ولما يعلم الله : لما : حرف يفيد نفي وقوع الفعل إلى زمن المتكلم مع توقع و قوعه في المستقبل، والمراد أنه إلى الآن لم يتحقق وقوع الجهاد منكم ؛ لعدم حصوله وقت نزول الآية، ولكنه ينتظر وقوعه وفق ما في علم الله.
وليجة : الوليجة : الصديق الذي تطلعه على سرك وخفايا أمرك من الولوج وهو الدخول، ويطلق عليه : لفظ بطانة أيضا ؛ لأنك تباطنه بأسرارك.
التفسير :
١٦- ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ منكم... ﴾ الآية.
هذه الآية مرتبطة بما قبلها، والمعنى فيما سبق : ألا تقاتلون أولئك المشركين الذين نقضوا العهود واعتدوا عليكم، وهموا بإخراج الرسول... إلى آخر ما ذكر، وهنا يبين بعض الحكم التي من أجلها شرع الجهاد.
ومعنى الآية :
أم حسبتم أيها المؤمنون أن تتركوا وشأنكم مهملين، بغير اختبار بأمور يظهر فيها أهل العزم الصادق من الكاذب، من طريق الجهاد الذي يتبين فيه المخلصون، المجاهدون بالنفس والمال، والذين لم يتخذوا بطانة من الكفار أولياء، يسرون إليهم بأحوال المسلمين وأمورهم وأسرارهم. بل هم في الظاهر والباطن على النصح لله ولرسوله، متميزين عن المنافقين الذين يطلعون الولائج على أسرار الأمة وسياستها، وقد اكتفى بأحد القسمين عن الآخر ؛ للعلم به ضمنا.
قال الجصاص : قوله :﴿ ولم يتخذوا... وليجة ﴾ يقتضي لزوم اتباع المؤمنين، وترك العدول عنهم، كما يلزم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على لزوم حجة الإجماع، وهو كقوله : ومن يشاقق الرسول... ( النساء : ١١٥ ).
وقال ابن جرير : وليجة أي : بطانة ومداخلة من الولوج في الشيء أي : الدخول فيه.
وإنما عنى بها في هذا الموضع : البطانة من المشركين، نهى الله أن يتخذوا من عدوهم من المشركين أولياء، يفشون إليهم أسرارهم.
﴿ والله خبير بما تعملون ﴾ أي : أن علمه شامل لجميع أعمالكم فيجازيكم عليها ؛ فهو سبحانه مطلع على كل شيء، محيط به علما، ونظير الآية في الاختبار قوله تعالى :﴿ الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾. ( العنكبوت : ١ - ٣ ).
وقال عز شأنه :
﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ﴾. ( آل عمران : ١٤٢ ).
ونظير الآية في النهي عن اتخاذ الوليجة أو البطانة قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ﴾. ( آل عمران : ١١٧ ).
والخلاصة : أن الله تعالى لما شرع لعباده الجهاد، بين حكمته، وهي اختبار عبيده، ومن يطيعه ممن يعصيه، وهو سبحانه قبل ذلك وبعده العالم بما كان، وما يكون وما لم يكن، ويتبين من الآية أن الله تعالى عالم بالنيات والأغراض، مطلع عليها، لا تخفي عليه خافية ؛ فعلى الإنسان التركيز على أمر النية، وجعلها خالصة لوجه الله.
وليجة : الوليجة : الصديق الذي تطلعه على سرك وخفايا أمرك من الولوج وهو الدخول، ويطلق عليه : لفظ بطانة أيضا ؛ لأنك تباطنه بأسرارك.
التفسير :
١٦- ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُواْ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ منكم... ﴾ الآية.
هذه الآية مرتبطة بما قبلها، والمعنى فيما سبق : ألا تقاتلون أولئك المشركين الذين نقضوا العهود واعتدوا عليكم، وهموا بإخراج الرسول... إلى آخر ما ذكر، وهنا يبين بعض الحكم التي من أجلها شرع الجهاد.
ومعنى الآية :
أم حسبتم أيها المؤمنون أن تتركوا وشأنكم مهملين، بغير اختبار بأمور يظهر فيها أهل العزم الصادق من الكاذب، من طريق الجهاد الذي يتبين فيه المخلصون، المجاهدون بالنفس والمال، والذين لم يتخذوا بطانة من الكفار أولياء، يسرون إليهم بأحوال المسلمين وأمورهم وأسرارهم. بل هم في الظاهر والباطن على النصح لله ولرسوله، متميزين عن المنافقين الذين يطلعون الولائج على أسرار الأمة وسياستها، وقد اكتفى بأحد القسمين عن الآخر ؛ للعلم به ضمنا.
قال الجصاص : قوله :﴿ ولم يتخذوا... وليجة ﴾ يقتضي لزوم اتباع المؤمنين، وترك العدول عنهم، كما يلزم اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.
وفيه دليل على لزوم حجة الإجماع، وهو كقوله : ومن يشاقق الرسول... ( النساء : ١١٥ ).
وقال ابن جرير : وليجة أي : بطانة ومداخلة من الولوج في الشيء أي : الدخول فيه.
وإنما عنى بها في هذا الموضع : البطانة من المشركين، نهى الله أن يتخذوا من عدوهم من المشركين أولياء، يفشون إليهم أسرارهم.
﴿ والله خبير بما تعملون ﴾ أي : أن علمه شامل لجميع أعمالكم فيجازيكم عليها ؛ فهو سبحانه مطلع على كل شيء، محيط به علما، ونظير الآية في الاختبار قوله تعالى :﴿ الم * أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون * ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين ﴾. ( العنكبوت : ١ - ٣ ).
وقال عز شأنه :
﴿ أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ﴾. ( آل عمران : ١٤٢ ).
ونظير الآية في النهي عن اتخاذ الوليجة أو البطانة قوله تعالى :﴿ يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ﴾. ( آل عمران : ١١٧ ).
والخلاصة : أن الله تعالى لما شرع لعباده الجهاد، بين حكمته، وهي اختبار عبيده، ومن يطيعه ممن يعصيه، وهو سبحانه قبل ذلك وبعده العالم بما كان، وما يكون وما لم يكن، ويتبين من الآية أن الله تعالى عالم بالنيات والأغراض، مطلع عليها، لا تخفي عليه خافية ؛ فعلى الإنسان التركيز على أمر النية، وجعلها خالصة لوجه الله.
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018