• 1 أصوات - بمعدل 5
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
اتهام الناس بالباطل
#1
ربما تفقد شيئًا من متعلقاتك، فتسارع إلى اتهام غيرك، وربما تخرج هذه الاتهامات في كثير من الأحيان متسرعة، لا تعتمد على أدلة أو شواهد أو براهين، فقط مجرد شكوك، وقد يعيش المرء دهرًا طويلاً وهو يعتقد أن (فلان) سرقه، وربما يموت على هذه الحالة، وهو لا يعلم أن الحقيقة خلاف ذلك تمامًا.
يقول أحدهم إنه ذات مرة فقد فأسه، فاشتبه في جاره أنه قد سرقه منه، فبدأ في مراقبته باهتمام شديد، حتى أنه كان يرى أن (مشيته كانت مشية سارق الفأس)، وأن كلامه كلام سارق الفأس، وأن حركاته توحي بأنه بالفعل هو سارق الفأس.
يروي الرجل أنه ظل تلك الليلة حزينًا ولم يعرف كيف ينام وهو يفكر بهذه الطريقة التي سيواجهه بها غدًا.. فلما غلبه النوم، واستيقظ في الصباح الباكر فوجئ هذا الرجل بوجود فأسه في المنزل، وعلم فيما بعد أن ابنه كان قد وضعه في مكان آخر.. فما كان منه إلا أن عاد لينظر إلى جاره ليجد أن مشيته ليست بمشية سارق على الإطلاق ولا كلامه ولا إشاراته.. فعلم أنه كان هو اللص وليس جاره.
الاتهام دون بينة
الاتهام دون بينة من أجل وأعظم الأمور التي تفسد العلاقات بين الناس، وتخيل لو أن هذا الفأس كان قد أضاعه الابن في مكان ما، لربما كان الرجل خاصم جاره العمر كله، وهو يوقن أنه اللص، فكيف بنا بتنا نبني قراراتها على مجرد أهواء وشكوك.
فكأن هذا الرجل سرق من جاره أمانته وذمته، وسرق من عمره ليلة كاملة أمضاها ساهرًا يفكر كيف يواجهه بالتهمة، رغم أنه بريء كل البراءة منها، وهنا نتذكر جملة قالها أحد الحكماء: «إن الإنسان الملوث داخليا لايستوعب وجود بشر أنقياء»، فلنحذر من اتهام الناس بالباطل، لأن الأمر جلل بالفعل.
لحوم الناس
هذا الرجل الذي يتهم غيره بالباطل كأنه يأكل في لحم أخيه، فقد شبه اللهُ تعالى من يخوض في أعراض الناس بمن يأكل لحم أخيه ميتًا، لتشمئز منه الأبدان وتعافه الأنفس السليمة.
قال تعالى: «وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ» (الحجرات: 12).
وباب أولى أن يتحلى المسلم بهذا الأدب العظيم مع المسلمين، وهو السماحة وحسن الظن، وأن يتجنب إطلاق السوء في فئات معينة من الناس.
يقول الله عز وجل: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ» (الحجرات:11).



التوقيع


[صورة: Social-Media-Lower-Third04-12-ezgif-com-gif-maker.gif]


[صورة: 225981825.png]
  مشاركة الموضوع
#2
يمكن لأي شخص أن يكون ضحية للتشويه والشائعات والطعن في سمعته وإلصاق التهم والصفات السيئة به ،، موضوع جميل بارك الله فيك .



التوقيع


[صورة: p_963hd7x51.gif]
"كلما ارتفع الإنسان تكاثفت حوله الغيوم والمحن."
  مشاركة الموضوع


التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم