• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
جوزيف هايدن
#1
السلام عليكم في هذا الموضوع سنتكلم عن أحد أشهر الموسيقيين بالتاريخ وهو جوزيف هايدن أتمنى أن ينال إعجابكم


[صورة: 280px-Haydn_portrait_by_Thomas_Hardy_%28small%29.jpg]


حياته
السنوات الأولى
ولد فرانز جوزف هايدن في روراو بجنوب النمسا في 31 مارس 1732 وهي الابن الثاني من 12 طفل لماتياس هايدن الذي يعمل موسيقي هاوي. في طفولته أبدى جوزيف حبا هائلا ومهارة في الموسيقى، حيث كان يردد أغاني موالده ويقلد حركات عزف الكمان. أخيرا جي إم فرانك وهو ابن عمه الذي كان يعمل ناظرا اتخذ خطوة فأخذ الصبي البالغ خمس سنوات ووعد بتعليمه الموسيقى. فعل فرانك ذلك على مدى الثلاثة أعوام التالية لكن ليس بكرم ويذكر جوزيف أنه كان «يجلد أكثر مما كان يأكل» من ابن عمه. لكن غنائه لفت الانتباه وحين بلغ جوزيف الثامنة قبل القائد الموسيقي ريتر في كاتدرائية سانت ستيفن في فيينا كمنشد في الجوقة.
هناك حصل جوزيف على الخبرة العملية في الموسيقى كمغني صولو رئيسي في الجوقة وتحمل المزيد من الانضباط الصارم. أخوه مايكل الذي أصبح كذلك منشد هام انضم له كمنشد صولو. يبدو أنها كانت حياة سيئة لفتيان المنشدين في الجوقة فكان على جوزيف الغناء في الشارع ليكسب عدة بنسات لشراء الطعام. وما زال يتلقى التعليم العام وأيضا التدريب على الغناء والكمان والهاربسكورد.
محاولاته للعمل
وفي عام 1749 بعد أن تغير صوته اتجه هايدن للشارع مع القليل من الملابس على ظهره. وجد المسكن مع منشد كان زميلا سابقا له، فبدأ يقدم دروس الموسيقى حيث كان يعزف الموسيقى في الشارع ليجني عيشه أثناء التدرب والدراسة بكثافة بمفرده. وأصبح مصمما على اتخاذ مهنة مؤلف موسيقي. كان مدرسيه الأساسيين موسيقى كارل فيليب إيمانويل باخ والتمارين الكونترابنطية لفاكس الذي درب أجيال من المؤلفين. أخيرا كان لديه طلاب عددهم كاف ووظائف في عزف الموسيقى ربما تكفي لتأجير غرفة في السقيفة وشراء هاربسكورد مستعمل ويبدأ في شق طريقه بجدية.
لم يستغرق الأمر وقتا طويلا. في أوائل 1751 بعد عامين من مغادرة سانت ستيفن وهو لا يملك شيئا جذب انتباها كافيا لتلقي تكليف بكتابة أوبرا كوميك أنتجت في فيينا ولاحقا في أنحاء أوروبا (فقدت الآن). عدا ذلك حول مقطوعات صغيرة عملية مثل الرباعيات الوترية والدفرتمنتو التي كانت الشكل الشائع في عصره. وهي أنغام تصاحب الأثرياء في عشائهم ووسائل تسليتهم.
ربما السنة الفاصلة في حياة هايدن كانت 1754 حين صار مطربا مصاحبا وطالب وخادم للمؤلف الإيطالي ومدرس الغناء نيكولا بوربورا. رغم أن هذا المستخدم كان بخيل ومؤذي قدم لهايدن دروسا قيمة في اللغة الإيطالية والموسيقى وقدمه للنبلاء. كما سيفعل هايدن طوال حياته أدى دور الخادم وحافظ على طموحه في الرأي وتحمل ما عليه تحمله. وكما كان طوال حياته تقاضى أجره عن الصبر والعمل: ففي عام 1759 حصل على وظيفة مدير موسيقى للكونت مورزين الذي كتب له سيمفونيته الأولى في سن 27. أكثر من 100 سيمفونية تلت ذلك خلال الثلاثة عقود التالية.
سنوات العمل كمدير موسيقي
قرب هذا الوقت صار هايدن محبوبا من كل طلابه، وكرجل عامل الآن شعر قادر على طلب يدها. لكن قررت السيدة الالتحاق بالدير بدلاً من ذلك. حين اقترح والدها على هايدن الزواج من الأخت الكبيرة آنا ماريا سرعان ما وافق لكن لسوء الحظ، فكان آنا ماريا زوجة شرسة ومسرفة وغير مبالية لمهنة زوجها قال هايدن لاحقا: «كان الأمر سيان بالنسبة لها سواء كان زوجها صانع أحذية أو فنان». أحيانا كانت تمزق مسوداته لتلف بها شعرها. بعد عدة سنوات انفصلا لكنه واصل إعالتها باقي حياتها. كما اتضح أنه كان قادر ماليا على ذلك.
حين أفلس الكونت مورزين وكان عليه إقالة الموسيقيين سنة 1761، عينه الأمير المجري بول أنطون إسترهازي ليصبح نائب القائد الموسيقي لمؤسسته الموسيقية الخاصة. كانت هذه وظيفة جيدة رغم أن وضعه كان وضع خادم. مرتان في اليوم كان على هايدن الظهور مرتين بالزي الرسمي أمام الأمير ليتلقى منه الأوامر.
ضمن نصوصه ذكر العقد أن «المذكور هايدن لا بد أن يكون متسامحا، ولا يظهر نفسه متحاملا تجاه الموسيقيين. المذكور جوزيف هايدن سيراعي أن يرتدي جوارب بيضاء وحلة بيضاء وباروكة. لا بد أن يتحكم في نفسه بشكل يقتدى به، ويمتنع عن أي ألفة غير مناسبة ومن البربرية في تناول الطعام والشراب والحديث». أطاع هايدن؛ قدم نفسه كما يجب وكان مثالي وزاهد. في المقابل تلقى الفرصة ليجعل نفسه فنان. التحق بخدمة أسرة إسترهازي كمؤلف تقليدي من مرتبة دنيا؛ بعد ثلاثين سنة أصبح عبقري شهير في العالم كله غير وجه الموسيقى. هذا الخادم أيضا ضمن للمنزل الشهير لإسترهازي الأهمية الوحيدة في التاريخ: كمدير جوزيف هايدن.
توفي الأمير بول سنة 1762 وخلفه الأمير نيكولاس إسترهازي المسمى بالعظيم بسبب البذخ في زيه الموشى بالألماس والقصر الكبير في الريف المعروف بقصر إسترهاز الذي بناه على نموذج فرساى. هناك عاش هايدن في ثلاث حجرات في جناح الخدم، متبعا روتين يومي قلما يختلف كان يتضمن ثمانية ساعات من التأليف. كان يبتكر كما يفعل الطاهي – إمدادات سريعة متاحة للاستهلاك اليومي. إذا لم يتمكن من المجئ بفكرة كان يدعو لحين تظهر واحدة ثم يعمل بجد على آلة الهاربسكورد.
كانت مهامه خارج الحجرة تكفي لاستهلاك طاقة معظم البشر. أصبح قائد الفرقة الموسيقية عام 1766 وكان مسئولا عن كل الأنشطة الموسيقية والموسيقيين والآلات في القصر. قصر إسترهاز كان به مسرح أوبرا ومسرح ماريونيت وقاعتين حفلات وأوركسترا مكون من 25 عازف وفرقة أوبرا مكونة من 12 شخص. كان على هايدن إعداد وقيادة حفلتين لموسيقى الآلات وأمسيتين للأوبرا كل أسبوع. كان متوقع أن يكون قدر كبير من الموسيقى لهذا العرض أن يكون العمل الجديد الذي يقوم به على مدى السنوات قدم 75 أوبرا لمؤلفين آخرين. في الواقع كان إسترهيز أحد المراكز الأساسية للأوبرا في أوروبا. لمعظم حياته اعتبر هايدن نفسه أساسا مؤلف أوبرا.
أحد مزايا هذه المجموعة من المسئوليات هو أن هايدن امتلك عازفين متاحين لقراءة النوتة مجرد جفاف الحبر. أحيانا يبرز من مكتبه ويجمع الأوركسترا ليجرب فكرة ما ثم يعود للعمل. في فقرة شهيرة كتب عن هذه التجربة: «كان أميري دائما راضي عن أعمالي. لم أحصل فقط على تشجيع الموافقة المستمرة لكن كمايسترو للأوركسترا يمكنني إجراء التجارب ومراقبة ما يحدث اثر وما يضعفه وبالتالي في موقف للتحسن والتعديل وعمل إضافات أو تقصير وأكون جرئ قدر ما يسعدني. ابتعد عن العالم، لا يوجد أحد يشوشني أو يعذبني وأجبرت أن أصبح مبتكر».
قبل عام 1765 فقط بعد أربع سنوات من بدء هايدن العمل لأسرة إسترهازي عمله كان منتشرا بشكل واسع ويعرض بانتشار حتى أن الصحيفة الفيناوية أطلقت عليه «الموسيقي المحبوب للدولة». وظل كذلك لباقي حياته. في نهاية إنتاجه وصل إلى 108 سيمفونية و 68 رباعية وترية و 47 سوناتا للبيانو و 26 أوبرا (ضاع منها 11 الآن) و 4 أوراتوريو ومئات المقطوعات الأصغر التي تشمل نحو 200 عمل لآلة وترية تعرف باسم الباريتون التي عزفها الأمير نيكولاوس. مجموع الإنتاج المذهل كان مكتوب بالنظام في قصر إسترهاز.
مرت السنوات بهدوء وإنتاج واجتهاد وبرضا كبير. كان هايدن عبد فعلي في قصر موشى لكنه كان يفعل ما يريد عمله والحصول على الإشادة المناسبة لذلك. كان البعد والابتكار مشع بأسلوب هايدن – بعناية وتروي. سواء عرف أم لا (في قصر إسترهيز سمع أصداء بعيدة فقط لأثره على العالم) كان الشخص الأساسي في تكوين أذواق وتقنيات عصره وإلى حد واضح من المستقبل. وشعبيته صارت كبيرة حتى أن صناعة تطورت بين مؤلفين يقلدون هايدن وما زال علماء الموسيقى يحاولون التخلص من هذا التشويش.
مؤلفو الركوكو أمثال سمارتيني وستاميتز اشتقوا النوع المعروف بالسيمفوينة أساسا من افتتاحية الأوبرا الإيطالية التي تحمل نفس الاسم إضافة إلى عناصر من متتالية الرقص. ورث هايدن هذا الشكل الخفيف من ثلاث حركات كانت مدونة للوتريات وأحيانا لآلتي نفخ أو ثلاثة وأثناء مشواره الفني جعلتها الشكل الأوركسترالي أكثر مرونة واتساعا وهام في الموسيقى الغربية. في سيمفونيته الثالثة بدأ بانتظام ليستخدم المنويت كالحركة الثالثة عادة من أربع حركات. هذه اعتمدت على رقصة كانت منتشرة لقرن أن نحو هذا جعلها المؤلفون الأوائل مقطوعة آلية غير وظيفية. تناول هايدن المنويت بتنوع واسع على مدار السنوات، عدة مرات زاد من السرعة وسماه اسكرتزو وهو تناول جعله بيتهوفن لاحقا التقليد السيمفوني.
أثناء هذا ملأ هايدن الحركات السيمفونية بتنوع تعبيري لم يعرف من قبل في موسيقى الآلات. تخلص من الباص المستمر في عصر الباروك ووسع أدواته إلى ما كان عمليا في بعض سيمفونياته الأخيرة الأوركسترا الحديثة – آلتين فلوت وأوبوا وكلارنيت وباصون وهورن فرنسي وترومبت (بيتهوفن أضاف الترومبون) والتمباني وقسم الوتريات (الكمان الأول والثاني والفيولا والتشيللو والباص). عدد الوتريات تنوع من 12 عمل أو نحو هذا في قصر إسترهيز لأكثر من ستين في المجموعة التي كتب لها سيمفونيات باريس.
في مسألة التعبير انتقل هايدن بعيدا عن مبدأ الباروك للعواطف الذي جعل كل حركة أو آريا تقتصر على مزاج واحد فقط ومجموعة واحدة من الأفكار الموسيقية. بدلا من ذلك بحث عن التنوع الأقصى والتناقص في كل من التعبير والمادة يمكن لحركة واحد أن تملك تنوع واسع من الألحان المتناقضة والإيقاعات والتراكيب والألوان الالية والعواطف. موتسارت وبيتهوفن أخذ هذا التناقض أكثر. هايدن أصرّ أيضا على الاستعادة للموسيقى الآلية بعض العناصر الكونترابنطية التي أزالها الركوكو، سيمفونيات هايدن والرباعيات الوترية ثرية بالاتباع وأقسام تشبه الفوجة وأقسام محاكية بشكل عام. حركة سيمفونية لهايدن والتي قدمها خلفاؤه الموسيقيون أصبح كون مصغر مع عدة ظلال للضوء والظلام ربما كل شيء من المأساوي إلى الدعابة من المتعلم إلى الساذج.
للحفاظ على هذه التناقضات الجديدة كان على هايدن ابتكار أنواع جديدة من المجتمع الموسيقى. هنا حيث كان هايدن مع كل عدم فنه الظاهري واحد من أكثر المؤلفين الموسيقيين العباقرة ربما فاقه فقط موتسارت: في المسألة الصعبة لتحقيق الوحدة والاستمرار حين كانت الماة تتغير باستمرار التجاه. الحل الأساسي لهذه المشكلة كان المبدأ المعروف باسم قالب السوناتا. حلول أخرى تضمنت الفرض على النسيج الموسيقي العبارات المنتظمة للموسيقى الراقصة بدلاً من الطول غير المتوقع للجمل في الباروك رسخ هايدن ومؤلفون كلاسيكيون آخرون تقليد جمل زوجية لها مضاعفات من اثنين: جملتين من أربع مازورات تشكل جملة من ثماني مازورات، اثنين منهم 16 مازورة إلخ. لكن هذا المعيار الوحيد المتوقع بعد تثبيت ذلك التوقع لدى السماع يمكن للمؤلف الموسيقي أن يعبث بالخدع والجمل الرفيعة كما يفعل هايدن باستمرار. حين نميل لتوقع جمل لحنية منتظمة مكونة من أربع مازورات واحدة من خمس أو ثلاث مازورات تترك انطباعا مذهلا. بالمثل بسط هايدن الهارموني حتى أصبحت لمسات اللون الكروماتي أكثر تعبيرية في المنظر الطبيعي البسيط عامة.
المؤلفون الموسيقيون للاوبرا الجزء الأول من الباروك كون هموفوني، طور المؤلفون الموسيقيون الكلاسيكيون مناهج أكثر كفاءة للهموفوني. أرقام اللحن المصاحب غالبا يقع في النمط البسيط المعروفة باسم الألبرتي باص- النمط المنتظم الذي يحدد الهارموني مع الحفاظ على التدفق الإيقاعي. عكس الأسلوب اللحني المزهر والمعقد للباروك، الموضوعات الكلاسيكية تميل لأن تكون غير مدعية، اللحن الجيد دائما مرحب به لكن عامة اللحن لابد أن يقدم مادة خام للتفاعل. في الواقع الكثير من الأعمال الكلاسيكية العظيمة مثل السيمفونية البطولية لبيتهوفن ليست بها ألحان مذهلة بشكل خاص. هايدن مشهور لاستخدام ألحان شعبية في موسيقاه السيموفنية، هذه تعوض عن الأثر اللحني الرعوي الذي تسبب في وضعه بأنه سوقي في عصره والذي يلاقي تقديرا كبيرا اليوم.
كذلك كان مع كل تقاليد العبارات والهارموني والشكل وما شابه: بما أن التقاليد وضعت اسميا يمكن أن يقدم هايدن التسلية والمتعة ويذهلنا بتقسيمها. يفعل هذا بطرق رفيعة وغير رفيعة مثال على الأمر الاخير هو الانفجار المذهل الذي أعطى سيمفونية المفاجئة اسمها. لاحظنا أن كارل فيليب إيمانويل باخ أكثر غرابة بكثير من هايدن لكن هايدن يبدو أغرب لانه يقنعنا أنه تصرفاته متوقعة. حيث يكون كل شيء مدهش لا توجد مفاجآت لكن حيث تكون معظم الامور تقليدية يحتسب كل انحراف. كان يرتدي الباروكة المزخرفة وأخلاقه الموسيقية لا يشوبها شيء يحرص هايدن على مفاجئتنا حيث لا نتوقع هذا.
بالنسبة للسيمفونية كذلك مع الرباعية الوترية. مرة أخرى لم يخترع هايدن الوسيلة، قام بتحديثها. أول رباعياته مثل نماذج الركوكو هي في الأصل صولو للكمان الأول مع الكمان الثاني والفيولا والتشيللو. في رباعيات الشمس مصنف رقم 20 اخترع منهج جديد حيث كل الآلات الأربعة تعامل بالمثل تقريبا في النسيج الموسيقى. الرباعيات الروسية مصنف رقم 33 اتخذت هذا المنهج أكثر حيث أضافت تطور لحني أعمق. ورث هايدن الرباعية الوترية كنوع يقرب قليلا من متتالية الباروك، جعلها أداة فائقة لموسيقى الحجرة وأكثر حميمية من أنواع موسيقى الآلات. من عصره حتى اليوم الحالي، مال المستمعون إلى سماع رباعيات المؤلف كمقطوعات تنبع مباشرة من القلب كما هي غالبا.
كل التجريد والتبسيط في العصر الكلاسيكي لم يتم لموسيقى أبسط من الباروك. تحتاج الموسيقى للبساطة من أجل الشمول والتعقيد من أجل العمق والتحمل والنظام الفعال. تترك فرق أقل حيث تكمن البساطة والتعقيد مما كانوا هناك. باخ معقد بشكل مذهل على السطح البوليفوني لكن تحت السطح كل التصميم سلس. هايدن وموتسارت يبدو بسيط لأن السطح يبدو بهذه الطريقة لكن تحت ذلك السطح يكمن التعقيد الهائل للشكل وتطور التنظيم حيث يسخر تنوع غير مسبوق للمادة. الفرق جميل لي كان الباروك يهدف لانطباع عظيم ورائع. الكلاسيكي لانعدام الفن الذي يخفي الفن والسخرية دون ادعاء التي تخفي شعورا عميقا. أمجاد الجوانب الجمالية الكلاسيكية كانت السيمفونية والرباعية الوترية والكونشرتو الصولو والسوناتا – الأنواع الآلية الأكثر ثراء ومرونة وتفوق التي ابتكرت أبدا – وقالب السوناتا التي أسست عليه كلها.
مع النجاة في العزلة لعقدين هايدن سنة 1781 التقى بقرينه الوحيد في ذلك الوقت – موتسارت. الأستاذ البالغ 49 سنة والعبقري البالغ 25 سنة صارا أصدقاء بشكل وثيق. بعد ذلك أثر كل منهما على الآخر ومعا شكلا وصقلا الأشكال الموسيقية التي تسود المستقبل. مثال الرباعيات الروسية لهايدن أدت إلى ست رباعيات أهداها موتسارت إلى هايدن ومثال سيمفونيات موتسارت ساعدت في رفع هايدن لآخر وأعظم أعماله في ذلك النوع، الاثنتي عشرة سيمفونية باسم لندن من جهة أخرى كشفت أوبرات موتسارت لهايدن أنه ليس المؤلف الموسيقي المسرحي الذي تخيل أنه كان. حيث طلب منه كتابة أوبرا كوميك سنة 1787 رفض قائلا: سأكون أجازف كثيرا فلا يمكن لأي رجل أن يقارن بموتسارت العظيم. كان هايدن الشخص المساوي الوحيد الذي اعترف به موتسارت: «هو وحده يملك سر جعلي أبتسم ويمسني لأعماق روحي». القليل من العلاقات في الموسيقى كانت بنفس دفء والدرجة المثمرة مثل هايدن – صعب الإرضاء ويحترم من أعلى منه – وموتسارت – طفولي متعجرف وعبقري دون جهد وغير قادر أن يصبح مؤلف في البلاط.
كرم هايدن لموتسارت كان ينطبق على هذا الرجل. كان طموحا لكن ليس تنافسيا، صلب في حياته لكن منفتح على أفكار جديدة. صديق رسام ترك هذا الوصف "كان هايدن قامته أقل من المتوسط. النصف الأدنى لجسمه كان أقصر من الجزء الأعلى. ملامحه منتظمة نوعا ما، نظرته مشتعلة لكن هادئة ولطيفة ومشجعة. حين كان في مزاج جاد كانت ملامحه إضافة لنظرته تعبر عن الكرامة. أنفه المعقوفة عانت من زائدة أنفية تسببت في تضخم أنفه بلا شك إضافة إلى أن باقي وجهه عليه علامة عميقة من مرض الجدري. اعتبر هايدن نفسه دميما وذكر لي اسم أمير وزوجته لم يتحملا مظهره لأنه كما قال "كنت دميم أكثر مما يمكنهما تحمله".
سواء أكان هايدن دميم أم لا كان حساسا للسحر الأنثوي وغالبا كانوا يعجبون به أيضا. في 1780 أقام علاقة طويلة مع مطربة سابقة في إسترهيز كانت العلاقة شغوفة من جانبه رغم أن اهتمام السيدة بدا أساس بماله.
حياة هايدن كراهب في القصر انتهت سنة 1790 حين توفي نيكولاوس العظيم وقام خليفته بحل المؤسسة الموسيقية للأسرة. الآن كان هايدن بلا مهام فكان يمكنه الاعتماد على معاشه الكبير ودخله من النشر والطلاب. بالتأكيد لم يحزنه ترك حياته المألوفة، كتب بعد ثلاثة عقود من الخدمة دون شكوى: :«المعرفة أني لم أعد خادم أجير تعوضني عن كل مشاكلي». لكنه بدلا من التراخي انتقل لفيينا وبذل الجهد بمثابرته المعهودة.
كان يقرب من الستين لكن بعض أعظم إنجازاته كانت ماضية قدما. فترته الأخيرة للتأليف السيمفوني بدأت مباشرة بعد تقاعده حين أقنعه الناشر الموسيقي البريطاني جي بي سليمان بالمجئ للندن في سلسلة حفلات. في حفل الوداع قال موتسارت دامعا لصديقه ومعلمه، «هذا وداع لن نلتقي ثانية أبدا». كان محقا في إنجلترا العام التالي صدمه هايدن بمعرفة وفاة موتسارت.
رحلات لندن
وصل في لندن في راس السنة 1791 وسرعان ما اكتشف لدهشته أنه لاقى معاملة بترحاب قوي كان محفوظ سابقا لهاندل. نقلت الصحف ضجة بشأن موسيقاه تدفق الزوار عبر بابه وتلقى دعوة لإقامة حفلات ومآدب كافية للملء كل يوم. هايدن هرب للريف وأكمل جدوله المعتاد للتأليف رغم الاستمرار في بذل الجهد في إقامة الحفلات. أثناء سنة ونصف من زيارته الأولى وفي زيارته الثانية في فترة 1794-1795 كتب 12 “سيمفونية لندن" أو سيمفونيات سليمان. كما أقام علاقة رومانسية مع أرملة شروتر الذي أبلغ أصدقاءه في فيينا "ما زالت جميلة رغم أنها تجاوزت الستين". بين الزيارات لإنجلترا شغل نفسه في فيينا بالتأليف والطلاب – ضمنهم عبقري شاب يدعى بيتهوفن.
الكثير من المؤلفين ركزوا على الموسيقى الدينية في وقت متأخر لا شك يأمل في حث الرب على التغاضي عن عدة خطايا. قضى هايدن 1797 و1798 في كتابة الأوراتوريو الهائل "الخلق" وهو عمل نافس في القرن التالي الأوراتوريو المنافس له وهو "المسيح" لهاندل في الشعبية. في نفس السنوات بدأ سلسلة أعمال كلفه بها نيكولاوس الثاني لكتابة قداسات، أمير إسترهازي الجديد. أغنيته سنة 1797 “فليحفظ الله الإمبراطور فرانسيس" لفخر هايدن الشديد أصبحت النشيد القومي النمساوي. (أعاد صياغته لمجموعة تنويعات في رباعية وترية، التي بالتالي سماها "الإمبراطور"). زوجته أنا ماريا – لم تتغير ولم تندم ولم تحزن – ماتت حين كانت في لندن. استقر في منزل قرب فيينا اشترته آنا ماريا في الأصل، أخبرته وهي تأمل ذلك لتقضي فترها وهي أرملة.
من 1799 حتى 1801 بدل هايدن جهدا كبيرا في أوراتوريو عظيم آخر وهو "الفصول". رغم أنه وجد وما زال يجد نجاحا شعر هايدن أنه أخذ منه الكثير لمقطوعة دنيوية مع ليبريتو ضعيف نوعا ما. في الواقع كان يؤمن أن جهد الكتابة "الفصول" أرهقه بدنيا وإبداعيا. سواء أكان هذا حقيقي أم لا، كانت تقريبا أغنية البجعة. بعد التأليف بشكل متفرق على مدى العدة سنوات التالية، استسلم. قال وهو قادم لصديقه سنة 1807: “لم أكن اصدق ابدا أنه يمكن لشخص أن ينهار تماما مثلما أشعر أني انهار الآن: ذاكرتي مضت، ما زالت أحيانا تأتي لي أفكارا جيدة على آلة الكلافيير لكن يمكنني البكاء لعجزي حتى في تكرارها وكتابتها".
خيم الحزن على سنواته الأخيرة. بسبب مرضه، لكنه كان يشعر بسعادة في التكريم الذي ناله. كل العالم بدا يعرفه بعاطفة باسم بابا. وزع ثروته على أصدقائه وعلى المتبرعين له في طفولته. كل يوم كان يجلس على آلة الكلافيير ليعزف نشيده النمساوي حيث كان يهتف بسرور طفولي حيث عزف جيدا. حين شعر بالقدرة على كان يستقبل الضيوف ويتذكر الأوقات الخوالي، حيث كان يودع زواره بقوله: «تذكروني لكل الفتيان الجميلات». في ربيع 1809 بدأت القوات الفرنسية في اقتحام فيينا ولم يتحمل هايدن الصدمة فتوفى في 31 مايو. أرسل نابليون كتيبة من القوات الفرنسية لحضور الجنازة. بعد أسبوعين عرض القداس الجنائزي لموتسارت في صلاة الجنازة. كان هايدن سيسعد بذلك لو كان علم به.



  مشاركة الموضوع


المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة .
الموضوع : الكاتب الردود : المشاهدات : آخر رد
 
  • جوزيف نيدام
  • Bskowet
  • 0
  • 294 16-08-2023, 06:12 AM
    آخر رد: Bskowet
     
  • جوزيف لوساك
  • Bskowet
  • 2
  • 768 27-05-2023, 05:37 PM
    آخر رد: Bskowet

    التنقل السريع :


    يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم