06-05-2024, 06:14 PM
ما بين موتٍ وموتٍ يُلتقىْ موتُ
حتى غدا كلّ بيتٍ للبكا بيتُ
في مهبط الشعر والغناء أنصتُّ
فلم يكن لسوى ذاك البكا صوتُ
تخالطَ الصّوتُ في أذْني فأيقنتُ
أنّ الحجارةَ تبكي مثلما البنتُ
أبكي؟ على من؟ ومثلي إن يكن غدُهُ
تهامسوا: ميّتٌ لكنّه البختُ
أبكي؟ على من؟ وكل من أصادفهُ
في الدّربِ خُطّ على جبينه "ميْتُ"
حتى همستُ بأني ربّما كنتُ
في الميّتين ولا أدري متى متُّ
تحيّر الدّمعُ في عيني أمرتحلٌ
أجراه أم ناظرٌ في صفّهِ بتُّ
كان الصّبا والشبابُ كم حسبتهما
حصنين من بطشهِ حتّى تزلزلتُ
بأمّ عيني رأيتُ كيف هدّهُما
في صاحبٍ وأخٍ ومن له ملتُ
فكيف باللهِ أفْلتَ الشبابُ ومن
قبل الصّبا منهُ كيف منهُ أفْلَتُّ
كان الغريبَ فأمسى الجارَ ثمّ غدا
أهلا زياراته ليس لها وقتُ
وصار إن دقّ بابي زائرٌ قلتُ
موتٌ! فما من أخٍ وليس لي أختُ
في موطنٍ لا تسلْ عن الجوار به
ما دام جارُك موتًا جارُه موتُ
حتّى أُحِطْتُ بهِ من كلّ ناحيةٍ
آبى إذا ما أبى وإن يشأْ شئتُ
وصارَ إن جارتِ الدّنيا به لذتُ
حتّى إذا ارتدعتْ عليه أثنيتُ
وبتُّ إن عازني شيءٌ له رحتُ
فالحرُّ هوْ وأنا في النّاسِ ما زلتُ
يجولُ في وطنٍ قد صارَ موطنَهُ
أمّا أنا فمن السّما تنزّلتُ
وليس يعلو على صوتٍ له صوتُ
ولسنا إلّا صدًى من بعده صمتُ
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018