08-01-2024, 11:10 AM
نازلاً كنت: على سلم أحزان الهزيمة
نازلاً .. يمتصني موت بطيء
صارخاً في وجه أحزاني القديمة :
أحرقيني! أحرقيني .. لأضيء
لم أكن وحدي،
ووحدي كنتُ، في العتمة وحدي
راكعاً .. أبكي، أصلّي، أتطهر
جبهتي قطعة شمع فوق زندي
وفمي .. ناي مكسّر ..
كان صدري ردهة،
كانت ملايين مئه
سُجَّداً في ردهتي ..
كانت عيوناً مطفأه
واستوى المارق والقدّيس
في الجرح الجديد
واستوى المارق والقدّيس
في العار الجديد
واستوى المارق والقدّيس
يا أرض .. فميدي
واغفري لي ، نازلاً يمتصّني الموت البطيء
واغفري لي صرختي للنار في ذُلِّ سجودي :
أحرقيني .. أحرقيني لأضيء
نازلاً كنتُ،
وكان الحزنُ مرساتي الوحيدة
يوم ناديتُ من الشطِّ البعيد
يوم ضمّدتُ جبيني بقصيدة
عن مزاميري وأسواق العبيد
من تكونين؟
أأختاً نسيتها
ليلة الهجرة أمي، في السرير
ثم باعوها لريح، حملتها
عبر باب الليل .. للمنفى الكبير؟
من تكونين؟
أجيبيني .. أجيبي
أي أخت، بين آلاف السبايا
عرفت وجهي، ونادت : يا حبيبي !
فتلقّتها يدايا؟
أغمضي عينيك من عار الهزيمة
أغمضي عينيك .. وابكي ، واحضنيني
ودعيني أشرب الدمع .. دعيني
يبست حنجرتي ريح الهزيمة
وكأنا منذ عشرين التقينا
وكأنا ما افترقنا
وكأنا ما احترقنا
شبك الحب يديه بيدينا ..
وتحدّثنا عن الغربة والسجن الكبير
عن أغانينا لفجر في الزمن
وانحسار الليل عن وجه الوطن
وتحدثنا عن الكوخ الصغير
بين احراج الجبل ..
وستأتين بطفلة
ونسميها "طلل"
وستأتيني بدوريّ وفلّة
وبديوان غزل
قلت لي – أذكر –
من أي قرار
صوتك المشحون حزناً وغضب
قلت يا حبّي ، من زحف التتار
وانكسارات العرب
قلت لي : في أي أرض حجريّة
بذرتك الريح من عشرين عام
قلت : في ظلّ دواليك السبيّة
وعلى أنقاض أبراج الحمام !
قلت : في صوتك نار وثنيّة
قلت : حتى تلد الريح الغمام
جعلوا جرحي دواة ، ولذا
فأنا أكتب شعري بشظيّة
وأغني للسلام
وبكينا
مثل طفلين غريبين ، بكينا
الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص، يبكي ..
والحمام الزاجل العائد في الأقفاص، يبكي..
ارفعي عينيك !
أحزان الهزيمة
غيمه تنثرها هبّة ريح
ارفعي عينيك، فالأم الرحيمة
لم تزل تنجب، والأفق فسيح
ارفعي عينيك،
من عشرين عام
وأنا أرسم عينيك، على جدران سجني
وإذا حال الظلام
بين عينيّ وعينيك،
على جدران سجني
يتراءى وجهك المعبود
في وهمي،
فأبكي .. وأغني
نحن يا غاليتي من واديين
كل واد يتبنّاه شبح
فتعالي .. لنحيل الشبحين
غيمة يشربها قوس قزح
وسآتيك بطفلة
ونسميها "طلل"
وسآتيك بدوريّ وفلّة
وبديوان غزل
قصائد : سميح القاسم
نازلاً .. يمتصني موت بطيء
صارخاً في وجه أحزاني القديمة :
أحرقيني! أحرقيني .. لأضيء
لم أكن وحدي،
ووحدي كنتُ، في العتمة وحدي
راكعاً .. أبكي، أصلّي، أتطهر
جبهتي قطعة شمع فوق زندي
وفمي .. ناي مكسّر ..
كان صدري ردهة،
كانت ملايين مئه
سُجَّداً في ردهتي ..
كانت عيوناً مطفأه
واستوى المارق والقدّيس
في الجرح الجديد
واستوى المارق والقدّيس
في العار الجديد
واستوى المارق والقدّيس
يا أرض .. فميدي
واغفري لي ، نازلاً يمتصّني الموت البطيء
واغفري لي صرختي للنار في ذُلِّ سجودي :
أحرقيني .. أحرقيني لأضيء
نازلاً كنتُ،
وكان الحزنُ مرساتي الوحيدة
يوم ناديتُ من الشطِّ البعيد
يوم ضمّدتُ جبيني بقصيدة
عن مزاميري وأسواق العبيد
من تكونين؟
أأختاً نسيتها
ليلة الهجرة أمي، في السرير
ثم باعوها لريح، حملتها
عبر باب الليل .. للمنفى الكبير؟
من تكونين؟
أجيبيني .. أجيبي
أي أخت، بين آلاف السبايا
عرفت وجهي، ونادت : يا حبيبي !
فتلقّتها يدايا؟
أغمضي عينيك من عار الهزيمة
أغمضي عينيك .. وابكي ، واحضنيني
ودعيني أشرب الدمع .. دعيني
يبست حنجرتي ريح الهزيمة
وكأنا منذ عشرين التقينا
وكأنا ما افترقنا
وكأنا ما احترقنا
شبك الحب يديه بيدينا ..
وتحدّثنا عن الغربة والسجن الكبير
عن أغانينا لفجر في الزمن
وانحسار الليل عن وجه الوطن
وتحدثنا عن الكوخ الصغير
بين احراج الجبل ..
وستأتين بطفلة
ونسميها "طلل"
وستأتيني بدوريّ وفلّة
وبديوان غزل
قلت لي – أذكر –
من أي قرار
صوتك المشحون حزناً وغضب
قلت يا حبّي ، من زحف التتار
وانكسارات العرب
قلت لي : في أي أرض حجريّة
بذرتك الريح من عشرين عام
قلت : في ظلّ دواليك السبيّة
وعلى أنقاض أبراج الحمام !
قلت : في صوتك نار وثنيّة
قلت : حتى تلد الريح الغمام
جعلوا جرحي دواة ، ولذا
فأنا أكتب شعري بشظيّة
وأغني للسلام
وبكينا
مثل طفلين غريبين ، بكينا
الحمام الزاجل الناطر في الأقفاص، يبكي ..
والحمام الزاجل العائد في الأقفاص، يبكي..
ارفعي عينيك !
أحزان الهزيمة
غيمه تنثرها هبّة ريح
ارفعي عينيك، فالأم الرحيمة
لم تزل تنجب، والأفق فسيح
ارفعي عينيك،
من عشرين عام
وأنا أرسم عينيك، على جدران سجني
وإذا حال الظلام
بين عينيّ وعينيك،
على جدران سجني
يتراءى وجهك المعبود
في وهمي،
فأبكي .. وأغني
نحن يا غاليتي من واديين
كل واد يتبنّاه شبح
فتعالي .. لنحيل الشبحين
غيمة يشربها قوس قزح
وسآتيك بطفلة
ونسميها "طلل"
وسآتيك بدوريّ وفلّة
وبديوان غزل
قصائد : سميح القاسم
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018