17-08-2023, 09:01 AM
في الاستعمال الشائع تدل الهيروغليفية المصرية على نظام الكتابة الذي استعمل في مصر القديمة لتسجيل اللغة المصرية والقيام بعمليات الجمع والطرح والحساب. أقدم ما وصلنا مكتوبا بالهيروغليفية مخطوط رسمي ما بين عامي 4000 قبل الميلاد و3500 قبل الميلاد وبهذا تكون الكتابة الهيروغليفية هي أقدم كتابة مكتشفة حتى الآن وقد سبقت الكتابة المسمارية كما أثبتت آخر الاكتشافات الأثرية، في ذلك المخطوط استخدمت صور لترمز إلى أصوات أولية للكلمات، وقد استوحى المصري القديم تلك الصور من الموجودات الشائعة في البيئة المصرية في ذلك الوقت، من نبات وحيوان وأعضائها ومن الإنسان وأعضائه ومن مصنوعاته وغيرها. مثل الفم وينطق (را)، والعين وتنطق (يري) والعرش وينطق (ست) والبيت وينطق (بر) أو الثعبان (فاي) ويؤخذ منها الحرف الأول (ف)، والبومة (م) والحدأة (أ)، كما استعملوا رموزا دخلت فيما بعد إلى الكتابة العربية مثل (هـ) و(و) و(ش).
أخذوا أيضاً أسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين: مثل البيت (بر)، والعرش (ست)، والأرنب (ون). كما استعملوا من بعض الكلمات ثلاثة حروف، مثل: عنخ (ومعناها حياة)، وحتب (ومعناها راضي أو قربان)، ونفر (ومعناها جميل).
كتابة نص من كتاب الموتى. الصورة تبين أوزوريس إله العالم الآخر في صومعته ويتقدم إليه عائلة من الصالحين بملابسهم البيضاء بعد اجتيازهم «يوم الحساب».
استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك مثل الخط العربي. ومن أهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلاً، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالآتي: «أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو» أي رئيس الكتاب أمنمحعت، الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.
نشأت الهيراطيقية والديموطيقية من الهيروغليفية، وكذلك نشأت منها الأبجدية السينائية الأولية والتي تطورت لاحقا لتصبح الأبجدية الفينيقية. من خلال الأبجديات الناشئة عن الفينيقية مثل الألفبائية اليونانية والأبجدية الأرامية، تعد الهيروغليفية المصرية أصل أغلبية نظم الكتابة المستخدمة في العالم حاليا، مثل الأبجدية اللاتينية والكيريلية والعربية.
بعد اندثار المعرفة بقراءة الهيرغليفية في العصور المتأخرة انشغل عديدون بمسألة حل رموزها، وتذكر مصادر أن ذا النون المصري وابن وحشية الذي شرحها في كتابه «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»، وغيرهم من علماء العرب في علم التعمية كانوا قادرين على قراءتها، ولو جزئيًا.[1]
في العصر الحديث كان لاكتشاف حجر رشيد (الموجود حاليا في المتحف البريطاني) على يد ضابط في الحملة الفرنسية، وما تلاه من عمل شامبليون على فك رموزها الأثر الأبلغ على تقدم علم المصريات.[2]
الإشارة إلى لغة مصر القديمة باسم «اللغة الهيروغليفية» بين العوام ووسائل الإعلام خطأ شائع، لأن الهيروغليفية هي نظام الكتابة.
غرفة الهيروغليفية حتوسة.
ونظرًا لصعوبتها وأهميتها لم يكن كل المصريين القدماء يكتبون بها وإنما اقتصرت معرفتها وكتابتها على الكهنة والكُتّاب في مصر القديمة.
أخذوا أيضاً أسماء ذات حرفين للتعبير عن حرفين متتاليين: مثل البيت (بر)، والعرش (ست)، والأرنب (ون). كما استعملوا من بعض الكلمات ثلاثة حروف، مثل: عنخ (ومعناها حياة)، وحتب (ومعناها راضي أو قربان)، ونفر (ومعناها جميل).
كتابة نص من كتاب الموتى. الصورة تبين أوزوريس إله العالم الآخر في صومعته ويتقدم إليه عائلة من الصالحين بملابسهم البيضاء بعد اجتيازهم «يوم الحساب».
استعملت الهيرغليفية كنمط كتابة رسمي لتسجيل الأحداث على المعالم والنصوص الدينية على جدران المعابد والمقابر وأسطح التماثيل والألوح الحجرية المنقوشة والألواح الخشبية الملونة، وبسبب طبيعتها كانت تعد منذ القدم نظامًا للكتابة وفنًا زخرفيًا جميلاً في آن واحد، مثلها في ذلك مثل الخط العربي. ومن أهم الكتابات عند المصريين القدماء كتابة أسمائهم، وأسماء الأب والأم والأخوات، لأنهم كانوا يعتقدون أنه للبعث في الحياة الآخرة لا بد من المحافظة على اسم الشخص إلى جانب المحافظة على جثمانه، وضياع الاسم يعتبر الفناء الكامل. وكانوا يكتبون كذلك وظائفهم بحانب أسمائهم، مثل رئيس الكتاب أمنمحعت (أمير-شس امنمحعت)، وإذا توفي رئيس الكتاب أمنمحعت مثلاً، فكانوا يكتبون اسمه ووظيفته كالآتي: «أمير-شس أمنمحعت، ماع خرو» أي رئيس الكتاب أمنمحعت، الصادق في كلامه (أمام الآلهة يوم الحساب) بمعنى المغفور له.
نشأت الهيراطيقية والديموطيقية من الهيروغليفية، وكذلك نشأت منها الأبجدية السينائية الأولية والتي تطورت لاحقا لتصبح الأبجدية الفينيقية. من خلال الأبجديات الناشئة عن الفينيقية مثل الألفبائية اليونانية والأبجدية الأرامية، تعد الهيروغليفية المصرية أصل أغلبية نظم الكتابة المستخدمة في العالم حاليا، مثل الأبجدية اللاتينية والكيريلية والعربية.
بعد اندثار المعرفة بقراءة الهيرغليفية في العصور المتأخرة انشغل عديدون بمسألة حل رموزها، وتذكر مصادر أن ذا النون المصري وابن وحشية الذي شرحها في كتابه «شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام»، وغيرهم من علماء العرب في علم التعمية كانوا قادرين على قراءتها، ولو جزئيًا.[1]
في العصر الحديث كان لاكتشاف حجر رشيد (الموجود حاليا في المتحف البريطاني) على يد ضابط في الحملة الفرنسية، وما تلاه من عمل شامبليون على فك رموزها الأثر الأبلغ على تقدم علم المصريات.[2]
الإشارة إلى لغة مصر القديمة باسم «اللغة الهيروغليفية» بين العوام ووسائل الإعلام خطأ شائع، لأن الهيروغليفية هي نظام الكتابة.
غرفة الهيروغليفية حتوسة.
ونظرًا لصعوبتها وأهميتها لم يكن كل المصريين القدماء يكتبون بها وإنما اقتصرت معرفتها وكتابتها على الكهنة والكُتّاب في مصر القديمة.