6ArH Community
» محمد الشوكاني » هذا العقيق فقف على أبوابه - نسخة قابلة للطباعة

+- 6ArH Community (https://6arh.net/vb)
+-- قسم : الأقسام العامة (https://6arh.net/vb/forum-1.html)
+--- قسم : القسم الثقافي (https://6arh.net/vb/forum-58.html)
+--- الموضوع : » محمد الشوكاني » هذا العقيق فقف على أبوابه (/thread-19247.html)



» محمد الشوكاني » هذا العقيق فقف على أبوابه - _Ammar - 06-06-2024

هَذَا العَقِيقُ فَقِفْ عَلَى أَبْوابِهِ
مُتَمايِلاً طَرَباً لِوَصْلِ عِرَابهِ
يا طَالَ ما قَدْ جُبْتَ كُلَّ تنُوفَةٍ
مُغْبَرَّةٍ تَرْجُو لِقَا أَرْبابِهِ
فَقَطَعْتَ أَنْساعَ الرَّواحِلِ مُعْلِناً
في كُلِّ خَيْرٍ جِئْتَهُ بِطِلابِهِ
حَتَّى غَدَتْ غُدْرانُ دَمْعِكَ فُيَّضاً
بالسَّفْحِ فِي ذا السَّفْحِ مِنْ تَسْكَابِهِ
والعُمْرُ وَهُوَ أَجَلُّ ما خُوِّلْتَهُ
أَنْفَقْتَه في الدّورِ في أَدْرابِهِ
وعَصَيْتَ فيهِ قَوْلَ كُلِّ مُفَنِّدٍ
وَسَدَدْتَ سَمْعاً عَنْ سَماعِ خِطابِهِ
بُشْرايَ بَعْدَ النّاسِ وَهْوَ حَظِيَّةٌ
بِتَبَدُّلي سَهْلَ الهَوَى بِصِعابِهِ
قَدْ أَنْجَحَ اللهُ الذي أَمَّلْتُهُ
وكَدَحْتُ فِيهِ لنَيْلِ لُبِّ لُبَابِهِ
وهَجَرْتُ فيهِ مَلاعِبي ولَقِيتُ في
هِ مَتَاعِبي ومُنيتُ مِنْ أَوْصابِهِ
وشَرِبْتُ كاساتِ الفِراقِ وقَدْ غَدَتْ
مَمْزُوجَةً بِزُعافِهِ وبِصابِهِ
وبَذَلْتُ لِلْهَادِين إِلَّيْهِ نَفائِسي
ومَنَحْتُهُ مِنّي مِلاءَ وِطابِهِ
فَحَطَطْتُ رَحْلي بَيْنَ سُكّانِ الحِمَى
وأَنْخْتُهُ في مُخْصِباتِ شِعابِهِ
وشَفَيْتُ نَفْسِي بَعْدَ طُولِ عَنائِها
في قَطْعِ حَزْنِ فَلاتِهِ وهِضابِهِ
وَوَضَعْتُ عَنْ عُنُقِي عَصَا التَّرْحالِ لا
أَخْشَى العَذُولَ ولا قَبيحَ عِتابِهِ
فأَنا وَلا فَخْرُ الخَبِيرُ بِأَرْضِهِ
وأَنا العَرُوفُ بِشَامِخَاتِ عُقَابِهِ
وأَنا العَلِيمُ بِكُلِّ ما في سُوحِهِ
وأَنا الْمُتَرْجِمُ عَنْ خَفِيِّ جَوابِهِ
يابْنَ الرَّسُولِ وعالِمَ الْمَعْقُولِ وال
مَنْقولِ أَنْتَ بِمِثْلِ ذا أدْرَى بِهِ
لا تَسْأَلْنَّ عَنِ العَقِيقِ فإِنَّها
قَدْ ذُلِّلَتْ لَكَ جَامِحَاتُ رِكابِهِ
وكَرَعْتَ في تِلْكَ المناهِلِ بُرْهَةً
وشَرِبْتَ صَفْوَ الوِرْدِ من أَرْبابِهِ
وقَعَدْتَ في عَرْصاتِهِ مُتَمايلاً
مُتَبَسِّماً نَشْوانَ مِنْ إطْرابِهِ
واسْلَمْ ودُمْ أَنْتَ الْمُعَدُّ لِمُعْضِلٍ
أَعْيَى الوَرَى يَوْماً بكَشْفِ نِقابِهِ
وَخُذِ الجَواب فَما بِهِ خَطَلٌ وَلا
عَصَبِيَّةٌ قَدَحَتْ بِغَيْرِ صَوَابِهِ
سُكّانُهُ صِنْفانِ صِنْفٌ قَدْ غَدَا
متجرداً للحب بني صحابه
قَدْ طَلَّقَ الدُّنيا فَلَيْسَ بِضَارِعٍ
يَوْماً لِنَيْلِ طَعَامِهِ وشَرابِهِ
يَمْشي عَلَى سَنَنِ الهُداء مُفَوِّضاً
لِلأَمْرِ لا يَلْوي لِلَمْعِ سَرَابِهِ
يَرْضَى بِمَيْسُورٍ منَ الدُّنيا وَلاَ
يَغْتَمُّ عِنْدَ نِفارِهَا عَنْ بَابِهِ
مُتَقَلِّلاً مِنْها تَقَلُّلَ مُوقِنٍ
بِدُرُوسِ رَوْنَقِها وقُرْبِ ذهَابِهِ
مُتَزَهِّداً فيما يَزُولُ مُزايلاً
إدْراكَ ما يُبْقي عَظِيمَ ثَوابِهِ
جَعَل الشِّعارَ لَهُ مَحَبَّةَ رَبِّهِ
وثَنَى عِنانَ الحُبِّ عَنْ أَحْبابِهِ
أكْرِمْ بهَذا الصَّحْبِ مِنْ سُكّانِهِ
أَحْبِبْ بهَذَا الجِنْسِ مِنْ أحْزانِهِ
فَهُمُ الذينَ أَصابَوُا الغَرضَ الذي
هُوَ لا مِرا في الدِّينِ لُبُّ لُبابِهِ
وَلَكَمْ مَشى هَذِي الطَّريقَةَ صاحِبٌ
لِمُحَمَّدٍ فَمَشَوْا عَلَى أَعْقَابِهِ
فيها الغِفارِي قَدْ أَناخَ مَطيَّهُ
ومَشى بِهَا القَرْني بسَبْقِ رِكابِهِ
وَبِها فُضَيْلٌ والجُنَيْدُ تَجَاذَبا
كَاسَ الهَوَى وتَعَلّلا بِرُضابِهِ
وكَذاكَ بِشْرٌ وابْنُ أَدْهَمَ أَسْرَعا
مَشْياً بِهِ والكَيْنَعيُّ مَشى بِهِ
أَمّا الذينَ غَدَوْا عَلَى أدْبارِهِمْ
يَتَجاذَبُونَ الخَمْرَ في أكْوابِهِ
ويَرَوْنَ حَقَّ الغَيْرِ غَيْرَ مُحَرَّمٍ
بَلْ يَزْعُمونَ بأَنَّهُمْ أَوْلَى بِهِ
قَدْ أَنْهَجَ الحَلاجُ طُرْقَ ضَلالِهِمْ
وكَذاكَ مُحْيي الدّينِ لا حَيّا بِهِ
وكَذَا ابنُ سَبْعينَ الْمَهينُ فَقَدْ غَدا
مُتَطَوِّراً في جَهْلِهِ ولَعابِهِ
وكذلِكَ الجِيلي أَجالَ جَوَادَهُ
في ذلك الميْدَانِ ثمَّ سَعَى بِهِ
والتِّلْمِساني قَالَ قَدْ حَلَّتْ لَهُ
كُلُّ الفُروجِ فَخُذْ بِذا وكَفى بِهِ
إِنْ صَحَّ ما نَقَلَ الأَئِمَّةُ عَنْهُمُ
فالكفْرُ ضَرْبَةُ لازب بِصحابِهِ
قَدْ أَلْزَمُونا أَنْ نَدينَ بِكُفْرِهِمْ
ويَكُونُ شَرَّ الخَلْقِ مَنْ يَرْضَى بِهِ
قَدْ صَرَّحوا أنّ الذي يَبْغُونَهُ
هُوَ ظاهِرُ الأَمْرِ الّذي قُلْنا بِهِ
فهم الذين تلاعبوا بني الورى
بالدين وانتدبوا لقصد خرابه
ولِوَحْدَةٍ جَعَلُوا المثَاني مُؤْنِسا
واللَّحْنَ عِنْدَ الذّكْرِ منْ إعْرابِهِ
وكَذاكَ فارٍضُهُمْ بما يَأتي بِهِ
فَرَضَ الضَّلالَ عَلَيْهِمُ وَدَعا بِهِ
رامَ النُّبُوَّةَ لا لَعاً لِعِثارِهِ
رَوْمَ الذُّباب مَصِيرَهُ لِعقابِهِ
إنْسانُهُ إِنْسانُ عَيْنِ الكُفْرِ لاَ
يَرْتابُ فيهِ سابِحٌ بعُبابِهِ
نَهَقُوا بوَحْدَتِهمْ عَلَى رُوسِ الملا
ومِنَ الْمَقَالِ أَتَوْا بِعَيْنِ كِذابِهِ
لا كُفْرَ في الدُّنْيا عَلَى كُلِّ الوَرى
إنْ كانَ هَذا القوْلُ دُونَ نِصابِهِ
فَدَعِ التَّعَسُّفَ في التَّأَوُّلِ لا تَكُنْ
كفَتىً يُغَطِّي جيفَةً بِثِيابِهِ
هَذَا فُتُوحُ الشُّؤْمِ وهي شَوَاهِدٌ
أنَّ الْمُرادَ لَهُ نُصُوصُ كتابِهِ