﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ( ٢٠ ) يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُم بِرَحْمَةٍ مِّنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَّهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُّقِيمٌ ( ٢١ ) خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ( ٢٢ ) ﴾
المفردات :
وهاجروا : تركوا مكة إلى المدينة ؛ خوفا على دينهم وأمنا على أنفسهم من أذى المشركين.
التفسير :
٢٠ – ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ... ﴾ الآية.
أي : أن المؤمنين بالله ورسوله، المهاجرين من مكة إلى المدينة، المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ولإعلاء كلمة الله، هم أعظم درجة، وأرفع مقاما ومكانة من القائمين بأعمال أخرى كالسقاية والعمارة.
﴿ وأولئك هم الفائزون ﴾.
أي : وأولئك المنعوتون بهذه الصفات، هم الفائزون بفضل الله وكرامته ومثوبته.
من تفسير الفخر الرازي
قال الفخر الرازي : فإن قيل : لما أخبرتم أن هذه الصفات كانت بين المسلمين والكافرين، كما في بعض روايات أسباب النزول، فكيف قال في وصفهم أعظم درجة ؛ مع أنه ليس للكفار درجة ؟
قلنا : الجواب عنه من وجوه :
الأول : أن هذا ورد على حساب ما كانوا يقدرون لأنفسهم من الدرجة والفضيلة عند الله، ونظيره قوله سبحانه :{ ءالله خير أما يشركون ( النمل : ٥٩ ).
الثاني : أن يكون المراد : أولئك أعظم درجة من كل من لم يكن موصوفا بهذه الصفات ؛ تنبيها على أنهم لما كانوا أفضل من المؤمنين الذين ما كانوا موصوفين بهذه الصفات فبأن لا يقاسوا إلى الكفار أولى.
الثالث : أن يكون المراد : أن المؤمن المجاهد أفضل ممن على السقاية والعمارة، والمراد منه : ترجيح تلك الأعمال. ولا شك أن السقاية والعمارة من أعمال الخير، وإنما بطل ثوابها في حق الكفار ؛ بسبب كفرهم.
في ختام الآيات ١٩ – ٢٢
دلت الآيات على أن الجهاد مع الإيمان أفضل الأعمال ؛ لأنه بذل للنفس أو المال، بقصد إعلاء كلمة الله.
ومراتب فضل المجاهدين كثيرة، فهم أعظم درجة عند الله من كل ذي درجة، فلهم المزية والمرتبة العليا، وهم الفائزون الظافرون الناجون، وهم الذين يبشرهم ربهم ويعلمهم في الدنيا بما لهم في الآخرة من النعيم المقيم، وهم الخالدون إلى الأبد، وإلى ما شاء الله في جنات الخلد، ولهم ثواب عظيم أعده لهم في دار كرامته.
المفردات :
وهاجروا : تركوا مكة إلى المدينة ؛ خوفا على دينهم وأمنا على أنفسهم من أذى المشركين.
التفسير :
٢٠ – ﴿ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ... ﴾ الآية.
أي : أن المؤمنين بالله ورسوله، المهاجرين من مكة إلى المدينة، المجاهدين في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم ولإعلاء كلمة الله، هم أعظم درجة، وأرفع مقاما ومكانة من القائمين بأعمال أخرى كالسقاية والعمارة.
﴿ وأولئك هم الفائزون ﴾.
أي : وأولئك المنعوتون بهذه الصفات، هم الفائزون بفضل الله وكرامته ومثوبته.
من تفسير الفخر الرازي
قال الفخر الرازي : فإن قيل : لما أخبرتم أن هذه الصفات كانت بين المسلمين والكافرين، كما في بعض روايات أسباب النزول، فكيف قال في وصفهم أعظم درجة ؛ مع أنه ليس للكفار درجة ؟
قلنا : الجواب عنه من وجوه :
الأول : أن هذا ورد على حساب ما كانوا يقدرون لأنفسهم من الدرجة والفضيلة عند الله، ونظيره قوله سبحانه :{ ءالله خير أما يشركون ( النمل : ٥٩ ).
الثاني : أن يكون المراد : أولئك أعظم درجة من كل من لم يكن موصوفا بهذه الصفات ؛ تنبيها على أنهم لما كانوا أفضل من المؤمنين الذين ما كانوا موصوفين بهذه الصفات فبأن لا يقاسوا إلى الكفار أولى.
الثالث : أن يكون المراد : أن المؤمن المجاهد أفضل ممن على السقاية والعمارة، والمراد منه : ترجيح تلك الأعمال. ولا شك أن السقاية والعمارة من أعمال الخير، وإنما بطل ثوابها في حق الكفار ؛ بسبب كفرهم.
في ختام الآيات ١٩ – ٢٢
دلت الآيات على أن الجهاد مع الإيمان أفضل الأعمال ؛ لأنه بذل للنفس أو المال، بقصد إعلاء كلمة الله.
ومراتب فضل المجاهدين كثيرة، فهم أعظم درجة عند الله من كل ذي درجة، فلهم المزية والمرتبة العليا، وهم الفائزون الظافرون الناجون، وهم الذين يبشرهم ربهم ويعلمهم في الدنيا بما لهم في الآخرة من النعيم المقيم، وهم الخالدون إلى الأبد، وإلى ما شاء الله في جنات الخلد، ولهم ثواب عظيم أعده لهم في دار كرامته.
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018