،
أو ألّا أكونْ..
مَن أنتَ؟
وانشطرَ الجوابُ على شفاهِ الضائعِ المسكينِ..
يذكُرُ أنَّهُ قد جاءَ من حَجَرٍ وزَيْتٍ،
ثم ساحَ مَعَ الفَرَاشِ،
وطارَدَتْهُ النَّحلةُ العطشى،
وعادَ مع الرُّعاةِ،
وخفَّ مَعْ إخوانِهِ العشرينَ للأحلامِ،
ناموا كُلُّهم تحتَ الظلالِ،
وكان ليلُ القريةِ البيضاءِ أبيضَ
كالنوايا والصلاةِ،
وحين ثابَ أعادَ للغزلانِ لُعبَتَها،
وخافَ من الرُّماةِ،
كما يخافُ الأرنبُ الفِضّيُّ..
قد شَرِبَ الصخورَ،
ولم يُحَدِّقْ في السفوحِ،
وإنما أخَذَتْهُ أقواسُ الحياةِ،
وكان يحلمُ؛
كيف للعسلِ الشفيفِ بأنْ يُجَلّيَ عَيْنَها
خلفَ الجفونْ!
وغفا قليلاً..
قبل أن تبكي السماءُ على تجاعيدِ الحُفاةِ،
وكان، وهو يَغُذُّ خَطْوَ الضوءِ، يسألُ:
هل سأَلْقَى كهفَ جدّي؟
ثم طارَ على هبوبٍ من سحابٍ أو شجونْ.
مَن أنتَ؟
هذا؛ لا جوابَ ولا سؤالَ!
أنا .. أنا!
مِنْ دُونِ أصباغٍ وسيفٍ،
مَن ينامُ على سريرِ البحرِ
مِنْ أَرْزِ الثُّلوجِ إلى المروجِ ،
ومَن تنامى في المشيمةِ مثلَ تمثالِ القُرنفلِ ..
إنني مَن شقَّ أرضاً لم يَطَأها العابرونَ ،
وأنبتَ الزيتونَ في عاجِ البروجِ ،
وراوغَ النَّوَّارَ في كأسِ الغَنوجِ،
وظلَّ يرقصُ للغزالِ على مزاميرِ الجنونْ ..
فَمَن أنا؟!
إني جناحٌ من جيادِ النارِ ،
مِن ذئبِ السماءِ إذا توهّجّ في الحريقِ ،
ومن جحيمِ الأغنياتِ إذا تصادت في العقيقِ ،
ومِن عماليقِ السواحلِ مَن تحنَّثَ جدُّهم،
قَبْلَ الرسائلِ، للبريقِ،
فجاءَ كُلُّ الأنبياءِ إلى معابدِ عِطْرِهِ قبلَ الكلامِ..
وكانَ جَدّي أوَّلَ الإنشادِ في شَفَةِ الرّخامِ ،
وأولَ الأشجارِ في هذا الطريقِ..
أنا هنا مِن قَبْلِ طوفانِ الحمامةِ،
قبلَ أن تمشي الرعودُ إلى الغمامِ،
وقبل يعقوبَ الضريرِ وقصّةِ الجُبِّ الحَرامِ،
وقبلَ إبراهيمَ والجَدِّ الذبيحِ ..
أنا هنا قبلَ المَسيحِ،
وقبل يوشعَ،
قبل راحابِ التي خانتْ فكانتْ لَعنةً في كُلِّ ريحٍ..
ثم تسألُ: مَن أنا؟!
إني التي كانت شقائقَ في الربيعِ،
وأحْرُفاً للموجِ والليمونِ والشَّفَقِ المُطَرَّزِ في النّجيعِ،
وإنها غدُنا الذي يأتي..
على سَرْجٍ بديعٍ..!
ثمّ تسألُ مَنْ أنا؟!
إني الذي ذَرَأَ الحروفَ،
وقدَّمَ الَّلوْحَ السَّويَّ ..
لكي يكونَ الصَوتَ في هذا السكونْ ..
فمَن أكونْ؟!
إنّي الذي إنْ شاءَ كانَ ..
ومَن يكون..!
فاجَأَني الهواءُ!
وكانَ صدري حقلَ قمحٍ
فاستوى طيرُ الشُّروقِ على الغصونْ..
مَن أنتَ؟
هل لي بِضْعُ ساعاتٍ لأعْرِفَ مَن أنا،
وأسيرَ نحو البابِ حتى لا تُبْعْثِرَني الظُنونْ!
مَن أنتَ؟
دعني كي أرى غيري،
وأمسحَ زئبقَ المرآةِ..
قد أبدو كما تبدو الخرافةُ،
أو أكونُ كما الأساطيرِ البليغةِ،
أو أكونُ حكايةً للمهدِ،
أو خيطانَ ثوبٍ،
أو مواويلَ الحصادِ،
وقد أكونُ كما أنا في صورةِ الآباءِ،
أو ألّا أكونْ..
مَن أنتَ؟
وانشطرَ الجوابُ على شفاهِ الضائعِ المسكينِ..
يذكُرُ أنَّهُ قد جاءَ من حَجَرٍ وزَيْتٍ،
ثم ساحَ مَعَ الفَرَاشِ،
وطارَدَتْهُ النَّحلةُ العطشى،
وعادَ مع الرُّعاةِ،
وخفَّ مَعْ إخوانِهِ العشرينَ للأحلامِ،
ناموا كُلُّهم تحتَ الظلالِ،
وكان ليلُ القريةِ البيضاءِ أبيضَ
كالنوايا والصلاةِ،
وحين ثابَ أعادَ للغزلانِ لُعبَتَها،
وخافَ من الرُّماةِ،
كما يخافُ الأرنبُ الفِضّيُّ..
قد شَرِبَ الصخورَ،
ولم يُحَدِّقْ في السفوحِ،
وإنما أخَذَتْهُ أقواسُ الحياةِ،
وكان يحلمُ؛
كيف للعسلِ الشفيفِ بأنْ يُجَلّيَ عَيْنَها
خلفَ الجفونْ!
وغفا قليلاً..
قبل أن تبكي السماءُ على تجاعيدِ الحُفاةِ،
وكان، وهو يَغُذُّ خَطْوَ الضوءِ، يسألُ:
هل سأَلْقَى كهفَ جدّي؟
ثم طارَ على هبوبٍ من سحابٍ أو شجونْ.
مَن أنتَ؟
هذا؛ لا جوابَ ولا سؤالَ!
أنا .. أنا!
مِنْ دُونِ أصباغٍ وسيفٍ،
مَن ينامُ على سريرِ البحرِ
مِنْ أَرْزِ الثُّلوجِ إلى المروجِ ،
ومَن تنامى في المشيمةِ مثلَ تمثالِ القُرنفلِ ..
إنني مَن شقَّ أرضاً لم يَطَأها العابرونَ ،
وأنبتَ الزيتونَ في عاجِ البروجِ ،
وراوغَ النَّوَّارَ في كأسِ الغَنوجِ،
وظلَّ يرقصُ للغزالِ على مزاميرِ الجنونْ ..
فَمَن أنا؟!
إني جناحٌ من جيادِ النارِ ،
مِن ذئبِ السماءِ إذا توهّجّ في الحريقِ ،
ومن جحيمِ الأغنياتِ إذا تصادت في العقيقِ ،
ومِن عماليقِ السواحلِ مَن تحنَّثَ جدُّهم،
قَبْلَ الرسائلِ، للبريقِ،
فجاءَ كُلُّ الأنبياءِ إلى معابدِ عِطْرِهِ قبلَ الكلامِ..
وكانَ جَدّي أوَّلَ الإنشادِ في شَفَةِ الرّخامِ ،
وأولَ الأشجارِ في هذا الطريقِ..
أنا هنا مِن قَبْلِ طوفانِ الحمامةِ،
قبلَ أن تمشي الرعودُ إلى الغمامِ،
وقبل يعقوبَ الضريرِ وقصّةِ الجُبِّ الحَرامِ،
وقبلَ إبراهيمَ والجَدِّ الذبيحِ ..
أنا هنا قبلَ المَسيحِ،
وقبل يوشعَ،
قبل راحابِ التي خانتْ فكانتْ لَعنةً في كُلِّ ريحٍ..
ثم تسألُ: مَن أنا؟!
إني التي كانت شقائقَ في الربيعِ،
وأحْرُفاً للموجِ والليمونِ والشَّفَقِ المُطَرَّزِ في النّجيعِ،
وإنها غدُنا الذي يأتي..
على سَرْجٍ بديعٍ..!
ثمّ تسألُ مَنْ أنا؟!
إني الذي ذَرَأَ الحروفَ،
وقدَّمَ الَّلوْحَ السَّويَّ ..
لكي يكونَ الصَوتَ في هذا السكونْ ..
فمَن أكونْ؟!
إنّي الذي إنْ شاءَ كانَ ..
ومَن يكون..!
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018