• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
النسطورية
#1
يُنسب إلى «نسطوريوس» المعتقد الديني المسيحي الرافض لعقيدة مجمع أفسس المعقود سنة 431م. يُعرّف أنصار كيرلس الأول -بابا الإسكندرية وخصم نسطوريوس- النسطورية بأنها العقيدة التي تؤمن بأن يسوع المسيح مكون من جوهرين يعبر عنهما بالطبيعتين وهما: جوهر إلهي وهو الكلمة، وجوهر إنساني أو بشري وهو يسوع، وبحسب النسطورية لا يوجد اتحاد بين الطبيعتين البشرية والإلهية في شخص يسوع المسيح، بل هناك مجرد صلةٍ بين الإنسان والألوهية، وبناءً عليه لا يجوز إطلاق لقب «والدة الإله» على السيدة مريم العذراء استناداً للنسطورية، فهي لم تلد إلهاً بل إنساناً فقط حلّت عليه «كلمة الله» أثناء العماد وفارقته عند الصلب، وبذلك يكون هذا المذهب مخالفاً للمسيحية التقليدية القائلة بوجود أقنوم الكلمة المتجسد الواحد ذي الطبيعتين الإلهية والبشرية.

سُمّيت هذه العقيدة باسم نسطور بطريرك القسطنطينية الذي فضّل استعمال عبارة كريستوطوقس (والدة المسيح) بدلاً من الثيوطوقس (والدة الله) في وصف مريم العذراء. أدى موقف نسطور هذا إلى نشوب خلاف عقائدي بينه وبين كيرلس بطريرك الإسكندرية وصل في نهاية الأمر إلى حرمانه ومنع تعاليم مدرسة الرها المقربة منه. غير أن نسطور نفى في كتابه بازار هيراقليدس الذي كتبه في منفاه بمصر أن يكون قد دعا إلى فصل الطبيعتين. يرى معظم لاهوتيي القرن العشرين أن نسطور نفسه لم يكن نسطورياً بحسب التعريف التقليدي للمصطلح.

أدى إغلاق مدرسة الرها إلى نزوح معلميها وطلابها الذين تعاطفوا مع نسطور إلى مدرسة نصيبين الواقعة ضمن الإمبراطورية الساسانية وأحد معاقل كنيسة المشرق الرئيسية. ونتيجةً لتأثيرهم لم تعترف كنيسة المشرق بمجمع إفسس ما أدى إلى وصفها بالنسطورية. يتفق اللاهوتيون في أن وصف كنيسة المشرق بالنسطورية غير دقيق من الناحيتين العقائدية والتاريخية. كذلك نُعت أتباع مجمع خلقيدونية الذي حاول حل الخلاف النسطوري ب«النساطرة» من قبل الأرثوذكس المشارقة وخاصةً في الفترة التي سبقت وصول جستينيان الأول لسدة الحكم في الإمبراطورية البيزنطية.



  مشاركة الموضوع


الردود في هذا الموضوع
النسطورية - بواسطة Bskowet - 20-08-2023, 10:33 PM

التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 5 ) ضيف كريم