قصائد#277 - نسخة قابلة للطباعة +- 6ArH Community (https://6arh.net/vb) +-- قسم : الأقسام العامة (https://6arh.net/vb/forum-1.html) +--- قسم : القسم الثقافي (https://6arh.net/vb/forum-58.html) +--- الموضوع : قصائد#277 (/thread-12218.html) |
قصائد#277 - F10_Ammar - 09-11-2023 السلام عليكم: محمود درويش:هو لآن يرحل عنّا و يسكن يافا و يعرفها حجراً.. حجراً و لا شيء يشبهه و الأغاني تقلِّدهُ.. تقلِّد موعده الأخضرا. هو الآن يعلن صورته- و الصنوبر ينمو على مشنقهْ هو الآن يعلن قصَّته- و الحرائق تنمو على زنبقهْ هو الآن يرحل عنّا ليسكن يافا و نحن بعيدون عنه، و يافا حقائبُ منسيَّة في مطارْ و نحن بعيدون عنه؛ لنا صُوَرٌ في جيوب النساء، و في صفحات الجرائد، نعلن قصَّتنا كل يوم لنكسب خصلة ريح و قبلة نار. و نحن بعيدون عنه، نهيب به أن يسير إلى حتفه.. نحن نكتب عنه بلاغاً فصيحاً و شعراً حديثاً و نمضي.. لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف و نحتجُّ: ليس لنا في المدينة دار. و نحن بعيدون عنه، نعانق قاتله في الجنازة، نسرق من جرحه القطن حتى نلمِّعَ أوسمة الصبر و الانتظار هو الآن يخرج منا كما تخرج الأرض من ليلة ماطرهْ و ينهمر الدمُ منهُ و ينهمر الحبر منّا. و ماذا نقول له؟- تسقط الذاكرهْ على خنجر ٍ؟ و المساءُ بعيدٌ عن الناصرهْ! هو الآن يمضي إليه قنابل.. أو برتقاله و لا يعرف الحدَّ بين الجريمة حين تصير حقوقاً و بين العدالهْ و ليس يصدِّق شيئاً و ليس يكذِّبُ شيئاً. هو الآن يمضي.. و يتركنا كي نعارض حيناً و نقبلَ حيناً هو الآن يمضي شهيداً و يتركنا لاجئينا! و نام و لم يلتجئ للخيام و لم يلتجئ للموانئ و لم يتكلَّمْ و لم يتعلَّمْ و ما كان لاجئ هي الأرض لاجئةٌ في جراحه و عاد بها. لا تقولوا: أبانا الذي في السماوات قولوا: أخانا الذي أخذ الأرض منّا و عاد.. هو الآن يُعدمُ و الآن يسكن يافا و يعرفها حجراً.. حجراً و لا شيء يشبهه و الأغاني تقلِّدهُ. تقلِّد موعده الأخضرا لترتفع الآن أذرعةُ اللاجئين رياحاً.. رياحا. لتنتشر الآن أسماؤهم جراحاً.. جرحا. لتنفجر الآن أجسادهم صباحاً.. صباحاً. لتكتشف الأرضُ عنوانها و نكتشف الأرضَ فينا. |