جوارديولا ضد مورينيو.. من صراع الأفضلية إلى القطب الأوحد

[Bskowet]

شهدت السنوات الماضية صراعا محتدما بين الثنائي بيب جوارديولا وجوزيه مورينيو على الصعيد التدريبي بعدما وُضعا لفترة طويلة على رأس قائمة صفوة المدربين في عالم كرة القدم.

وبدأ الصراع منذ عام 2008، الذي شهد بداية مسيرة جوارديولا على المستوى الاحترافي مع برشلونة، بينما كان مورينيو في بداية رحلة جديدة مع إنتر ميلان بعد فترة من التوقف.

اشتدت المنافسة بين ثنائي التدريب بمجرد تعاقد ريال مدريد مع مورينيو عام 2010، ليبدأ صداما مباشرا باستمرار مع المدرب الإسباني، الذي كان قد سطر تاريخيا خلال فترة وجيزة بملعب كامب نو.

[b]الأفضل في العالم[/b]

تباينت الآراء حول هوية الأفضل بين مورينيو وجوارديولا حتى عام 2018 على الأقل، لا سيما بعدما حقق كل منهما نجاحات استثنائية مع الأندية التي عملا بها.

ورجحت كفة جوارديولا في مواجهاته المباشرة مع مورينيو بعدما حقق الفوز في 11 مباراة مقابل 7 انتصارات للبرتغالي، فيما حسم التعادل 7 صدامات أخرى، أحدها انتهى بركلات الترجيح لصالح بيب.

لكن ذلك لم يحسم الأفضلية بينهما في نظر كثيرين حتى استمر أحدهما في توهجه ونجاحاته، فيما انهار الآخر تدريجيا حتى ابتعد تماما عن تصنيفات المدربين الأفضل في أوروبا بآخر 5 سنوات على الأقل.

[b]انهيار مورينيو.. وتوهج جوارديولا[/b]

بعد تولي مورينيو تدريب مانشستر يونايتد في 2016، استطاع قيادة الفريق لقنص بعض الألقاب في موسمه الأول حتى بدأت الأمور تنقلب رأسا على عقب بكثرة المشاكل مع اللاعبين.

وبدا مورينيو غير قادر على التعامل مع بول بوجبا وبعض رفاقه في اليونايتد، فضلا عن خروجه أمام وسائل الإعلام بتصريحات ينتقد فيها لاعبين بعينهم داخل الفريق، مثل لوك شو.

تلك الصدامات مهدت لاحقا لانهيار الفريق وتراجع نتائجه على كافة الأصعدة حتى أقيل بعد عامين، لتبدأ رحلة الانحدار في مسيرة الاستثنائي.

وبعدما كانت العروض تتهافت على مورينيو من عمالقة القارة العجوز، انتهى المطاف به في توتنهام هوتسبير، الغائب دائما عن منصات التتويج في السنوات الأخيرة.

وسرعان ما عاش مورينيو سيناريو مشابها قليلا من ناحية النتائج لما حدث معه في ملعب أولد ترافورد، ليتعرض للإقالة مجددا.

وتأكد خفوت بريق مورينيو بتلقيه عرضا من روما، وافق عليه في النهاية، بدلا من العودة للدوري الإيطالي من بواية الأندية الكبرى، أمثال يوفنتوس، الإنتر وميلان.

ورغم نجاحه في قيادة الجيالوروسي لقنص لقب دوري المؤتمر الأوروبي واقترابه من لقب اليوروبا ليج قبل الخسارة في النهائي أمام إشبيلية، إلا أن الرحلة محليا لم تكن مثالية، ليتعرض للإقالة مطلع عام 2024.

وبينما عاش مورينيو كل هذه التقلبات والانحدارات في مسيرته، واصل غريمه جوارديولا سطوعه وإثبات أفضليته أمام الجميع يوما تلو آخر، مع كثرة تتويجات مانشستر سيتي في عهده.

وبينما كان جوارديولا يحمل جائزة الأفضل من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عائدا إلى مانشستر هذا الأسبوع، وجد مورينيو نفسه خارج ملعب الأولمبيكو بإقالة اعتاد عليها في مسيرته.

كل هذه الأمور صبت في صالح جوارديولا بعد صراع طويل مع البرتغالي، انتهى على ما يبدو لصالح المدرب الإسباني، خاصة بعد جمود أفكار مورينيو وسقوط هيبته في عالم الساحرة المستديرة.