02-12-2023, 04:56 PM
أَوقَدَ البين في الخَميس خَميساً
لِلأَسى وَالفُؤاد فيهِ وَطيسا
لا ذكرتُ الخَميس إِذا فاجأتَني
كُنَّ فيهِ وَلَستُ أَنسى الخَميسا
إِذ تَوَلَّت جُموعُهُم عَن مَحَلٍ
حَلَّ صَبري وَهاجَ وَجداً رَسيسا
مَربَعٌ بان أَهله ثُمَّ أَضحى
مقفراً موحشاً وَكانَ أَنيسا
ثَوَّر الحزنُ عيسَ وجد مُقيم
بِفؤادي لَمّا أَثاروا العِيسا
وقطرت الدُموع إِذ قطر العيس
وَحمَّلت قطر دَمعي نُفوسا
عُدنَ مِثلَ الشَقيق في اللَون لَمّا
عادَ قَلبي لصبغةِ الهَمِّ حيسا
وَذَر الدَهر يتبع اليسرَ عُسراً
وَالهَوى بِالنَوى وَنُعماهُ بوسا
يُضحِك اليَوم ذا وَفي الغَدِ يبكيهِ
فكلاً تَرى ضَحوكاً عَبواس
هَكَذا صَرفُهُ يصرَّف في الناس
يَجرح يدوي وآخر يوسى
وَإِذا أَعقَبَ النُحوسَ سُعوداً
لِلفَتى أَتبع السُعودَ نُحوسا
وَهيَ تُعطي الخَسيس حَظاً نَفيساً
ثُمَّ تُعطي النَفيس حَظّاً خَسيسا
فَتَرى الفاضِلَ الأَديب أَخا
الفَهمِ عَلى عَظمِ قَدرِهِ مَنحوسا
دَهرُنا وَالِدٌ وَنَحنُ بَنوهُ
فاتَ في حُبِّهِ لَنا التَنفيسا
قسم الحَظَّ في بَنيهِ بِجَورٍ
فَبذا أَصبَحَ المَروسُ رَئيسا
جَعَل العلم وَالفطانة فينا
وَالنُهى وَالحِجى الجَليلَ النَفيسا
ظاهِر القَسمِ فيهِ جور وَفي
الباطِن عدل يُجانِبُ التالِيسا
فاستَعِن في الأُمورِ بِاللَهِ واصبِر
إِنَّ ذا الفَضلِ لا يَكونُ يؤوسا
وَلَقَد قلت لِلزَّمانِ مَقالاً
حينَ أَكدى وَعادَ جدباً يَبيسا
أَيُّهذا الزَمان إِن كنت صَخراً
فَبِكِلتا يَديَّ آيَة موسى
وَلَئن كنت داء كل كَريم
فَمعي من حذاقة طِبُّ عيسى
إِنَّ لي يا أَبا الحُسَين فؤاداً
فارِغاً من هَوى الوَرى مَنكوسا
وَهوَ ملآنُ مِنك وداً مُصفّى
قَد نَفى المذق عنه وَالتَدليسا
أَنتَ في المجد وَالمَعالي يَتيماً
أَبَداً مجدها عليك حَبيسا
من يناؤيكم وَأَنتم أناس
لم تَزالوا عَلى النُجومِ جُلوسا
وَإِذا ناقص أَرادَكَ بِالنَقصِ
ثَنى المجد رأيه مَنكوسا
صَغُر الناس في زَمانك وازددت
عَلاءً وَسؤدداً قُدموسا
وَأَتاك المَديح يَختال نَهزاً
وَلَقَد رمته فَكان شَموسا
هَذه مَدحة بوصفك تَعلو
كل مَدحٍ فَقَد غَدا مَطموسا
هاكها كالعَروسِ في الزَيِّ تُجلى
مِن جَمالٍ بِها تَروق العَروسا
لفظها يَترك الطُروسَ رِياضاً
وَسِوى لَفظِها يشين الطُروسا
فَتَختال البُيوت مِنها بروجاً
قصائد : التهامي
وَالمَعاني أَهِلَّةً وَشُموسا
التوقيع
ابـو عـدي لا للمستحيل ♛
2024 - 2018