• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
حضارة وادي السند
#1
ترجع حضارة وادي السند إلى العصر البرونزي في المناطق الشمالية الغربية من جنوب آسيا، واستمر وجودها منذ عام 3300 قبل الميلاد وحتى عام 1300 قبل الميلاد، وبلغت تمام نموها في الفترة بين عام 2600 قبل الميلاد وحتى عام 1900 قبل الميلاد. كانت حضارة وادي السند، بجانب حضارة مصر القديمة وحضارة بلاد الرافدين، واحدة من ثلاث حضارات مبكرة في الشرق الأدنى وجنوب آسيا، وواحدة من الحضارات الثلاث الأكثر انتشارًا، إذ امتد موقعها من شمال شرق أفغانستان، مرورًا بمساحة كبيرة من باكستان، وحتى غرب وشمال غرب الهند. ازدهرت حضارة وادي السند في أحواض نهر السند، الذي يجرى ماؤه بامتداد باكستان، وعلى طول شبكة من الأنهار المعمرة، التي تغذيها في أغلب الأحوال الرياح الموسمية، والتي كانت تجري ذات يوم بالقرب من نهر غاغار هاكرا الموسمي في شمال غرب الهند وشرق باكستان.

اشتُهرت مدن الحضارة بتخطيطها الحضري، والبيوت المصنوعة من الطوب الآجوري، ونظم الصرف المتطورة، وشبكات إمداد المياه، وتجمعات المباني غير السكنية الضخمة، والتقنيات الجديدة في الصناعات اليدوية (منتجات العقيق الأحمر، ونحت الأختام) وفي علم الفلزات (النحاس والبرونز والرصاص والقصدير). من المرجح جدًا أن المدن الكبيرة في موهينجو دارو وهارابا قد نمت لتضم ما بين 30,000 إلى 60,000 فرد، وربما تكون الحضارة نفسها خلال ازدهارها قد ضمت ما بين مليون وخمسة ملايين فرد. قد تكون القحولة التدريجية لتربة المنطقة خلال الألفية الثالثة قبل الميلاد هي الحافز الأولي للتوسع الحضري المرتبط بالحضارة، ولكن في نهاية المطاف؛ كانت أيضًا قلة إمدادات المياه سببًا كافيًا لزوال الحضارة، ولتشتيت سكانها شرقًا.

عُرفت حضارة السند أيضًا بحضارة هارابا، وذلك بعد اكتشاف موقع هارابا، وهو أول موقع من المواقع التي استُكشفت في أوائل القرن العشرين فيما كان يُعرف آنذاك بمقاطعة البنجاب في الهند البريطانية، وهي معروفة الآن باسم دولة باكستان. كان اكتشاف هارابا واكتشاف -بعد ذلك بفترة وجيزة- موهينجو دارو تتويجًا للعمل الذي بدأ في عام 1861 بتأسيس المسح الأثري للهند أثناء عهد الراج البريطاني. ورغم ذلك تواجدت في نفس المنطقة مدنيات مبكرة وأخرى لاحقة، عادة ما أُطلق عليها اسم «هارابا المبكرة» و«هارابا المتأخرة»؛ ولهذا السبب، تُدعى حضارة هارابا في بعض الأحيان بحضارة هارابا النامية من أجل تمييزها عن هذه المدنيات الأخرى. بحلول عام 2002، أُعلن عن أكثر من 1000 مدينة ومستوطنة نامية في منطقة هارابا، نُقب منها ما يقل قليلًا عن المئة. رغم ذلك، لا يوجد سوى 5 مواقع حضرية كبرى هي: هارابا وموهينجو دارو (موقع التراث العالمي لليونسكو) ودولافيرا وغانوريوال في صحراء جولستان وراكيغارهي. سبقت زراعة هارابا القديمة قرى زراعية محلية تتبع العصر الحجري الحديث، وكانت سهولها النهرية مأهولة بالسكان.

اللغة الهرابانية غير معتمدة على نحو مباشر، وانتسابها غير مؤكد، لأن الكتابة السندية لم تُفك شفرتها بعد. يحبذ بعض العلماء وجود علاقة مع عائلة اللغات الدرافيدية أو العلامية الدرافيدية.



  مشاركة الموضوع


التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 2 ) ضيف كريم