04-02-2024, 02:27 PM
التعليم في العادة ما كان تعلُّم القراءة والكتابة يقتصر على الأغنياء والنبلاء من الناس، أما عامة الشعب فقد اقتصر تعليم الفتيات على بعض فنون الخياطة والحياكة والطهو ونحو ذلك من أمهاتهن، وأما الفتيان فقد تعلموا ما كان آباؤهم يتقنونه من الحرف المختلفة؛ فالنجار مثلاً يعلم أبناءه النجارة، والمزارع يعلم ابنه غرس البذار والحرث وغير ذلك من أمور الزراعة، وفئة قليلة ممن تعلموا الكتابة من الأغنياء يمكن أن يكمل تعليمه ليكون معلماً أو طبيباً ونحو ذلك. وقد يختلف ذلك من بلد لآخر؛ ففي بعض البلدان التي عُرف عنها ازدهار مختلف أنواع العلوم لديها في قديم العصور مثل اليونان، كانت بعض الفتيات يتعلمن القراءة والكتابة من أمهاتهن بالإضافة إلى الحياكة والخياطة، وكان الفتيان ميسوري الحال، يذهبون إلى مدارس لتعلم القراءة والكتابة والشعر والموسيقى، بعكس الفتيات اللواتي اقتصر تعليمهن على المنزل. وفي روما القديمة كان يتم تعليم الفتيان والفتيات في المنزل، بتوفير معلم أو عدة معلمين بحسب مقدرة الأهل المادية لتعليم القراءة والكتابة، ثم الحساب والتاريخ والأدب، ولكن أغلب الفتيان ذوي المقدرة المالية المتوسطة كانوا يتعلمون ذلك في مدارس، على عكس الفتيات، ويجدر الإشارة إلى أن الغالبية العظمى من الفقراء والفلاحين كان يسودها الجهل والأمية