• 0 أصوات - بمعدل 0
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
فريدريك شوبان
#1
السلام عليكم في هذا الموضوع سنتكلم عن أحد أشهر الملحنين في التاريخ وهو فريدريك شوبان أتمنى أن ينال إعجابكم

[صورة: 230px-Frederic_Chopin_photo.jpeg]



طفولته
ولِدَ شوبان في قرية زيلازوفافولا التي تقع على بُعد 46 كيلومتر إلى الغرب من وارسو، وهي إمارة بولنديّة عرِفَت لاحقاً بـدوقية وارسو حيثُ أسّسها نابليون. السّجلات الكنسية لمعمودية شوبان تقول أنه ولد في 22 فبراير من عام 1810، ولكن المؤلف وعائلته يحتفلون بعيد مولده في الأول من مارس وذلك تبعاً لرسالته بتاريخ 16 يناير عام 1833 لرئيس الجمعية الأدبية البولندية في باريس والتي ورد فيها ما حرفيته «ولد في الأول من مارس عام 1810 في قرية زيلازوفولا التابعة لمقاطعة مازوتشي» حالياً يعتبر هذا التاريخ الأكثر شيوعاً وصحّة.
كان والده نيكولاس شوبان رجلا فرنسياً من لورين، هاجَر إلى بولندا عام 1787 بِعُمر السادسة عشرة، وعمل بتدريس الطُلّاب من مجتمعات الطبقة الأروستقراطية البولندية، وفي عام 1806 تزوّج من يوستينا شوزانوفسكا التي تربطها قرابة بعيدة بعائلة سكاربكس، إحدى العائلات التي عَمِل نيكولاس لحسابها. تعمّد فريدريك شوبان في أحد الفصح في 23 أبريل عام 1810، في نفس الكنيسة التي تزوج فيها والداه. وسُمّي على اسم عرّابه ذو الثمانية عشر عاماً فريديريك سكاربك. فريدريك شوبان كان الابن الوحيد لوالِديه حيثُ تَكبُره أخته لودفيكا (1807– 1855)، وتَصغرُه كلاً مِن إيزابيلا (1811–1881) وإيميليا (1812–1827).
في أكتوبر عام 1810، وبعد سِتّة أشهر من ولادة شوبان، انتَقلت عائِلته للعيشِ في وارسو، حيث عمل والده لاحقا بتدريس اللغة الفرنسية في معهد وارسو لسوم، ومن ثُمّ سكن في قصر ساكسون. والد شوبان كان يَعزِف على الناي والكمان، ووالدته كانت عازفة ومدرّسة بيانو. كانت بُنيَة شوبان الجسدية ضعيفة وكان عُرضةً للأمراض طوال فترة المُبكّر.
ربما يكون شوبان قد تلقّى بعضاً من دروس البيانو من والدته، ولكن التشيكية فويتشخ زفني كانت مدرسته المحترفة الأولى والتي درّست أخته الكبرى لودفيكا أيضاً، حيثُ تذكر بعض المصادِر عن وجود بعض ثتائيات العزف لشوبان ولودفيكا. وسُرعان ما بدى واضِحاً أن شوبان كانَ طِفلاً عبقريّاً حيثُ بدأ في سن السابعة المشاركة كعازف بيانو في الحفلات العامة، وفي عام 1817 ألف شوبان بولونيزين، الأوّل على سلم صول الصغير، والثاني على سلّم سي المنخفض الكبير، ليكونَ عَمله التالي في عام 1821 أيضاً بولونيز على سلم لا منخفض كبير والذي أهداه إلى مدرسته زفني ويُعتَبر هذا العَمل أول أعماله الموثقة والمطبوعة كنوتة موسيقية.
في عام 1817، تمّ الإستيلاء على قصر ساكسون من قِبَل حاكِم وارسو الروسيّ وذلك للاستخدامِ العسكريّ، فاضُطّر فريدريك وعائلته الانتقالَ إلى قصر كازيميرز -اليوم هوَ المبنى الإداري لجامعة وارسو-. خلال هذه الفترة، كان شوبان يُدعى إلى قصر بلفيدير كعازف مرافق لابن حاكِم مملكة بولندا الدوق الأكبر كونستانتين، حيث ألّف له مارشا عسكريا.
تعليمه
ابتداءً من سبتمبر عام 1823 إلى 1826، ارتادَ شوبان معهد وارسو لسوم حيثُ تلقّى دروساً في الأرغن ذو الأنابيب على يَد الموسيقيّ التشيكي فلهلم ورفيل خلالَ سنواتِ دراسَتِه الأولى. وفي خريفِ العام 1826، بدأ شوبان منهجاً لثلاثةِ أعوام من الأبحاث الموسيقيّة مع المؤلف الموسيقي السيليزي جوزيف إيلسنر، عمل خلالها على دراسة النظرية الموسيقة وأشكال الباص الموسيقة والتأليف، وذلك في معهد وارسو الموسيقي المعروف حالياً باسم جامعة فريديريك شوبان للموسيقى. خِلال هذه الفترة استمرّ في التأليفِ الموسيقي والمشاركة في الحفلات سواءً على المسارِح أو في الصالونات الأدبيّة. كانَ شوبان شديد الإعجابِ بألة الأورغن، وفي مايو عام 1825 كان أداؤه الأوّل على هذه الألة لكونشيرتو من تأليف موشلس، بالإضافة إلى جُزءٍ ارتجالي خاص به. النجاح الباهر لهذا العرض نتج عنه الطلب لإعادة نفس الأداء على نفس الآلة أمام القيصر ألكسندر الأول الذي كان في زيارةٍ إلى وارسو في ذلك الوقت؛ القيصر ونتيجةً لإعجابِه الكبير بأداء شوبان أهداه خاتماً ألماسياً. في العاشِر يونيو عام 1825، أدى شوبان مقطوعة روندو (Op. 1) والتي كانَت أوّل عملٍ له يتم تسويقه تجاريًاً والذي بدأ يُكسِبُه شُهرةً وانتشاراً في الصحافة الأجنبية.
أمضى شوبان إجازته ما بين الأعوم 1824 - 1826 بعيداً عن وارسو في مناطق مختلفة من بولندا، ما بين عامي 1824 - 1825، أمضى إجازته في شافارنيا في ضيافَة والِد زميلَتِه في المدرسة دومينيك جيفانوفسكي، حيثُ تعرّف لأول مرة موسيقى التراث الريفي البولندي.
في عام 1827 مباشرة بعد وفاة أخته الصغيرة إميليا، انتقلت العائلة من بيتهم في مبنى جامعة وارسو إلى السَكن في الأجرة على بُعدِ شارِع واحِد من الجامعة حيث استمرت العائلة أيضا بايواء الطُلاب الذكور، وقد عاش شوبان في هذا المنزل حتّى مُغادَرتِه وارسو عام 1830، دار العائِلة يُعتَبر حالياً مُتحفَاً صغيرًا. للعموم. ويُذكَر أنّه في عام 1829 قام الفنان أمبروزي ميروشفزكي برسم مجموعة من الصور لأفراد عائلة شوبان والتي من ضمنها الصورة الأولى المعروفة لشوبان، إلّا أن اللوحَة الأصليّة تدمّرت إثر الحرب العالميّة الثانية ولم يبقَ سوى الصورة الفوتوغرافية.
أربَعة من الطُلاب المقيمين في منزل العائلة كانوا من أصدقاء شوبان المقربين، هم: تيتوس فيتشوهوفسكي، ويان بيالوبوسكي، ويان ماتوشنسكي، وجوليان فونتانا؛ الأخيران صارا لاحقاً من أصدقائه الأوفياء في باريس، وكانت تربُط علاقات صداقة أيضا مع أعضاء من شبيبة فناني وارسو والعالم الخلاق مِن ضمنهم جوزيف بوهدان زاليسكي، وستيفان فيتفيشكي، وكان مفتوناً بالمغنية كونستانتيا غوادكوفسكا حيثُ أشارَ في رسائله لصديقه فيتشوهوفسكي إلى أعماله ومقطوعاته المتأثرة بِسحرها؛ كما ذكَر في رسالَتِه في 15 مايو 1830 أن مَقطوعَة كونشيرتو البيانو (Op. 11) مُخصّصةٌ لها. التقرير النهائي للمعهد العالي للموسيقى آنذاك وصفه بأنه «موهوب استثنائي وموسيقي عبقري».
سفره ورحلاته
في سبتمبر 1828، زارَ شوبان برلين مع صديقِ عائِلتِه عالِم الحيوان فيلكس جياروتشكي حيث أمضَى هُناكَ وقتاً ممتعاً بسماع الأوبرا الخاصة بكاسبار سبونتيني، وحَضَر العديدَ مِن حَفلاتِ فريدريك زيلتر وفيلكس مندلسون بالإضافَة إلى العَديدِ مِن المَشاهير. في رحلته اللاحقة إلى برلين عام 1829، نَزَل ضيفاً عِندَ الأمير أنتوني رادزيفيل حاكِم دوقية بوزنانيا الكبرى، حيث ألّف للأمير وابنته العازِفة واندا مقطوعة البولونيز (Op.3) على التشيلو والبيانو.
بعد العودة إلى وارسو في نفسِ العام، استمع شوبان إلى عزف نيكولاس باغانيني، وألّف عدداً من المقاطِع الموسيقيّة. وقد زارَ فيينا لأوّل مرّة في الحادي عشر من أغسطس عام 1829 أي بعدَ ثلاثة أسابيع من إكماله لدراسته، حيثً أدّى حَفلَتي بيانو هناك وتلقّى العديدَ من الإطراءات الإيجابية. في واحِدَة من هاتين الحَفلتين، قدّم شوبان لأول مرة عمله المسمى لا تشيا ديم لامانو (Op. 2)، وهو عِبارة عن تنويعات من أوبرا دون جيوفاني لموتسارت على البيانو بمرافقة الأوركسترا. ثُمّ عادَ إلى وارسو في سبتمبر في ذاتِ العام وقدّم لأول مرة كونشيرتو بيانو رقم 2 (Op. 21) في 17 مارس 1830.
نجاح شوبان كمؤلف وعازف فتح أمامه الأبوب نحو أوروبا الغربية، في الثاني من تشرين الثاني من عام 1830 توجه إلى النمسا برفقة صَديقِه تيتوس فيتشوهوفسكي، ونوى التوجه إلى إيطاليا. في وقت لاحق من ذات الشهر اندَلعت ثورة 1830 في وارسو فعاد فيتشوهوفسكي إلى بولندا للمُشارَكة وبَقي شوبان وحيداً في فيينا. حزيناً على وطنه، كَتب لصديقٍ له «أنا ألعن لحظة مغادرتي». وعندَما عَلِم في سبتمبر 1831 خلال مُغادَرتِه من فيينا إلى باريس أنّ الثورة قد أُخمِدَت، عبّر عن ألَمِه في صفحات إحدى الصحف الخاصة بِقولِه «يا رب!... أنت هناك وحتى الآن لم تأخذ بالثأر».23
وفاته وجنازته
مع تزايد وطأة مرضه، طلب شوبان أن يكون أفراد عائلته إلى جانبه، وفي يونيو عام 1849 قدمت أخته لودفيكا إلى باريس مع زوجها وابنتها، وفي سبتمبر من نفس العام وبمساعدة مالية من قبل جين سترلنغ على شكل قرض، أخذ شوبان شقة. وبعد الخامس عشر من أكتوبر أخذت أوضاعه الصحية تأخذ منحى أسوأ ولم يبقى إلا حفنة قليلة من أصدقائه المقربين إلى جانبه.
بعض من أصدقائه أدى له الموسيقى تحت طلبه ومن بينهم المغنية بوتوكا، وعازف التشيلو فرانشوم. كانت وصية شوبان أن يُفتح جسده بعد موته (لخوفه من أن يدفن حياً) وأن يؤخذ قلبه ويُعاد إلى وارسو. وأوصى بالبيانو غير المكتمل الخاص به لألكان ليكمله. في 17 أكتوبر 1849 وبعد منتصف الليل، أنحنى فوقه معالجه الفيزيائي وسأله إذا كان يتألم فأجابه شوبان بأنه لم يعد يتألم أبداً، ليتوفى بعدها وبدقائق قليلة قبل الساعة الثانية فجراً. من الأشخاص الذين كانوا موجودين حول فراش موته أخته لودفيكا، والأميرة مارسيلينا شارتوريسكا، وسولانح ابنة ساند، ووصديقه المقرّب توماس ألبرشت. ولاحقاً في ذات الصباح قام زوج سولانج كليزلنجر بصناعة قناع الموت الخاص بشوبان ومنحوتة لذراعه الأيسر.
مرض شوبان وسبب موته كان وما زال موضع شك ونقاش، وقد قال طبيبُه المعالِج جان كروفييه أنّ السبب كان مرَض السل حيثُ أنّه كان منتشراً في ذلك الزمان. والتلف الكيسي وتشمع الكبد وعوز ألفا1 أنتيتريبسين جميعها قد تكون أحد الأسباب أيضاً. وعلى العموم، مازال السبب الرئيسي لموتِه غامضاً وليس السل سبباً رئيسياً في ذلك. وعندما طُلِبَ من الحكومة البولندية إذن لإجراء فحص الحمض النووي رفضته.
أُقيمت الجنازة في كنيسة مادلين في باريس في الثلاثين من أكتوبر حيثُ تأخرت تقريباً أسبوعين. وكانت المشاركة فيها مقتصرة على أصحاب الدعوات حيث كان متوقعاً قدوم أعداد كبيرة من الناس. في الحقيقة وصل العديد من البشر -ما يُقارب 3000- من أماكن بعيدة مثل لندن، وبرلين، وفيينا من دون دعوة ولم يستطيعوا المشاركة.
تم تأدية قداس موزارت في الجنازة، بمشاركة المغنين المنفردين جانو أني كاستيلان بطبقة السوبرانو، وفياردوت بطبقة ميزو سوبرانو، وألكسي دوبون بطبقة التنور، ولويجي لابلاش بطبقة الباص. أيضاً تم أداء البرلود الرابع لشوبان على سلم المي مينور والسادس على سلم السي مينور، بمشاركة عازف الأورغان لوفوبيو ويلي. توجه موكب الجنازة إلى مقبرة بير لاشيز وكان يتقدمها الأمير العجوز آدم جيرزي تشارتورسكي، مباشرة خلف النعش الذي كان من بين أصدقائه الذين حملوه ديلاكروا وفرانشومو كميل بلاييل.
تم تصميم قبر شوبان بطريقة تعكس روحية الموسيقى، حيث تم نحت تمثال لألهة الموسيقى يوتيربي فوق المرقد وهي تبكي فوق قيثارة مكسورة، حيث عمل على التصميم والنحت كليزلنجر. تكاليف الجنازة والنصب التذكاري التي كانت حوالي الخمسة الاف فرنك فرنسي تمت تغطيتها من قبل جين سترلنغ والتي تحملت تكاليف عودة لودفيكا إلى وارسو أيضاً. لودفيكا اصطحبت معها قلب شوبان في جرة حيث تم حفظه بالكحول وعادت به إلى بولندا عام 1850. بالإضافة إلى مجموعة من مئتي رسالة حُب من ساند إلى شوبان، وتمكنت ساند في عام 1851 من استعادتها والتخلص منها. ويُذكر أن قلبَ شوبان ما زال محفوظاً في كنيسة الصليب المقدّس في وارسو.



  مشاركة الموضوع


التنقل السريع :


يقوم بقراءة الموضوع: بالاضافة الى ( 1 ) ضيف كريم