» تركي عامر » خربشات على الغبار - نسخة قابلة للطباعة +- 6ArH Community (https://6arh.net/vb) +-- قسم : الأقسام العامة (https://6arh.net/vb/forum-1.html) +--- قسم : القسم الثقافي (https://6arh.net/vb/forum-58.html) +--- الموضوع : » تركي عامر » خربشات على الغبار (/thread-18993.html) |
» تركي عامر » خربشات على الغبار - _Ammar - 04-05-2024 (1) صورةٌ تقدَّسَ سرُّها في مرآة . أخافُ عليها من ثلاثة : الغبار، وعيونِ المارقين ، والخروج . (2) يلفُّ رأسَها المقطوع منديلٌ أغبر، أداتُها الوحيدة خرقةٌ مبلَّلة تقرأُ الغبارَ كلَّ يوم . تنظّفُ الرّفوفَ من الأدب ؟! أم بطنَها من الفراغ ؟! (3) لأنَّها المرّةُ الأولى منذ 408 للهجرة ، كانَ الغبار (رضيَ اللهُ عنه) أوّلَ المستقبِلين . وسيكون ... آخرَ من يودِّعُني عندما أعود إلى الشّمال . (4) العصفورُ الهارب إلى الجنوب ، لم يكن يعرف أنَّ "طُوبَة" هو كانون الثّاني الّذي هو يناير ، وأنَّهُ يحمل على ظَهْرِه ، فضلاً عن الغبار ، كيسًا من بردٍ وسلام . (5) جئْتُ ، لأنَّ لي هنا صورةً تقدَّسَ سرُّها في مرآة . وليذهبِ الكتاب إلى الجحيم . (6) لا تخافُوا أيّها الأحبّة الوافدونَ من الشّمال ، ليسَتْ لي نيَّةٌ في سَحْبِ البساط من تحتِ أحد . ألا يتّسع فضاؤُكم، هنا أيضًا ، لعصفورٍ يحبُّ البياض ؟! (7) تأكلُها العيون أنَّى ذهبَتْ . تبصقُهم جميعًا حَسَبَ التّرتيب ، ولا تعيد ترتيبَ أحمرِ الشّفاه . وتدوسُ بكعبِها العالي أعقابَ مجاملاتِهم غيرِ السَّلِسَة . ثمَّ تمضي إلى غايتِها أسيرةَ حًلُمٍ لا يفهمُهُ اللَّحْم إلاّ إذا استحمَّ كلَّ يومٍ في البحرِ الميّت خَمْسَ مرّات . (8) أحبُّكِ ... كما تشتهين . ولن يفهمَني أَحَد . ولن يصدِّقُوا شاعرًا . وأخافُ ، في نهايةِ المطاف ، أن أكونَ مثلَهم ، وتخسري الرّهانَ من جديد ، وأخسرُني . (9) كيلا تخسري الرّهان ، دمّرْتُ أسلحةَ الدّمارِ كلَّها . ما كانَ رأسًا نوويًّا عادَ إلى طفولتِهِ ونام . (10) ذهبْتُ وحدي إلى المطعم ، حيثُ كنَّا في الأمس . طلبْتُ الطَّبَقَ ذاتَهُ . لم يكن طيّبًا . (11) كان عمري 48 خريفًا عندما التقَيْنا . صرتُ كلَّ يومٍ أصْغُرُ أسبوعًا ، وكلَّ أسبوعٍ شهرًا ، وكلَّ شهرٍ سنة . "احْسِبِيهَا لْوَحْدِكْ بَقَى" . (12) أخرجْتُهُ . ظهَّرْتُ الصُّوَر . الحمدُ لله . والشّكرُ لآلةِ التّصوير . ما زالَتِ الصُّورَة . تقدَّسَ سرُّها . في المرآة . (13) لم تستطِعْ واحدةٌ أن تعيدَ تكويني مثلما فعلْتِ . سبحانَكِ تعالَيْتِ عمَّا يقولونَ ولا يفعلون . (14) حينَ أعودُ إلى الشّمال سأعيدُ ترتيبَ أوراقي بموجبِ اللّوائحِ الفاطميّة . سأوزّع على المسلِّمينَ درسًا في السّلام مع النَّفْس . (15) احْتَرِسْ التّدخينُ يدمِّرُ الصّحّة ويسبّبُ الوفاة . والشِّعرُ أيضًا لكنَّهُ لا يبيع . (16) عقلي طيّبُ القلب لا يسمح لقلبي قليلِ العقل أن يغرِّرَ بأحد . سأظلُّ عاقلاً جدًّا إلى أن يطلبَ الجنون نجدةً من قوّةٍ صديقةٍ تحبُّ الهمالايا ونطير . (17) كائناتٌ من كوكب الإنترنت . يدخلونَ مطعمًا شعبيًّا في قلبِ القاهرة . يثرثرونَ فوقَ النّيل ويأكلونَ الكُشَرِيّ . يكشّرونَ ويضحكون بلا وجوهٍ عبيطة يعملُها المسنجر . (18) وأخيرًا يخرجُ المولود بما لا يشتهي الحُلُم . حسنًا لا ألومُ القابلة ولا المستشفى . وأسناني ليسَتْ مترفةً بما فيه الكفاية لارتكابِ عضّةِ إصبع . لا بأس سأتوحّدُ مع الكتاب وأمضي بعينَيْنِ عاجزتَيْنِ عن البكاء في حضرةِ القابلة . (19) قصيدةٌ سادرةٌ في بلّورِ الرّوح إلى حدِّ البكاء . سادنٌ أحبُّهُ كما أحبُّ إخوتي يقرأُها علينا لـ 48 غرضًا في نفسِ يعسوب : ليدرأَ عاصفةً وشيكة ، لتصرفَ النّظر عن مهنتِها كقابلة . الأغراضُ المتبقّية ليسَتْ من اختصاصي . (20) جَنينٌ يُدعى "عصفورةَ الجنوب" ، يتشكّل في رَحِمِ الرُّوح . سيولد على يديها ، وبإذنِها تعالَتْ . (21) لنصرفِ النّظر عن إعادةِ التّوليد كما الحبرُ يشتهي ، لئلاّ نسفِّهَ الورق ، ولئلاّ يزيد سنتمترَ آخرَ حزنُ القابلة . (22) مناشيرُ فارغةُ العيون لا يملأُها التّراب . تحبُّ الشّجرَ الغريب وتدعو لَهُ بطولِ الإقامة . (23) بينَ عقلِ الشّمالِ وقلبِ الجنوب حربٌ ليسَتْ باردة . بردٌ وسلامٌ غيرُ باردَيْن بينَ شمالِ القلبِ وجنوبِ العقل . (24) أخذْتِ الكتابَ بقوّةٍ وأمعنْتِ في ليلِ القبيلة . عادَ بخُفَّيْ قرفةٍ ما كانَ سحلبًا . قرأنا سطرًا تحتَ جنحِ النّهار. على البابِ نقرةٌ تُوقِفُ الحصانَ عن النّموّ . (25) لَكِ في القلبِ مستعمَرة . من قالَ إنِّي أكرهُ الاستعمار ؟! (26) على ضوءِ دمعَهْ تَقَرَّيْتُ صمتَ النّبيّةِ خمسًا وركعَهْ (27) رأسُ "الحُسَيْنِ" يعرّيك . تهرول إلى "شرمِ الشّيخ" . تختبئ في عباءةِ "السّلام" . (28) دمعٌ يتساقط على بذلةِ العيد . محمّدٌ يبكي بينَ يَدَيّ . وتذهبُ فاطمة لرؤيةِ عُمَر . لأوّلِ مرّةٍ أبتعدُ عن العيد . (29) مسؤولٌ على الهواء . لا ماءَ في الأرضِ ولا حطب . والسّماءُ في إجازة . (30) البارجةُ في عرضِ الفقرِ منذُ البارحة . ينزلُ الجنود إلى شاطئِ الحبرِ جائعين . الكتبُ عاهراتُ فاخرة. محافظُ النّقود تتثاءب وتزني بعيونِها . (31) "طلعت حرب" ، أوّلَ أيّامِ العيدِ مساءً ، لا مكانَ لإبرةٍ كي ترنَّ براحتِها . (32) فضلاً عن الّذي "بَالِي بَالَكْ" : أمّ الدّنيا والنّيل والأهرام "وبتاع" ، في القاهرة شيءٌ من عكّا وحيفا والنّاصرة . عينٌ بصيرةٌ ويدٌ قصيرة . أهلُها طيّبون لا يشبهونَ أشباهَهم في السّينما . مطحنةٌ والقمحُ "زَلَطٌ" أسمر . الحزنُ خوفو ، والدّمعُ نيلٌ يصبُّ في السّماء . (33) أراني جنينًا في رَحِمِ قصيدةٍ راهبة .. من ظَهْرِ حِبْرٍ قُدُس . (34) الأرضُ مصابةٌ بسرطانِ السّماء . هل "عملنا اللّي علينا" لنلقي "الباقي على ربِّنا" ؟! (35) أوّلَ أيّامِ العيد في القاهرة ، لا شيءَ مفتوحًا سوى ما ينتظرُ المطر . (36) طفلٌ طويلٌ من ليبيا تشيبُ لحيتُهُ في القاهرة منذُ ثلاثينَ لوحة . (37) قالَتْ : لا تظنَّنَ بي سوءًا ، يا سيّدي. لسْتُ مدمنةً أنا ، ولم أخرج من جلدتي . تعرّيني عيونُكم ، فأتستّر بالدّخان . (38) طالَ غيابُ الحرسِ القديم ، ونصفُ المرعى يعيّدُ في القلعة . والمفتاح في جيبِ العيد ، والعيد في إجازة ، والإجازة خارجَ القاهرة ، والقاهرة ليسَتْ جميلةً حينَ يفيض حزنُ القابلة . (39) الكتب لدى "مدبولي" أعضاءُ ناشطون في تنظيمٍ يَرْقَى إلى المرّيخ . (40) مندهشًا من جرأتِه وبتشجيعٍ من الضّجيج وما عَبَّ من جعة ، يسحبُ القلم ويكتبُ على منديل . يدٌ تفحُّ تحتَ المنضدة تقطفُ الرّسالة وتخرجُ من البخار . بعدَ ساعات لا يتّفقان على مطر . ويذهب كلٌّ إلى المطار |