٣٩ – ﴿ إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ... ﴾ الآية
أي : إن تباطأتم أيها المؤمنون عن الجهاد ؛ يعذبكم الله عذابا أليما، ويستبدل بكم قوما سواكم لنصرة نبيه، ولن تضروه شيئا من الضرر بسبب تقاعسكم ؛ لأنكم أنتم الفقراء إليه والله هو الغني الحميد.
﴿ ولا تضروه شيئا ﴾.
الضمير يمكن أن يعود إلى الله عز وجل. أي : لا تضروا الله شيئا بتوليكم عن الجهاد وتثاقلكم ؛ فهو القاهر فوق عباده.
وقيل : الضمير للرسول أي : ولا تضروه ؛ لأن الله وعده أن يعصمه من الناس، وأن ينصره، ﴿ ولن يخلف الله وعده ﴾. ( الحج : ٤٧ ).
﴿ والله على كل شيء قدير ﴾.
فهو سبحانه قادر على الانتصار من الأعداء بدونكم وقد وعد رسوله بالنصر، وإظهار دينه، فإن لم يكن هذا الإظهار بأيديكم، فلا بد أن يكون بأيدي غيركم ؛ وهو سبحانه فعال لما يريد.
وقد اشتملت هذه الآية والآية التي قبلها على أقوى الأساليب التي ترغب في الجهاد، وترهب من النكوص عنه، وتبعث على الطاعة لله ورسوله.
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018