6ArH Community

نسخة كاملة : قصائد:عمر اليافي#10
أنت حالياً تتصفح نسخة خفيفة من المنتدى . مشاهدة نسخة كاملة مع جميع الأشكال الجمالية .
دَعَوتَ وُجودي حَيثُ ما ثَمَّ داعِيا
سِواكَ وَقَد وَفَّرتَ فِيَّ الدَواعِيا
وَقُلتَ لِيَ اِدعُ اللَهَ حَيثُ هُوَ الَّذي
دَعاني فَأَنّى لا يُجيبُ دُعائِيا
وَها أَنا أَدعوهُ بُعَيدَ دُعائِهِ
جَزاءً وِفاقاً لا عَلَيَّ وَلا لِيا
فَإِن هُوَ فَضلاً قَد أَجابَ فَجودُهُ
هُوَ الغَيثُ يَهمي بِالمَكارِمِ وافِيا
عَلى أَنَّني إِيّاهُ أَرجو وَبِالَّذي
هُوَ البابُ لِلطُلّابِ جِئتُ مُوافِيا
هُوَ المُصطَفى كَنزُ الصَفا مَعدِنُ الوَفا
سَنا الاصطِفا مَن منهُ سِرُّ صَفائِيا
وَسيلَتُنا عِندَ العَظيمِ وَإنَّهُ
هُوَ الرَحمَةُ العُظمى بِفَيضِ إِلَهِيا
تَوَسَّلتُ فيهِ عِندَهُ وَبِجاهِهِ
تَشَفَّعتُ لِلمَولى بِخَيرِ المَوالِيا
فَيا رَبِّ حَظّي بِالنَوائِبِ قَد رَبا
وَكَدَّرَ شربي بَعدَ أَن كانَ صافِيا
وَمِن شاهِقٍ أَيدي اِمتِحانِكَ بي رمت
لِأَدنى حَضيضٍ سافِلٍ مِن بَلائِيا
وَمَهما أَرُم بِالإِمتِحانِ تَقَدُّماً
لِقُربِكَ ناداني الأَسى مِن وَرائِيا
تَمَزّقَ ثَوبُ الصَبرِ أَيَّ تَمَزُّقٍ
وَضاقَت رقاعي حَيثُ لَم أُلفِ رافِيا
وَقَد لَسَعَتني مِن زَماني أَراقِمٌ
بِسُمِّ الأَذى ظُلماً وَلَم أَلقَ راقِيا
فَإِن كانَ لا يَرجو العَطا غَيرُ طائِعٍ
فَمَن ذا لَهُ جودٌ لِيَمنَحَ عاصِيا
إِلَهي إِلَهي لَيسَ إِلّاكَ يُرتَجَى
وَحَقِّكَ ما وافَيتُ غَيرَكَ راجِيا
وَمَن ذا الَّذي أَشكو لَهُ سوءَ فاقَتي
وَيَعلَمُ قَبلَ المُشتَكَى سوءَ حالِيا
لَقَد دَكَّ دَهري طَودَ صَبري فَأَصبَحت
مَنازِلُ قَصري بِالخُطوبِ خَوالِيا
وَفَوَّقَ لِي الخَطبُ المُبَرِّحُ أَسهُماً
مِنَ الوَجدِ وَالتَبريحِ فيها رَمانِيا
وَشَنَّ لِيَ الغاراتَ تَعدو وَقَد غَدَت
عَلَيَّ بِعادي الجور تَعدو العَوادِيا
فَيا رَبِّ ما لِلعَبدِ في الدَهرِ مُلتَجىً
سِواكَ فَإنّي بِالتَضَرُّعِ لاجِيا
تَدارَك بِأَلطافٍ وَأَسعفهُ بِالمُنى
وَحَقِّق لَهُ فَضلاً لَدَيكَ الأَمانِيا
وَدَكدِك جِبالَ الخَطبِ عِندَ تَنَزُّلِ ال
تجَلّي الجَمالي حَيثُما الفَضلُ دانِيا
أَؤُمُّ سراباً لاح وهماً بقيعَةٍ
سِواكَ وَقَد صَفَّيتَ قِدماً شَرابِيا
وَحَقِّكَ لا أَرجو سِواكَ وَلَم أَكُن
لغَيرِكَ أَنحو لَو مُنِعتُ مُرادِيا
إِذا كُنتَ لي رَبّاً فَحَسبِيَ رِفعَةً
بأنِّيَ عَبدٌ نَحوَ بابِكَ ساعِيا
وَحَسبيَ تَوحيدي لِذاتِكَ شاهِداً
بِأَنَّكَ فَردٌ لا نَرى لَكَ ثانِيا
إِذا شِئتَ أَن تُعطي فَلا مانِعٌ وَإِن
تُرِد ليَ مَنعاً فَهوَ عَينُ عَطائِيا
بِأَوصافِكَ الحَسنا المُقَدَّسَةِ الصَفا
وَأَسمائِكَ الحُسنى العُلا في الأسامِيا
قصيدة جميلة جدا اعجبتني استمر