6ArH Community

نسخة كاملة : تفسير سورة التوبة#51
أنت حالياً تتصفح نسخة خفيفة من المنتدى . مشاهدة نسخة كاملة مع جميع الأشكال الجمالية .
المفردات :
كتب الله : أثبت في علمه أو في اللوح المحفوظ.
مولانا : متولي أمورنا.
التفسير :
٥١ – ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾.
هذه الآية رد على هؤلاء الشامتين الشانئين وتوجيه وتعليم للمسلمين بالصبر على البأساء والرضا بأسباب القضاء.
أي : قل لهم يا محمد : لن يصيبنا أبدا إلا ما كتب وخط في اللوح المحفوظ ؛ فنحن تحت مشيئته وقدره، ﴿ هو مولانا ﴾. أي : ناصرنا ومتولي أمورنا، ونتولاه ونلجأ إليه في كل أحوالنا، وعلى الله وحده ﴿ فليتوكل المؤمنون ﴾، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
والآية أساس في صدق اليقين، والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومره. واللجوء إلى الله في الشدة والرخاء، والاعتماد عليه في العسر واليسر، والمنشط والمكره مع اتخاذ ما يجب من أسباب النصر المادية والمعنوية، كإعداد العدة اللازمة، وتوقى المنازعات التي تؤدى إلى الفشل وتفرق الكلمة.
والتوكل : تفويض الأمر إلى الله، بعد اتخاذ الأسباب المطلوبة عادة.
وقد وردت آيات كثيرة، وأحاديث نبوية صحيحة تحث المؤمنين على الصبر على المصائب، والرضا بالقضاء والقدر، والثبات في الشدائد، والانتصار على الحزن والهم والغم.
فالحياة دائرة بين العسر واليسر، والشدة والفرج. والمؤمن واثق بأن الله قد قدر أزلا رزقه وعمره وأجله، وسعادته أو شقاوته ؛ وبهذا لا يحزن على مفقود ولا يكثر الفرح بموجود، بل هو هادئ رزين إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
قال تعالى :﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ﴾. ( الحديد : ٢٢ ).
وفي معنى هذه الآية وردت طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة بعضها في صحيح البخاري، وبعضها في كتب السنة المطهرة ومن هذه الأحاديث ما يأتي :
١ – " ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن ولا تعب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها ؛ إلا كفر الله بها من خطاياه " ٨٧.
٢ – " ما يزال البلاء يصيب المؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " ٨٨.
٣ – " أشدكم بلاء الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل، فالأمثل، يبتلي الرجل على حسب دينه " ٨٩.
٤ – " استعن بالله ولا تعجز ولا تقل : لو أنى فعلت كذا لكان كذا بل فلتقل : قدر الله وما شاء فعل " ٩٠.
٥ – " ما من عبد يبتلى بمصيبة فيقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي وعوضني خيرا منها إلا عوضه الله خيرا مما فقده " ٩١.
٦ – " من علامة الإيمان، الشكر على النعماء، والصبر على البأساء، والرضاء بالقضاء " ٩٢.
٧ – " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " ٩٣.
تفسير حلو جدا من الاخ عمار الشيخ
(29-01-2024, 03:59 PM)_Ammar كتب : [ -> ]المفردات :
كتب الله : أثبت في علمه أو في اللوح المحفوظ.
مولانا : متولي أمورنا.
التفسير :
٥١ – ﴿ قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾.
هذه الآية رد على هؤلاء الشامتين الشانئين وتوجيه وتعليم للمسلمين بالصبر على البأساء والرضا بأسباب القضاء.
أي : قل لهم يا محمد : لن يصيبنا أبدا إلا ما كتب وخط في اللوح المحفوظ ؛ فنحن تحت مشيئته وقدره، ﴿ هو مولانا ﴾. أي : ناصرنا ومتولي أمورنا، ونتولاه ونلجأ إليه في كل أحوالنا، وعلى الله وحده ﴿ فليتوكل المؤمنون ﴾، وهو حسبنا، ونعم الوكيل.
والآية أساس في صدق اليقين، والإيمان بالقضاء والقدر خيره وشره، حلوه ومره. واللجوء إلى الله في الشدة والرخاء، والاعتماد عليه في العسر واليسر، والمنشط والمكره مع اتخاذ ما يجب من أسباب النصر المادية والمعنوية، كإعداد العدة اللازمة، وتوقى المنازعات التي تؤدى إلى الفشل وتفرق الكلمة.
والتوكل : تفويض الأمر إلى الله، بعد اتخاذ الأسباب المطلوبة عادة.
وقد وردت آيات كثيرة، وأحاديث نبوية صحيحة تحث المؤمنين على الصبر على المصائب، والرضا بالقضاء والقدر، والثبات في الشدائد، والانتصار على الحزن والهم والغم.
فالحياة دائرة بين العسر واليسر، والشدة والفرج. والمؤمن واثق بأن الله قد قدر أزلا رزقه وعمره وأجله، وسعادته أو شقاوته ؛ وبهذا لا يحزن على مفقود ولا يكثر الفرح بموجود، بل هو هادئ رزين إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له.
قال تعالى :﴿ ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ﴾. ( الحديد : ٢٢ ).
وفي معنى هذه الآية وردت طائفة من الأحاديث النبوية الشريفة بعضها في صحيح البخاري، وبعضها في كتب السنة المطهرة ومن هذه الأحاديث ما يأتي :
١ – " ما يصيب المؤمن من هم ولا حزن ولا تعب ولا وصب حتى الشوكة يشاكها ؛ إلا كفر الله بها من خطاياه " ٨٧.
٢ – " ما يزال البلاء يصيب المؤمن حتى يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " ٨٨.
٣ – " أشدكم بلاء الأنبياء، ثم الأولياء، ثم الأمثل، فالأمثل، يبتلي الرجل على حسب دينه " ٨٩.
٤ – " استعن بالله ولا تعجز ولا تقل : لو أنى فعلت كذا لكان كذا بل فلتقل : قدر الله وما شاء فعل " ٩٠.
٥ – " ما من عبد يبتلى بمصيبة فيقول : اللهم اؤجرني في مصيبتي وعوضني خيرا منها إلا عوضه الله خيرا مما فقده " ٩١.
٦ – " من علامة الإيمان، الشكر على النعماء، والصبر على البأساء، والرضاء بالقضاء " ٩٢.
٧ – " عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير إن أصابته نعماء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له " ٩٣.

رائع جدا اخي عمار احسنت
سورة مهمة وتفسير حلو جدا ومنطقي استمر