» محمد الشوكاني » في حاديات الليالي للفتى عجب - نسخة قابلة للطباعة +- 6ArH Community (https://6arh.net/vb) +-- قسم : الأقسام العامة (https://6arh.net/vb/forum-1.html) +--- قسم : القسم الثقافي (https://6arh.net/vb/forum-58.html) +--- الموضوع : » محمد الشوكاني » في حاديات الليالي للفتى عجب (/thread-19274.html) |
» محمد الشوكاني » في حاديات الليالي للفتى عجب - _Ammar - 10-06-2024 في حادِياتِ اللّيالي للْفَتَى عَجَبُ وَفي نَوائِبِها تَفَاوَتُ الرِّيَبُ فَطالَما أَظْهَرَتْ للناسِ خَيْرَ فَتىً مِنْ قَبْلِها كانَ بالتَّزْويرِ يَحْتَجِب لَولا التجارِبُ ظَنَّ النّاسُ في شَبَهٍ بأنَّه الفِضَّةُ البَيْضاءُ والذّهَبُ إن المعادِنَ لَوْلا الحَفْرُ واحِدَةٌ والكُلُّ مِنْها لِوَجْهِ الأَرْضِ يَنْتَسِبُ والحُلْوُ والْمُرُّ في الشَّيْئَيْنِ مُحْتَجِبٌ فإِنْ بَلَوْتَهُما لم يُجْهَلِ السَّبَبُ والخَيْرُ والشَّرُّ لا يَدْرِي الفَتَى بِهِما حَتَّى يساوِرَهُ في دَهْرِهِ النُّوَبُ كَمْ مِنْ فَتىً تَعْشَقُ الأَبْصارَ رَوْنَقَهُ وَدَمْعُها بَعْدَ خُبْرٍ مِنْهُ يَنْسَكِبُ ومِنْ فَتىً تَزدَريهِ وَهُوَ إنْ صَدَقَتْ مِنْهُ التَّجارِبُ للْمَعْروفِ يُكْتَسَبُ اُبْلُ الرِّجالَ وَدَعْ عَنْكَ الغُرورَ بِما يَقْضِي بِهِ حَسَبُ الفِتيانِ والنَّسَبُ فإنْ وَجَدْتَ جَميلاً بَعْدَ تَجْربَةٍ فاشْدُدْ يَدَيْكَ فَهَذا عِنْدِيَ الحَسَبُ وإنْ وَجَدْتَ قَبِيحاً بَعْدَ مَخْبَرَةٍ فَذاكَ لَمْعُ سَرابٍ كُلُّهُ كَذِبُ وإِنَّني قَدْ حَلَبْتُ الدَّهْرُ أَشْطُرَهُ وَقَدْ بَلَوْتُ الأَخِلاّ فَوْقَ ما يَجِبُ وَقَدْ خَبِرتُ الوَرَى في كُلِّ حادِثَةٍ فَلَمْ يكُنْ عِنْدَهُمْ في مَطْلَبٍ أَرَبُ وكُلُّهُمْ مُظْهِرٌ حُبّاً لذي نَشَبٍ إنْ عادَ يوماً علَيْهمْ ذَلِكَ النّشَبُ يَدُومُ صَفْوُ الإخا مِنْهُمْ فإن سَلَبَتْ يَدُ الزَّمانِ الذي يَرْجُونَهُ سَلَبُوا إنْ كُنْتَ تَبْغي وِدادَ النّاسِ كُنْ رَجُلاً فيهمْ لَهُ رَغَبٌ إن شِئْتَ أو رَهَبُ فإنْ تَكُنْ راغِباً في مِثْلِ ذا رَغِبوا وإن تكُنْ راغِباً عَنْ مِثْلِهِ رَغِبوا ما لامْرِىء في وِدادِ النّاسِ مِنْ سَبَبٍ إنْ لَمْ يكُنْ عِنْدَهُ يَوْماً لَهُ سَبَبُ ومَنْ يَقُلْ غَيْرَ ذا قُلْ أَنْتَ في غَرَرٍ وَلَسْتَ مِنْ مَعْشَرٍ للنّاس قَدْ صَحبُوا سَتَعْرِفُ الأَمْرَ إنْ نابَتْكَ نائِبَةٌ أَوْ أَمْكَنَتْ فُرْصَةٌ في مِثْلِها يَثِبُوا فَلُذْ بِحَبْلِ التُّقَى والعِلْمِ مُطَّرِحاً كَسْبَ الإخاءِ فَهَذا الأَمْرُ مُضْطَرِبُ لا تَقْتَحِمْ لِوِدادِ النّاسِ مَهْلَكَةً يَغْتَالُكَ الوَيْلُ والتَّنْكِيدُ والنَّصَبُ ولَسْتُ مُسْتَثْنِياً مِنْهُمْ سِوَى نَفَرٍ في رَبْعِهِمْ للأَخِلاّ يُرْفَعُ الطَّنَبُ يَصْفُونَ إِنْ كُدِّرَتْ أَخْلاقُهُمْ كَرَماً وإنْ يَشُبْ مَحْضَ وُدِّي القَوْمُ يَشِبُوا يُقَدِّمونَ قَضا حَاجِ الصَّديقِ عَلَى حاجَاتِهِمْ إِذْ رَأَوْهُ بَعْضَ ما يَجِبُ ومِنْهُمُ العالِمُ السَّبّاقُ في رُتَبٍ حَتَّى حَوَى غايَةً تَعْنُو لَهَا والرتَبُ حِيناً يَحُلُّ رُموزَ العِلْمِ إِنْ خَفِيَتْ وتارةً عِنْدَهُ الأَشْعارُ والخُطَبُ يَمْشِي عَلَى نَمَطِ الأَعْرابِ إِنْ نَظَمَتْ يَراعُهُ كَلِماتٍ شَأْنُها عَجَبُ انْظُرْ إلى مِدَحٍ منْهُ مُجَوَّدَةٍ كأنّما نُظِمَتْ في سِلْكِها الشُّهُبُ وانْظُرْ حَماسَةَ نَظْمٍ منه رائِعَةً كأَنَّها في الطُّروسِ البِيضُ والنِّيَبُ تَحْكِي لَنا مِنْ خُطوبِ الدَّهْرِ مُعْضِلَةً وفِتْنَةً نارُها في السَّفْحِ تَلْتَهِبُ مِنْ جاحِدٍ نِعْمَةَ الْمَوْلَى الإمامِ وقَدْ أَوْلاهُ مِنْ سَيْبها ما لَيْسَ يَحْتَسِبُ لمْ يَنْهَهُ كَرَمٌ لَمْ تُثْنِهِ نِعَمٌ لم تُلْهِهِ نِقَمٌ في كَفِّها العَطَبُ ولم يَنَلْ مِنْهُ ما يَرْجُوهُ مِنْ ظَفَرٍ بِذلِكَ الحَرْبِ لا بَلْ نالَهُ الحَرَبُ خَفِّفْ عَلَيْكَ ابنَ يَحْيَى ما دَهَاك بهِ رَيْبُ الزَّمانِ فَما في رَيْبِهِ رَيَبُ كانَتْ سَحابَةَ صَيْفٍ ما تَأَلَّفَ في أطْرافِها البَرْقُ حَتَّى انْجابَتِ السُّحُبُ أو مِثْلَ صَوْت رياحٍ زَعْزَعٍ زَحَفَتْ عَلَى الجِبال فَما مَادَتْ لَها كُثُبُ من يَنْطَحِ الصَّخْرَةَ الصَّماءَ تَهْشِمُهُ والصَّخْرُ بالنَّطْحِ يَوْماً لَيْسَ يَنْشَعِبُ |