• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
» المتوكل طه » سيد العائلة
#1
إلى صديقي سميح القاسم
لماذا تحثّ الخُطى نحو قبرك؟
ما زلتَ في ريعان البراكين..
أقْصِرْ!
فإنّ الذي قد تجرّأ، في رامةِ اللهِ،
لم يتجرّأ، زماناً، عليكْ!
فكيف إذا غبتَ.. آتي سعيداً
وأمشي سريعاً إلى ساعديكْ؟
وكيف سأُنهي النقاشَ الأخيرَ
وكلُّ الشعوب التي هتكوها
أراها تُغنّي على شفتيكْ،
ونارُ الحريق المخيف المُدوّي
يحاول ماءً جرى في يديكْ؟
***
وماذا سأقرأ قبل السلامِ
على سيّدِ الحَرْفِ والعائلة؟
وماذا أقصُّ على إخوتي..
ما رأيتُ!
ولمّا تُعبِّرُ لي رؤيتي الذاهلة..
لقد تركوا لي متاعَ الكلامِ
وراحوا جميعاً إلى الحافلة!
وهذا الذي جاء يبكي عليكَ
تزوّج سِرّاً من القاتِلة،
يقولُ: لعكّا حملتُ الورودَ
وقبَّلتُ أسوارَها الماثلة!
نعم!
قَبّلَ السُورَ فيكَ يهوذا..
وباع النبيَّ إلى القافلة.
***
وكيف تلوم رحيليَ! أقْصِرْ
فقد وصلت أحرُفي الزّاجِلة،
وأتمَمْتُ ما بَلَّغَ الوحيُ فعلاً
وفَرْضَاً تكاملَ بالنافِلة..
وموتي مجازٌ وعمري اعتزازٌ
وما ارتجفتْ أضلعي الناحلة
***
أطلتُ البقاءَ.. وكان لهم
أن يُسكِتوا الطفل في القاطرة
وأن يذبحوا نوستراداموسَ حيّاً
ويرموا بأعظُمهِ الناخرة
وأن يفرموا برتقالي الحزينَ
بسكِّينةِ المذبحِ الفاجِرة
وأن يخلعوا الأرضَ من جذرها
ويلقوا بيافا إلى الهاجرة..
ولكنَّهم خسروا ما أرادوا
وظلَّت لنا القدسُ والناصرة
وغزةُ تصعدُ حدَّ البلوغِ
إلى كشْفِ سِدْرَتِها الساحرة!
وما احتشد القلبُ يوماً وناءَ
وثارت مراجِلهُ الساخرة
إلى أن رأيتُ الخرابَ العميمَ
ببغدادَ والشامِ والساهرة
وكيف شظايا الركامِ الدمارِ
هي الآنَ صورتُنا الخاسرة
***
غداً تلتقي صُحبةَ الشِّعر في
برزخ الرّحلةِ السابلة؛
معينَ ودرويشَ والناصريَّ
وأيامَ غرْفَتِكَ الآهِلة..
ويكفيك أنّكَ لم تتحوَل
ولم تتبدّل..
وأبقيتَ في بيتك الرّاحلة..
***
وما قتلوكَ وما صلبوكَ
وتبقى المواليد والقابلة..
***
وماذا يخبّئُ سقراطُ في الكأس؟
خمراً تعتّقَ أم بعضَ زيتٍ
أم السّمَّ للجُرعةِ العاجلة؟
سنكسرُ بلّورَ نابِ الهلاكِ
ونُعلي بِصحَّةِ شِعركَ راحاً
تحرِّقُ رَشْفَ فَمِ النادِلة..
***
تواضعتَ حتى أتتكَ الطيورُ
وحطّت طويلاً على كتفيكْ.
بسيطاً تجيءُ مع البسطاء
ونعلُ التشاوُفِ في قدميكْ.
وتبكي كطفلٍ أضاعَ الجهاتِ
إذا نَهْنَه الطفلُ في مسمعيكْ.
ونجلسُ في حضرة الليل جَمْعاً
فتحنو الأبوّةُ في راحتيكْ.
وتحكي فتمطر غاباتُ حيفا
دماً يستفيقُ على وجنتيكْ.
وتضحك فيكَ رعودُ الربيع
فيصحو الصباحُ.. ويأتي إليك
ويصحو الصباحُ
ويأتي إليكْ.



التوقيع


ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018

[صورة: Untitled-1.gif][صورة: img?id=230985]
  مشاركة الموضوع


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
الموضوع : الكاتب الردود : المشاهدات : آخر رد
 
  • » المتوكل طه » لوحات
  • _Ammar
  • 0
  • 128 02-06-2024, 01:26 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » الحكواتي ..حضور الغياب
  • _Ammar
  • 0
  • 107 02-06-2024, 01:22 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » حوار بسيط قبل الحرب
  • _Ammar
  • 0
  • 112 02-06-2024, 01:22 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » كان جيماً
  • _Ammar
  • 0
  • 107 02-06-2024, 01:21 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » الماشطة؛ أم الريحان
  • _Ammar
  • 0
  • 111 02-06-2024, 01:20 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » أبجدية الأرض
  • _Ammar
  • 0
  • 129 01-06-2024, 12:36 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » سيدة الياسمين
  • _Ammar
  • 0
  • 150 01-06-2024, 12:35 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » ستخرج عما قريب
  • _Ammar
  • 0
  • 120 01-06-2024, 12:35 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » هذا أنا
  • _Ammar
  • 0
  • 124 01-06-2024, 12:34 PM
    آخر رد: _Ammar
     
  • » المتوكل طه » القدس اسم عاشقة
  • _Ammar
  • 0
  • 151 01-06-2024, 12:30 PM
    آخر رد: _Ammar

    التنقل السريع :


    يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم