• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
في قصصهم عبرة لأولي الألباب
#1
 السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
قال تعالى : { لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون } يوسف:111 
لماذا ندرس التاريخ؟ سؤال ربما سمعت به أو قرأته عشرات المرات. ومن المؤكد أنك توقفت مرات ومرات عند هذا السؤال، ووجدت إجابات عديدة متنوعة، وربما أيضاً لاحظت أن كل أحد يجيب بالعقلية التي يدير بها حياته، أو برؤية معينة ينظر من خلالها إلى الحياة بشكل عام. ولأن كل أحد منا له نظرته الخاصة، وله فكره الخاص أو ثقافته التي قامت حياته عليها، تتنوع الإجابات على السؤال أعلاه، لكن حين يكون المرجع الأهم في محاولات الإجابة على السؤال هو القرآن الكريم ، فلابد أن الإجابة تكون هي المعتمدة والرئيسية. القرآن الكريم قد يعتقد قارئه غير المسلم، أنه كتاب تاريخي يسرد قصص الأولين، باعتبار كثرة القصص وتنوع أساليب سردها في مواضع من القرآن كثيرة، لكنه بالطبع ليس كتاباً للقصص التاريخية، إلا أن القصة لها مكانتها في القرآن، وأهدافها تتضح لقارئها كلما تدبرها وتأملها بين الحين والحين. حين يذكر القرآن الهدف الأبرز من سرد القصص في قوله تعالى (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب) أي أصحاب العقول الراجحة المفكرة والمتأملة، فذلك لأن قصص الأولين في القرآن ليست للتسلية والاستمتاع كما حال القصص والروايات الدنيوية، بل هي تاريخ مضى يستحضره القرآن للتأمل والتدبر، وأخذ الدروس والعبر. فما الفائدة مثلاً من قراءة قصة عاد وثمود مع أنبيائهم ومعجزاتهم، والمشاهد الرهيبة التي وقعت لهم، إن لم نتدبر من خلال تلك القصص، أسباب رفضهم لدعوات أنبيائهم والتي استحقوا على إثرها نهاياتهم الأليمة؟ القرآن يذكر تلك القصص بأشكال متنوعة، كي يحث من يقرؤه على التدبر والتأمل، والاستفادة من دروسها الكثيرة كي تدفعه لأن يستخلص القوانين أو السنن الإلهية في البشر والحياة بشكل عام.. إذ عبر تلك القصص، عرفنا كيف الأمم والحضارات السابقة عاشت وانتهت، وكيف أن التاريخ يعيد نفسه مرات ومرات عبر العصور والحقب، إلى درجة أن يقع الحدث الآن كما لو أنه الذي كان قبل مئات أو آلاف السنين، لكن بشخوص أو أناس مختلفين. يقع الحدث لأنه جرى وفق سنن أو قوانين معينة، سواء عبر اتباعها أو رفضها؛ يقع حدث النصر مثلاً أو قيام حضارة بشرية جديدة بسبب اتباع قواعد وسنن تحقيق الانتصار، أو قيام حضارة على أنقاض أخرى على وشك أن تزول وتختفي. وبالمثل تقع الهزيمة أو زوال حضارة بشرية ما، بسبب مخالفة قواعد وسنن الله في خلقه وأرضه (وَتِلْكَ ٱلْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ).



التوقيع


[صورة: IMG_20240929_151933_937.png]
[صورة: sup2.png]
هنالك 1 عضو يقول شكراً لـ _Abdullah على هذه المشاركة:
  • Bomber
  مشاركة الموضوع


الردود في هذا الموضوع
في قصصهم عبرة لأولي الألباب - بواسطة _Abdullah - 12-03-2023, 08:05 PM

التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 14 ) ضيف كريم