المفردات :
وعشيرتكم : أي : أقربائكم، من العشرة وهي الصحبة.
فتربصوا : فانتظروا.
لا يهدي القوم الفاسقين : أي : لا يعينهم على الهدى ؛ لخروجهم عن طاعة الله بموالاة أعدائه.
التفسير :
٢٤ – ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ... ﴾ الآية.
أي : إن كنتم تفضلون هذه الأنواع الثمانية، على محبة الله ورسوله أي : طاعتهما والجهاد في سبيل الله.
﴿ فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ﴾. فانتظروا حتى يأتي الله بما يأمر به من عقوبة عاجلة أو آجلة لكم، والجملة الكريمة قصد بها : التهديد والوعيد.
﴿ والله لا يهدي القوم الفاسقين ﴾. تذييل قصد به. تأكيد التهديد السابق، و الله تعالى لا يوفق القوم الخارجين عن حدود دينه وشريعته إلى ما فيه مثوبته ورضاه.
جاء في تفسير الكشاف : وعن الحسن : هي عقوبة عاجلة أو آجلة، وهذه الأشياء شديدة لا نرى أشد منها، كأنها تنعى على أناس ما هم فيه من رخاوة عقد الدين، واضطراب حبل اليقين. اه.
ويمكن تصنيف الأنواع الثمانية الواردة في الآية بأربعة :
١ – مخالطة الأقارب وذلك يشمل الآباء والأبناء والإخوان والأزواج، ثم بقية العشيرة.
٢ – الميل إلى إمساك الأموال المكتسبة.
٣ – الرغبة في تحصيل الأموال بالتجارة.
٤ – الرغبة في البناء والدور المخصصة للسكنى، وقد بين الله تعالى أن رعاية الدين خير من رعاية هذه الأمور.
ونلاحظ أن محبة هذه الأشياء الثمانية لها شديد ارتباط بالإنسان ومجتمعه ؛ فمحبة الأب والابن والإخوة والزوجة والعشيرة فطرة إنسانية ؛ وحب المال، والتجارة الرابحة، والمسكن المريح، طبيعة نفسية ؛ فهي وسائل التملك والتفاخر والتظاهر وبالرغم من مظاهر الحب وحقائقه لهذه الأنواع الثمانية ؛ أمر الله بإيثار حبه وطاعته، والجهاد في سبيله على هذه الأشياء.
فالله سبحانه وتعالى مصدر النعم، وملجأ لدفع الكروب والمحن، قال تعالى :﴿ والذين آمنوا أشد حبا لله ﴾( البقرة : ١٦٥ ).
الآداب والأحكام
أخذ العلماء من هاتين الآيتين الآداب والأحكام الآتية :-
١ – لا يتم إيمان المؤمن، إلا إذا كانت محبته لله ورسوله مقدمة على كل محبوب. فقد ثبت في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " ٣٢.
وروى أحمد والبخاري : عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال عمر : والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه "، فقال فعمر : فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الآن يا عمر " ٣٣.
٢ – قال المفسرون : هاتان الآيتان في بيان حال من ترك الهجرة وآثر البقاء مع الأهل والمال.
٣ – الإحسان إلى الوالدين والأقارب وتقديم الهدايا لهم – مع كفرهم – لا يتعارض مع ولاية الله ورسوله بدليل ما أخرجه البخاري : قالت أسماء : يا رسول الله، إن أمي قدمت على راغبة وهي مشركة أفأصلها ؟ قال : نعم : " صلي أمك " ٣٤.
٤ – قال بعض العلماء : وليس المطلوب من قوله تعالى :﴿ قل إن كان آباؤكم... ﴾إلخ، أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد، والمال والعمل والمتاع واللذة، ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة، كلا، إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب، ويخلص لها الحب، وأن تكون هي المسيطرة الحاكمة، وهي المحركة الدافعة، فإذا تم لها هذا ؛ فلا حرج عندئذ أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة ؛ على أن يكون مستعدا لنبذها كلها، في اللحظة التي تتعارض مع مطالب العقيدة.
ومفرق الطريق هو أن تسيطر العقيدة، أو يسيطر المتاع، وأن تكون الكلمة الأولى للعقيدة أو لعرض من أعراض هذه الحياة ؟ فإذا اطمأن المسلم إلى أن قلبه خالص لعقيدته ؛ فلا عليه بعد هذا أن يستمتع بالأبناء والإخوة والعشيرة والزوج. ولا عليه أن يتخذ الأموال والمتاجر والمساكن، ولا عليه أن يستمتع بزينة الله والطيبات من الرزق، في غير سرف ولا مخيلة.
بل إن المتاع حينئذ لمستحب، باعتباره لونا من ألوان الشكر لله، الذي أنعم بها ؛ ليتمتع بها عباده، وهم يذكرون : أنه الرازق المنعم الوهاب٣٥.
وعشيرتكم : أي : أقربائكم، من العشرة وهي الصحبة.
فتربصوا : فانتظروا.
لا يهدي القوم الفاسقين : أي : لا يعينهم على الهدى ؛ لخروجهم عن طاعة الله بموالاة أعدائه.
التفسير :
٢٤ – ﴿ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ... ﴾ الآية.
أي : إن كنتم تفضلون هذه الأنواع الثمانية، على محبة الله ورسوله أي : طاعتهما والجهاد في سبيل الله.
﴿ فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ﴾. فانتظروا حتى يأتي الله بما يأمر به من عقوبة عاجلة أو آجلة لكم، والجملة الكريمة قصد بها : التهديد والوعيد.
﴿ والله لا يهدي القوم الفاسقين ﴾. تذييل قصد به. تأكيد التهديد السابق، و الله تعالى لا يوفق القوم الخارجين عن حدود دينه وشريعته إلى ما فيه مثوبته ورضاه.
جاء في تفسير الكشاف : وعن الحسن : هي عقوبة عاجلة أو آجلة، وهذه الأشياء شديدة لا نرى أشد منها، كأنها تنعى على أناس ما هم فيه من رخاوة عقد الدين، واضطراب حبل اليقين. اه.
ويمكن تصنيف الأنواع الثمانية الواردة في الآية بأربعة :
١ – مخالطة الأقارب وذلك يشمل الآباء والأبناء والإخوان والأزواج، ثم بقية العشيرة.
٢ – الميل إلى إمساك الأموال المكتسبة.
٣ – الرغبة في تحصيل الأموال بالتجارة.
٤ – الرغبة في البناء والدور المخصصة للسكنى، وقد بين الله تعالى أن رعاية الدين خير من رعاية هذه الأمور.
ونلاحظ أن محبة هذه الأشياء الثمانية لها شديد ارتباط بالإنسان ومجتمعه ؛ فمحبة الأب والابن والإخوة والزوجة والعشيرة فطرة إنسانية ؛ وحب المال، والتجارة الرابحة، والمسكن المريح، طبيعة نفسية ؛ فهي وسائل التملك والتفاخر والتظاهر وبالرغم من مظاهر الحب وحقائقه لهذه الأنواع الثمانية ؛ أمر الله بإيثار حبه وطاعته، والجهاد في سبيله على هذه الأشياء.
فالله سبحانه وتعالى مصدر النعم، وملجأ لدفع الكروب والمحن، قال تعالى :﴿ والذين آمنوا أشد حبا لله ﴾( البقرة : ١٦٥ ).
الآداب والأحكام
أخذ العلماء من هاتين الآيتين الآداب والأحكام الآتية :-
١ – لا يتم إيمان المؤمن، إلا إذا كانت محبته لله ورسوله مقدمة على كل محبوب. فقد ثبت في الصحيح : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين " ٣٢.
وروى أحمد والبخاري : عن عبد الله بن هشام قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب فقال عمر : والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه "، فقال فعمر : فأنت الآن والله أحب إلي من نفسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الآن يا عمر " ٣٣.
٢ – قال المفسرون : هاتان الآيتان في بيان حال من ترك الهجرة وآثر البقاء مع الأهل والمال.
٣ – الإحسان إلى الوالدين والأقارب وتقديم الهدايا لهم – مع كفرهم – لا يتعارض مع ولاية الله ورسوله بدليل ما أخرجه البخاري : قالت أسماء : يا رسول الله، إن أمي قدمت على راغبة وهي مشركة أفأصلها ؟ قال : نعم : " صلي أمك " ٣٤.
٤ – قال بعض العلماء : وليس المطلوب من قوله تعالى :﴿ قل إن كان آباؤكم... ﴾إلخ، أن ينقطع المسلم عن الأهل والعشيرة والزوج والولد، والمال والعمل والمتاع واللذة، ولا أن يترهبن ويزهد في طيبات الحياة، كلا، إنما تريد هذه العقيدة أن يخلص لها القلب، ويخلص لها الحب، وأن تكون هي المسيطرة الحاكمة، وهي المحركة الدافعة، فإذا تم لها هذا ؛ فلا حرج عندئذ أن يستمتع المسلم بكل طيبات الحياة ؛ على أن يكون مستعدا لنبذها كلها، في اللحظة التي تتعارض مع مطالب العقيدة.
ومفرق الطريق هو أن تسيطر العقيدة، أو يسيطر المتاع، وأن تكون الكلمة الأولى للعقيدة أو لعرض من أعراض هذه الحياة ؟ فإذا اطمأن المسلم إلى أن قلبه خالص لعقيدته ؛ فلا عليه بعد هذا أن يستمتع بالأبناء والإخوة والعشيرة والزوج. ولا عليه أن يتخذ الأموال والمتاجر والمساكن، ولا عليه أن يستمتع بزينة الله والطيبات من الرزق، في غير سرف ولا مخيلة.
بل إن المتاع حينئذ لمستحب، باعتباره لونا من ألوان الشكر لله، الذي أنعم بها ؛ ليتمتع بها عباده، وهم يذكرون : أنه الرازق المنعم الوهاب٣٥.
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018